أردوغان: اشترينا منظومة الصواريخ الروسية “إس-400” بالفعل

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده أتمت بالفعل صفقة منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400 ، وأعرب عن أمله في أن تتسلم بلاده المنظومة الصاروخية خلال شهر تموز/يوليو المقبل.
وقال أردوغان في كلمة له، اليوم الأربعاء، بالمقر العام لحزب العدالة والتنمية ” لن أقول إن تركيا ستشتري منظومة إس-400 لأننا أشتريناها بالفعل وأتممنا هذا الأمر.”
وأضاف أردوغان قائلا ” إنه لا فائدة من الحيث عن نية تركيا للرجوع عن الصفقة ، وأن بلاده ستحاسب أي أحد يستبعدها من برنامج المقاتلات”.
مقاتلات إف-35
وفيما يتعلق بشراء تركيا مقاتلات إف-35 من الولايات المتحدة أكد أردوغان أن تركيا ليست مجرد مشتر لطائرات إف-35 بل شريك في الإنتاج في الوقت نفسه، موضحاً أن بلاده أنفقت نحو مليار دولار حتى الآن على المشروع.
وبخصوص مكافحة الإرهاب أكد أردوغان أن تركيا عازمة على تحطيم الممر الإرهابي على طول حدودها مع سوريا شرق نهر الفرات كما فعلت على الخط الواصل بين جرابلس وعفرين شمال غربي سوريا، وعلى الحدود مع شمال العراق.
روسيا تؤكد
وكان سيرغي تشيمزوف، رئيس الشركة الحكومية الروسية الكبرى “روس تيخ”، قد صرح منذ أيام بأن عمليات تسليم منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية إلى تركيا، ستبدأ خلال شهرين.
وأضاف في حديث له، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: “كل شيء على ما يرام في هذا الموضوع. أعتقد أننا سنبدأ التوريد، بعد شهرين. لقد استلمنا الدفعات المالية، وجهز القرض المالي الخاص بالصفقة.
واشنطن تهدد
وتلوح واشنطن بوقف إمداد تركيا، حليفها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمقاتلات “إف 35” الشبحية، إذا لم توقف صفقة الصواريخ الروسية، وتقول إن الصواريخ الروسية (إس 400)، لا يمكنها التكامل مع المنظومات الدفاعية الغربية.
وأشار باتريك شاناهان القائم بعمل وزير الدفاع الأميركي قبل أيام إلى استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات أف-35 إذا لم تتراجع عن خططها لشراء المنظومة.
وقبل أسبوعين ، قالت مسؤولة رفيعة في البنتاجون أن إصرارتركيا على شراء منظومة الدفاع الجوّي الصاروخي الروسيّة ستكون له نتائج “كارثيّة” على برنامج مقاتلات “إف-35” المشترك بين واشنطن وأنقرة، وكذلك على تعاون تركيا مع حلف شمال الأطلسي.
وشكلت رغبة أنقرة شراء منظومة “إس-400” الروسية مصدر خلاف أساسي بين تركيا والولايات المتحدة (المنضويتان في حلف شمال الأطلسي) ودفعت واشنطن للتهديد بفرض عقوبات.
وقف تدريب الطيارين الأتراك
واليوم الأربعاء أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون” مايك أندروز، عن بدء تعطيل برنامج تدريب الطيارين الأتراك على كيفية التحليق بطائرات “إف-35″ الحربية الأمريكية، وذلك بعد أسبوع من إعلان البنتاجون عن خطة لـ”تخفيف” مشاركة تركيا حليفها في الناتو بالبرنامج التدريبي.
وقال أندروز، في تصريح لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن البنتاجون على دراية بأن الطيارين الأتراك لا يحلقون في قاعدة لوك الجوية العسكرية بولاية أريزونا الأمريكية، والتي تستضيف برنامج التدريب الخاص بطائرات إف-35.
وأضاف أن ذلك الإجراء يأتي “بدون تغيير في سياسة البنتاجون تجاه تركيا.. سنستمر في العمل عن كثب مع الحليف التركي في تخفيف مشاركتهم في برنامج إف-35.. خطة الانفصال هذه يمكن التراجع عنها بشكل كامل إذا اختارت تركيا الامتناع عن استلام أنظمة الصواريخ الدفاعة الروسية إس-400”.
تركيا -روسيا
وتشكل العلاقات التركية الروسية أحد الملفات الخلافية الرئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا، إذ لا تخفي واشنطن قلقها ومخاوفها من التقارب المتزايد بين أنقرة وموسكو ، ولاسيما على صعيد التعاون العسكري، وهو القلق الذي تصاعد بعد توجه تركيا للحصول على منظومة صواريخ اس 400 للدفاع الجوي من روسيا، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
فقد اعتبرت واشنطن هذه الخطوة التي أقدمت عليها أنقرة، تجاوزا للخطوط الحمراء في العلاقات بين تركيا ( الدولة العضو في حلف الناتو) وبين روسيا، التي تمثل الخصم الاستراتيجي للولايات المتحدة ولحلف الناتو، ولعل ذلك ما يفسر تصاعد الضغوط الشديدة التي تمارسها واشنطن على أنقرة لإثنائها عن إتمام صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، والتي وصلت إلى حد التهديد بوقف التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وتركيا في عدد من المجالات الحيوية بين البلدين، حال تمسكت الأخيرة بإتمام هذه الصفقة.
الصواريخ الروسية
وترى الولايات المتحدة أن اقتناء أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية، يشكل إخلالا خطيرا بمنظومة الأمن والتسليح العسكري في شمال الأطلسي (الناتو) فتركيا العضو في الحلف تمتلك مقاتلات من طراز إف – 35، والتي صممت للعمل بشكل متوافق مع الأنظمة العسكرية لحلف الناتو، بما في ذلك الدفاعات المضادة للصواريخ، وهذا ما يثير مخاوف الولايات المتحدة من أن روسيا قد تضبط قدرات منظومتها إس-400 ضد التحالف الغربي من خلال المعلومات التي تحصل عليها في تركيا.
سيطرة روسية
وعلى الجانب الروسي يشكل إبرام صفقة من هذا النوع، ضربة موجعة لخصومها القدامى، أعضاء حلف الأطلسي، فدخول هذه التقنية لحزام تلك الدول ،سيمثل تهديدًا كبيرًا على منظومة الدفاع في الحلف، وهو ما يعطي موسكو الأفضلية في كثير من المواجهات، بجانب تشجيع دول أخرى على اقتناء مثل تلك التقنية، الأمر الذي يعيد روسيا للمنافسة العالمية في مجال التسليح، وهو تخشاه أوروبا وأمريكا على حد سواء.
منظومة الصواريخ “إس-400”
ويعد نظام “إس 400” الصاروخي الروسي، أحد أكثر الأنظمة تطوّرًا في العالم، إذ يستطيع تدمير أهداف تتحرك بسرعة 5 كيلومترات في الثانية، ومن ضمنها الطائرات والصواريخ ذاتيّة الدفع متوسطة المدى والصواريخ المجنّحة، وتبلغ سرعة هذه الصواريخ ضعف سرعة صواريخ باتريوت الأمريكية ، ونطاق استهدافها يبلغ ثلاثة أضعاف، في حين تتحول لوضع قتالي بشكل أسرع 5 مرات، وباستطاعتها توجيه عدد صواريخ أكبر بـ13 مرة.