رياضة

لقب الكان للمحاربين.. وليلة بيضاء للجزائريين

الجزائر- عبد الرحمان بن الشيخ

بعد مباراةٍ بطولية، تمكن المنتخب الجزائري من تحقيق اللقب الثاني له في منافسة كأس أمم إفريقيا، عقب فوزه على السنغال، أمس الجمعة، بهدفٍ نظيف، في نهائي كان 2019، مهديًا بذلك فرحةً لكل مناصري الخضر داخل وخارج الوطن .

النهائي يُرْبَح ولا يُلْعَب

قبل المباراة النهائية صرح المدير الفني لمحاربي الصحراء، جمال بلماضي، بأن النهائي يُرْبَح و لا يُلْعَب، أي أن الأداء لا يهم بقدر ما تهم النتيجة والفوز باللقب، وهو ما ظهر حقيقةً على أرض الميدان.

 فبعد الهدف المبكر الذي سجله بغداد بونجاح في مرمى السنغال في الدقيقة الثانية من عمر المباراة، لم ييادر أشبال بلماضي إلى الهجوم، واكتفوا بالتكتل في المناطق الخلفية إلا في حالاتٍ نادرة في المباراة .

ورغم الفرص المكثفة التي أتيحت لرجال آليو سيسيه، إلا أنها باءت كلها بالفشل بفضل الصرامة التكتيكية لرفقاء محرز، وأيضًا التألق الكبير للحارس رايس مبولحي – توج بجائزة أحسن حارس في المباراة – والذي شكل سدًا منيعًا لكل التهديدات السنغالية.

ليلة من الأفراح

بعد إطلاق الحكم الكاميروني صافرة نهاية المباراة عمت احتفالاتٌ صاخبة في كافة ولايات الجزائر، مع تحقيق المنتخب للقب الإفريقي الثاني منذ 29 عامًا.

وتابع الجزائريون المباراة في أحياء العاصمة، وتجمعوا من مختلف الأعمار، حاملين الأعلام والرايات، كما امتلأ ملعب 5 يوليو عن آخره بمشجعي محاربي الصحراء، آملين في تحقيق منتخب بلادهم للقب أمام منافسٍ قويٍ وشرس .

وعاش الجزائريون لحظات قلقٍ خلال المواجهة، فبقدر ما كان الهدف المبكر لبونجاح مفيدًا لمنتخب بلاده ومربكًا للسنغاليين، بقدر ما صعَّب المباراة على زملاء بن ناصر وأعادهم إلى الدفاع.

وازداد القلق لمناصري الخضر أكثر في الشوط الثاني، بعد توالي الهجمات الخطيرة لأسود التيرانغا، قبل أن يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، ويطلق العنان لفرحة آلاف المشجعين الجزائريين، الذين قدموا خصيصًا لمتابعة المباراة، وملايين غيرهم في بلادهم ودول الجوار.

وتنوعت مظاهر الاحتفال في العاصمة الجزائرية، وفي كافة المدن، بين إطلاق العنان لأبواق السيارات، والمفرقعات النارية، والتجمعات العفوية في الشوارع.

بلماضي يكرر تفوقه

في المشهد الختامي للنسخة 32  لبطولة كأس أمم إفريقيا، تفوق المدرب الجزائري الشاب صاحب الـ 43 عامًا، على صديقه آليو سيسيه مدرب منتخب بلاده السنغال، مكررًا بذلك تفوقه عليه، بعد فوزه عليه أيضًا في دور المجموعات.

لينجح بذلك جمال بلماضي، الذي لم يمر على تنصيبه أقل من عام، في أن يُنسي الجزائريين مرارة دامت قُرابة ثلاثة عقود، وكان بمثابة وصفةً صنعت الفرح لبلاده، بتتويج منتخبها بلقب كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم للمرة الأولى منذ 1990.

وركع بلماضي طويلاً على أرض الملعب، وأحاط به لاعبوه، ورموا به في الهواء احتفالاً أكثر من مرة، على وقع هتافات المشجعين الذين حيوا اسمه أكثر مما نال نجوم المنتخب من صيحات.

حقبة جادة

وأثناء حقبته كان لاعبو المنتخب على قدر حمل الاسم الذي يعرفون به: “محاربو الصحراء”، فقاتلو وحاربوا على أرضية الميدان في كل المواجهات، وأمام كل الخصوم دون استثناء، من أول مباراة إلى غاية النهائي.

كما شهد المنتخب في عهد بلماضي، المدرب الجاد، الحاد، الصارم، عودة الانضباط للاعبين الذين فقدوه الانضباط عقب رحيل حليلوزيتش.

وعرف بلماضي كيف يعيد المنتخب الجزائري إلى سكته الصحيحة، وكيف يرسم للاعبيه مسارًا ثابتًا، جعلهم من البداية أبرز المرشحين للتتويج في نظر العديد من النقاد والمحللين والمدربين.

والأهم من كل هذا أن بلماضي طوى صفحة معاناة المنتخب، خصوصًا منذ الفترة التي أعقبت مونديال 2014، من خلال الخروج من الدور الأول لأمم إفريقيا 2017 بالغابون، والغياب عن مونديال روسيا 2018.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين