لا أحد يريد الحرب في الخليج .. لكن طبولها لا تهدأ!

أحمد الغـر
رسالة قصيرة أوصلها إلى مساعديه، خلال اجتماع صباح الأربعاء الماضي، مفادها أنه لا يريد أن تتحول حملة الضغط الأمريكية المكثفة على إيران إلى صراع مفتوح.
هكذا عبر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” عن رغبته في كبح جماح المواجهة مع إيران، فيما استمرت التحذيرات الأمريكية لطهران من الإقدام على أي فعل استفزازي، فالإدارة الأمريكية مصممة على ممارسة أقصى درجات الضغط على إيران لتغيير سلوكها.
وفي ظل حرب التصريحات المتبادلة بين الطرفين، فإن مخاوف نشوب الحرب تزداد في المنطقة الأكثر سخونة في العالم، فما يحدث الآن من واشنطن ضد طهران هو أشبه ما يكون بما حدث قبل غزو العراق عام 2003، فهل حقاً ستندلع الحرب.. أم أن طبولها تُقرع لتحدث ضوضاء فحسب؟!
ترامب لا يريد الحرب
في وقت سابق؛ قال الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إنه يأمل ألا تكون الولايات المتحدة في طريقها إلى الحرب مع إيران، وسط مخاوف من محاولة مستشاريه الدفع باتجاه الحرب مع طهران، وقبل لقائه مع الرئيس السويسري “أولي ماورر” كان رد ترامب المختصر على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحارب إيران، هو: “آمل ألا يحدث ذلك”.
وجاء ذلك بعد يوم من تكرار رغبته في الحوار وليس المواجهة، من خلال تغريدة عبر موقع التغريدات المصغرة تويتر قائلا: “أنا متأكد من أن إيران ستريد التحدث قريبا”.
كما أبلغ وزير الدفاع بالوكالة “باتريك شاناهان” بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران. وبحسب بعض التقارير فإن “شاناهان” والجنرال “جوزيف دنفورد”، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قد قدّموا للرئيس ترامب مجموعة من الخيارات العسكرية للتعامل مع إيران، لكن ترامب كان حازما في قوله، إنه لا يريد صدامًا عسكريًا مع الإيرانيين.
فالرئيس ترامب قد قطع على نفسه وعداً أثناء حملته الانتخابية بأنه سيعيد جنود بلاده من الشرق الأوسط إلى ديارهم، ويبدو أنه قد تعلم من أخطاء أسلافه، وهو غير مستعد لجر نفسه إلى ويلات حرب جديدة قد لا تخرج منها الولايات المتحدة إلا بالخسائر الكبيرة.
جديرٌ بالذكر أن مسئولين في الاستخبارات الأمريكية قد أطلعوا قادة الكونجرس على التهديدات الإيرانية المحتملة، لكن رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” قالت إنها تريد أن يتم إطلاع الكونغرس بأكمله على تلك المعلومات بحلول الأسبوع المقبل، قبل عطلته التي تستمر أسبوعاً حتى يتم إطلاع أعضائه على أي تطورات استخباراتية جديدة قبل مناقشة أي خطوات مقبلة.
إيران ترفض التفاوض
وبينما تلوح في الأفق المواجهة العسكرية من وقتٍ لآخر، فإن حرب التصريحات بين الأمريكيين والإيرانيين تظل ملء السمع والبصر، فوزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، قال خلال زيارته مؤخرًا إلى طوكيو إن “ما تقوم به الولايات المتحدة من تصعيد غير مقبول”.
وأضاف “نحن نتصرّف بأقصى درجات ضبط النفس، رغم انسحاب الولايات المتحدة في أيار/مايو الماضي من الاتفاق المعروف بخطة العمل المشترك الشامل”، ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان منفتحاً على إجراء محادثات ثنائية مع واشنطن بهدف خفض التصعيد، قال ظريف: “لا، ليس هناك أي إمكانية لمفاوضات”.
أما المرشد الإيراني “علي خامنئي” فقد استبعد إمكانية قيام حرب بين بلاده وأمريكا، وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني، كما أكد المرشد، الذي يشكل المرجعية الدينية الأولى في إيران، أن بلاده لن تتفاوض مع أمريكا حول الاتفاق النووي الإيراني.
الحلفاء يرفضون الحرب
ويبدو أن الحلفاء الأوروبيين مازالوا على غير وفاق مع سياسيات إدارة الرئيس ترامب حيال إيران، فمنذ الخلاف الذي حدث إبان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، والدول الأوروبية تحافظ على أخذ مسافة من سياسة البيت الأبيض فيما يتعلق بالأزمة الإيرانية.
وفي إطار ردود الأفعال الأولية حيال نشوب حرب محتملة في منطقة الخليج، فقد رفضت فرنسا تعزيز بحريتها الحربية، وحدث الأمر ذاته مع دول أوروبية كبرى مثل ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا.
فقد أكد الناطق باسم الجيش الفرنسي، الكولونيل “باتريك ستيجير”، اكتفاء باريس بالمشاركة في تقصي الحقائق، حول تعرض عدد من ناقلات النفط في مياه دولة الإمارات العربية لاعتداءات ذات مصدر مجهول حتى الآن.
كما نفى أي تعزيز للبحرية الفرنسية في الخليج العربي، والاكتفاء بالسفن الحربية المتواجدة هناك وخاصة في القرن الإفريقي، أو في دولة الإمارات، بحكم اتفاقية الدفاع التي تجمع بين باريس وأبوظبي.
أما اسبانيا فقد سحبت فرقاطة “مننديث نونييز ف 104” من مجموعة القتال المرافقة لحاملة الطائرات أبراهام لنكولن الأمريكية، وبررت قرارها بالتخوف من انفلات الأمور من السيطرة السياسية إلى مواجهة عسكرية لا تعني مدريد في شيء.
أما روما فلا يرغب حكامها في الانخراط في أي توتر في الخليج العربي، ونفت الدبلوماسية الإيطالية قيامها بطلب من البنتاغون بتقديم ترخيص خاص للقوات الأمريكية، بحكم أنه يعد وجود قوات أمريكية في قواعد إيطالية أساسي في كل مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط.
أما ألمانيا، فقد اتخذت المستشارة “أنغيلا ميركل” موقفًا من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة، ومن وتصريحاته التي وصفتها في أكثر من مناسبة بالمستفزة وغير المناسبة، فكانت التصريحات الألمانية بشأن تطورات الوضع في الخليج قليلة بنسبة كبيرة.
رفض موقف ترامب
القادة الأوروبيون يعتبرون الاتفاق النووي الذي أبرمتهإبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، بمثابة نجاح للدبلوماسية العالمية، ونموذجا يحتذى به في حل نزاعات مستقبلية، وهذا ما يجعلها ترفض موقف ترامب منه وانسحابه منه وإن نادوا بتعديل بعض بنوده.
يُذكر أن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” قد طلب من المسئولين الأوروبيين المساعدة في إقناع إيران بـ “تخفيف حدة التوتر”، الذي ارتفع مؤخرًا وبات ينذر بنشوب مواجهة عسكرية.
أما وزير خارجية بريطانيا “جيريمي هانت”، فقد قال إن بلاده تتفق مع نفس تقييم الولايات المتحدة بشأن التهديد الخطير الذي تمثله إيران، وقال هانت إنه ناقش مسألة إيران مع نظيره بومبيو، الأسبوع الماضي في لندن، ومرة أخرى في بروكسل يوم الاثنين الماضي.
وأضاف في تغريدة على تويتر: “كما هو الحال دائمًا، نعمل عن كثب مع الولايات المتحدة”، يأتي هذا في وقتٍ قررت فيه بلاده رفع درجة التأهب لجنودها في العراق، بسبب ارتفاع احتمالات التعرض لأخطار من إيران.
كما رفعت بريطانيا أيضًا مستوى التأهب بين قواتها وموظفيها وأسرهم في السعودية والكويت وقطر. يأتي هذا فيما حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “استيفان دوجريك” في مؤتمر صحفي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش “يخشى أن يؤدي تصاعد حدة الخطاب بين الأطراف المعنية بالموقف الحالي في منطقة الخليج إلي عواقب كارثية”، مضيفاً أن “جهود الوساطة التي يقوم بها الأمين العام هي دائما متاحة للجميع وأعربنا عن قلقنا إزاء الهشاشة التي يتسم بها الوضع في المنطقة”.
الجيران متأهبون
القرب الجغرافي لبعض الدول الخليجية وإسرائيل من إيران، وكونهم في مرمى الصواريخ الإيرانية يجعل من فكرة الحرب الشاملة صعبة على تلك الدول، قبل أن تكون صعبة على الحليف الأمريكي أو إيران.
فالإمارات وبالرغم من انتقادها الدائم لإيران ودعوتها سرًا للولايات المتحدة لاتخاذ موقف متشدد منها، إلا أنها قد اتخذت موقفًا حذرًا هذه المرة من إمكانية المواجهة مع إيران.
وزير الدولة ألإمارتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش” رفض التكهن حول من يقف وراء عملية تخريب السفن التي تمت مؤخرًا في المياه الإقليمية للإمارات، وقال: “علينا معالجة التصرف الإيراني بوضوح، وعلينا في الوقت نفسه عدم الوقوع في مصيدة النزاع، وأضاف: “هذه هي المنطقة التي نعيش فيها، وعلينا إدارة الأزمة بشكل جيد”.
أما المملكة العربية السعودية فقد اتهمت إيران بإعطاء الأوامر للحوثيين في اليمن بمهاجمة منشآتها النفطية غرب الرياض.
وكتب نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير “خالد بن سلمان”، في تغريدة له عبر تويتر أن “ما قامت به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد على أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران”.
وأكد الأمير خالد أن “ما يقوم الحوثي بتنفيذه من أعمال إرهابية بأوامر عليا من طهران، يضعون به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية”.
من جهته قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية “عادل الجبير”، في تغريدة له، إن “الحوثيين جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره”.
أما رئيس مجلس الأمة الكويتي “مرزوق الغانم” فقد قال إن هناك فرصًا كبيرة وعالية لنشوب حرب في المنطقة، وأضاف عقب جلسة برلمانية سرية لمناقشة التطورات الإقليمية بالمنطقة واستعدادات بلاده لمواجهتها: “علينا مواجهة الحقيقة، الأوضاع في المنطقة غير مطمئنة والوضع يستدعي اتخاذ كافة الحيطة والاستعداد لكافة الاحتمالات الممكنة”.
ولا يُخفى على أحد أن نشوب الحرب في المنطقة، خاصة وأن النسبة الأكبر لإمداد العالم بالنفط تخرج من منطقة الخليج، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي بالعالم، وسيكلف جميع الدول خسائر كبيرة.
حذر إسرائيلي
من جهتها، فإن إسرائيل حذرة وعازمة على تجنب الحرب أيضًا، رغم أن أفعالها تظهر أنها مستعدة لقبول خطر التصعيد لمواجهة التهديدات الإيرانية، سواء كانت من الأراضي الإيرانية أو من سوريا أو جنوب لبنان، فمنذ عام 2013 نفّذت إسرائيل أكثر من 130 ضربة في سوريا ضد شحنات من الأسلحة الإيرانية الموجهة لحزب الله.
ومنذ أواخر عام 2017، وسعت نطاق المواجهة غير المباشرة لتشمل استهداف المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا، دون أن تؤدي هذه الضربات إلى إثارة مواجهة مباشرة أو أوسع نطاقاً مع إيران.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، معروف بمواقفه المتشددة من إيران، حيث ألمح في عام 2011 للقيام بعملية عسكرية من طرف واحد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وما منعه هو الخوف من فشل الهجوم أو اندلاع مواجهة جديدة مع حزب الله.
وقد انعكست التطورات الأخيرة في الخليج على تصريحاته خلال الأسبوع الماضي، بمناسبة مرور عام على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، عندما قال: “يجب على إسرائيل وكل الدول التي تبحث عن السلام الوقوف مع الولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني”.
موسكو تدخل على الخط
الرئاسة الروسية من جهتها عبرت عن قلقها لاستمرار تفاقم التوتر في منطقة الخليج، وذلك بالرغم من تصريحات وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” الذي أكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي بجنوب غرب روسيا، أن واشنطن لا تريد حربا مع طهران.
من جهته قال “ديمتري بيسكوف” المتحدث باسم الكرملين: “في الوقت الحالي نرى أن تفاقم التوتر بشأن هذا الموضوع يتواصل”، متهمًا الولايات المتحدة باستفزاز إيران، وتابع بيسكوف “من الصعب الكلام عن ضمانات، هناك ميل واضح نحو مواصلة التصعيد، نتابع بأسف القرارات التي تتخذها إيران”.
لكنه أشار إلى أنه “يدرك أن إيران لا تتخذ هذه القرارات طوعًا، بل ردًا على الضغط” مضيفًا أن “أعمال الولايات المتحدة هي تحديدًا ما يستفز إيران”.
من جانبه اعتبر الرئيس الروسي “فلادمير بوتين” أنه ” كان من الملائم أكثر لإيران عدم الانسحاب من الاتفاق النووي، رغم كل شيء”، وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي “الكسندر فان دير بيلين”: “دعمنا باستمرار هذا الاتفاق، ونأسف لكونه بصدد الاضمحلال”، مشيرًا إلى أن “روسيا ليست فريق اطفائيين، ولا يمكننا أن ننقذ كل شيء، خصوصًا حين لا يكون الأمر مرتبطًا بالكامل بنا”.
جديرٌ بالذكر أن روسيا، وعلى غرار الصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، تدعو إلى الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران.
صواريخ في الخليج
في هذه الأثناء كشف مسئولون أمريكيون أن طهران قامت بوضع صواريخ على زوارق تقليدية خشبية في مياه الخليج العربي، مواصلة بذلك تهديد أمن المنطقة بأكملها، فعملية نشر الصواريخ تلك تعد من بين التهديدات التي أوردتها إدارة الرئيس ترامب، لتبرير الانتشار العسكري الأخير في الشرق الأوسط.
المعلومات الاستخبارتية التي أكدت ذلك تمثلت في صور أظهرت تحميل الإيرانيين لصواريخ على متن قوارب في مياه الخليج، فيما بدا أنه مؤشر على هجوم إيراني وشيك، وقد رصدت الصور التي التقطت من السماء قطع الصواريخ مجمعة بالكامل، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً على قطع البحرية الأمريكية في مياه الخليج.
وتستمر طهران في زرع القلق في المنطقة، إذ أفادت تقارير عن زيارة “قاسم سليماني”، الذي يقود فيلق القدس المؤثر في داخل الحرس الثوري، والمسئول عن عمليات إيران في الخارج، إلى العاصمة العراقية بغداد، ولقائه مع قادة الميليشيات الموالية لطهران وأخبرهم صراحةً “تجهزوا للحرب”.
يُذكر أن الزيارة قد سبقت زيادة التصعيد في المنطقة بثلاثة أسابيع، وكان القصد من الدعوة هو التعبئة وراء تحفيز المخاوف الأمريكية من أن إيران تعد لضرب المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
إعادة هيكلة الحرس الثوري
تسعى إيران بشكل عام إلى تجنب الحروب التقليدية أو ردعها، وهي حساسة تجاه التهديدات التي تطال النظام، فهي تتقن حرب الميليشيات والعصابات أكثر من الحروب المباشرة والمنظمة.
وفي إطار التصعيد الجاري للأحداث بالمنطقة وارتفاع حدة التوتر بين طهران وواشنطن، فقد أصدر المرشد الأعلى “علي خامنئي” قرارًا يقضي بتعيين الأميرال “علي فدوي” نائبًا للقائد العام لقوات الحرس الثوري بالبلاد، والعميد “محمد رضا نقدي” مساعدًا للقائد العام لحرس الثورة للشؤون التنسيقة.
يُذكر أن الأميرال فدوي، وهو القائد السابق للقوة البحرية بالحرس الثوري الإيراني، قد تلقى ميدالية من خامنئي لدوره في أسر عدد من جنود البحرية الأمريكية في يناير من العام 2016، وقد علق خامنئي على قرار تعیین الأميرال فدوي بأنه “قد جاء في ضوء مؤهلاته وخبراته القیمة”، مضيفاً أنه “من المتوقع منه (فدوي) هو أداء الدور الجهادي والثوري في الارتقاء بمستوي الجهوزية العملياتية والتقدم المقتدر لمهام حرس الثورة، مع الأخذ بنظر الاعتبار تدابير القائد العام للحرس الثوري”.
أما العميد نقدي فقد كان قائدًا لقوات التعبئة الإيرانية أو ما يُعرف بـ”الباسيج” ونائبًا للشؤون الثقافية والاجتماعية في الحرس الثوري الإيراني، وقد قال خامنئي في قرار تعيين نقدي: “القرار جاء بناء علي اقتراح القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، وفي ضوء الجدارة التي يمتلكها وخبراته القيمة التي اكتسبها في الحرس وقوات التعبئة”.
وأضاف: “يتوقع من العمید نقدي الارتقاء بالطاقات والخبرات والفاعلیة لدي أركان الحرس الثوری، عبر توظیف الإمكانيات والقدرات النخبویة والجهادیة للحرس والتعبئة، وبهدف تحقیق التقدم واكتساب الاستعدادات الشاملة في الدفاع عن الثورة والحفاظ علي مكتسباتها”.
محاولات تهدئة
وفي إطار الجهود لتهدئة الأوضاع دعا رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني “حشمت الله فلاحت بيشة” إلى عقد مفاوضات أمريكية ـ إيرانية في قطر أو العراق، بهدف إدارة التوتر المتصاعد.
وقال بيشة في تغريدة على تويتر: “كبار المسئولين في إيران وأمريكا نفوا وقوع الحرب، لكن هناك طرف ثالث في عجلة لتدمير جزء كبير من العالم”، وأضاف: “يجب أن يكون هناك طاولة مفاوضات عاجلة في العراق أو قطر يجتمع عليها مسئولو الطرفين إيران وأمريكا، وتكون المهمة الأساسية العاجلة لهذه الطاولة إدارة التوتر الحالي”.
وكانت عدة تقارير صحفية قد تحدثت عن زيارة غير معلنة قام بها وزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” خلال اليومين الماضيين إلى طهران، والتقى هناك بمسئولين في الحكومة، كما التقى أيضا بوزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، وذكرت التقارير أن واشنطن على علم بهذه الزيارة التي يبدو أنها جاءت في إطار التهدئة بين واشنطن وطهران.