هجوم مصري على أردوغان بسبب تصريحاته حول وفاة مرسي

شنت العديد من الأحزاب والقوى السياسية المصرية هجومًا حادًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب تصريحات الأخير التي اتهم فيها السلطات المصرية بقتل الرئيس السابق محمد مرسي مشككًا في وفاته وفاة طبيعية.
البرلمان يرد
ورد المتحدث باسم مجلس النواب المصري، صلاح حسب الله، على تصريحات أردوغان، معتبرا أنها تدخل سافر في شؤون مصر. وقال حسب الله، في بيان أصدره أمس الثلاثاء، ونقلته وسائل إعلام مصرية، إن “ثورة الشعب المصري العظيم في 30 يونيو عام 2013 قضت على أحلام أردوغان وعلى مخططاته الشيطانية بالضربة القاضية، وجعلته العدو الأول لمصر وشعبها وقائدها”.
ووصف حسب الله أردوغان بـ”الطاغية والديكتاتور الذى ينكل بشعبه والمعارضين لسياساته، وحول سجون تركيا إلى سلخانات بعد فشل مخططاته وأحلامه في دولة الخلافة، وتحالفه مع قوى الشر والظلام والإرهاب ممثلة في جماعة الإخوان الإرهابية”.
وتابع المتحدث باسم مجلس النواب المصري: “بعد سقوط هذه الجماعة المارقة اتجه أردوغان إلى الهجوم الحاد على مصر في محاولات فاشلة منه لتشويه صورة مصر خارجيا، لكن العالم كله أصبح على وعي وإدراك كاملين أن مصر دولة كبيرة لها دورها الريادي والمحوري بقيادة الزعيم البطل الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية”.
40 حزبًا ينتقدون
كما رفض تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم نحو 40 حزبًا سياسيًا، تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول وفاة مرسي، مؤكدا أنه «يطلق أكاذيبه ضد مصر، وتصريحاته مرفوضة من قبل الشعب».
وأكد التحالف، في بيان، أمس الثلاثاء، أنه «تلقى العديد من الإدانات من قبل أمانات التحالف بالمحافظات حول تصريحات الديكتاتور أردوغان، الذي يؤوى الإرهابيين والدواعش داخل بلاده، ومنهم جماعة الإخوان الإرهابية».
وذكر بيان التحالف أن «تصريحات أردوغان بشأن وفاة محمد مرسي ما هي إلا استمرار لنهجه السافر في التدخل بالشأن المصري، والمزايدة غير المقبولة وما هي إلا من وحي الخيال الوهمي له».
وتساءل التحالف: «أين أردوغان من البيانات الصادرة من السلطات المختصة في مصر وعلي رأسها النائب العام الذي أصدر التفاصيل الكاملة بشأن الوفاة التي حدثت أمام الجميع بقاعة المحاكمة وبحضرة العديد من المتهمين من أتباعه في ذات القضية، التي كانت تنظر والخاصة بالتخابر».
وتابع: «أردوغان الذي يروج لسيناريوهات خبيثة بشأن الوفاة، ولا يدرك أن مصر دولة قانون وذات مؤسسات قوية قادرة على مواصلة دورها المنوط بها دون الالتفات لمثل هذه الأكاذيب التي تروج من رئيس حول بلاده لسجون وساحة للإرهابيين وملجأ لقوي الشر والظلام».
وأكد التحالف أن «القضاء المصري يقوم بدوره الوطنى والمستقل وذلك في نظر جميع القضايا بكل شفافية ونزاهة دون أي تدخلات سواء خارجية أو داخلية وهو من المؤسسات الوطنية التي يثق فيها الشعب المصرى ويعتز ويفتخر بأدائها».
ودعا التحالف «أردوغان وأمثاله من الحكام أصحاب الهوى في طروحاتهم السياسية أن ينظروا إلى التحديات التي تواجه أوطانهم بدلا من الاستمرار في المحاولات البائسة في تغيير الحقائق وبث الأكاذيب والفتن في البلاد المحيطة».
وطالب التحالف الأحزاب المصرية من خلال لجانه النوعية القانونية بـ«مقاضاة رجب طيب أردوغان وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد تطاوله على مصر واتهامهما بأنها المسئولة عن وفاة الرئيس المعزول، دون أي سند أو دليل يمتلكة حول هذا الاتهام، وتجاوزه كل الخطوط الحمراء والخروج عن كل الأعراف السياسية والدبلوماسية».
اتهامات أردوغان
وحمل أردوغان السلطات المصرية بقيادة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي المسؤولية عن وفاة مرسي، واصفًا السيسي بالديكتاتور، فيما أعرب عن شكوكه بخصوص رواية القاهرة عن ملابسات وفاة مرسي.
وقال الرئيس التركي إن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي قتل ولم يمت بشكل طبيعي. وأكد أردوغان أنه سيقوم بكل ما يلزم للتأكد من مقاضاة السلطات المصرية في وفاة مرسي، أمام المحاكم الدولية.
ووصف أردوغان من قال إنهم يتوقعون له مصيرًا مشابها لمرسي، بأنهم من أتباع “عقلية السيسي”، مشيرًا إلى أنه لا يخاف منهم، وأنه “ارتدى كفنه” حسب تعبيره.
وقال أردوغان إن مرسي بقي نحو 20 دقيقة يصارع الموت، بعدما أغمي عليه وسقط أرضًا خلال محاكمته، ولم يتدخل المسئولون هناك لإسعافه.
ودعا الرئيس التركي، منظمة التعاون الإسلامي إلى القيام بواجباتها حيال وفاة مرسي، مشددًا على أنه “لا بد من قيام المنظمة بما يلزم”، وأكد أنه سيطرح قضية مرسي خلال مشاركته في قمة العشرين التي ستعقد نهاية الشهر الجاري في اليابان.
إدانة الموقف الغربي
كما أدان أردوغانوقوف العالم الغربي متفرجا إزاء ما أسماه “الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وسجنه ثم مفارقته الحياة”.
وقال أردوغان في كلمة أمام حشد شعبي بإسطنبول أمس الثلاثاء: “أدين العالم الغربي والإنسانية جمعاء لوقوفها متفرجة على الانقلاب ضد مرسي وحبسه في زنزانة منفردة حتى فقد حياته”.
وأضاف “أجدد التعازي إلى الشعب المصري والعالم الإسلامي في وفاة مرسي الذي سار إلى الشهادة في قاعة المحكمة”.
وأعلنت النيابة العامة المصرية أن الرئيس السابق محمد مرسي، الذي عزله الجيش من السلطة يوم 3 يوليو 2013، توفي يوم الاثنين جراء نوبة إغماء خلال جلسة محاكمته جنوبي القاهرة في القضية المعروفة إعلامية بـ “التخابر مع حماس”، فيما أوضح مصدر طبي لاحقا أن مرسي فارق الحياة بسبب إصابته بسكتة قلبية مفاجئة.
وفي وقت سابق، كشف عبد المنعم عبد المقصود محامي مرسي لوكالة لأناضول، عن “دفن جثمان مرسي في الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (03: 00 تغ)، بأحد مقابر شرقي العاصمة القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، في حضور عائلته ومحاميه”.