أقدمت سلطات الهجرة والجمارك (ICE) على احتجاز رجل مقيم منذ أكثر من ثلاثة عقود في الولايات المتحدة، ويحمل بطاقة الإقامة الدائمة، رغم أنه كان يتولى رعاية زوجته المصابة بالسرطان. القضية أثارت جدلاً واسعًا بعد أن كشفتها صحيفة The City في نيويورك، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.
المحتجز، دوان بو (49 عامًا)، مهاجر من جامايكا وصل إلى الولايات المتحدة عندما كان في الرابعة عشرة من عمره. وقد جرى اعتقاله في 13 أغسطس الماضي أثناء حضوره مراجعة روتينية مع مكتب الهجرة في حي برونكس بنيويورك، حيث نُقل لاحقًا إلى مركز احتجاز في مقاطعة أورانج.
زوجته، كاييشا، وهي مواطنة أمريكية، تعاني من سرطان عضال منذ عام 2021. وسبق أن منحت إدارة بايدن زوجها إطلاق سراح إنساني مؤقتًا ليتولى رعايتها بعد أن أكد الأطباء أنها لن تعيش أكثر من عام. لكن إعادة اعتقاله مؤخرًا أعاد مخاوف الأسرة، إذ كتبت في بيان: “زوجي مقيم دائم شرعي منذ سنوات، والمراجعة الروتينية لا ينبغي أن تتحول إلى وسيلة لتعذيب عائلة بأكملها عبر الفصل القسري”.
القضية تعقّدت بسبب سجله الجنائي، إذ تشير وزارة الأمن الداخلي إلى أن بو لديه “تاريخ طويل من المخالفات”، بدءًا من حيازة المخدرات في التسعينيات، وصولاً إلى إدانات لاحقة تتعلق بالأسلحة. ففي عام 2007، أُدين بحيازة سلاح ناري بعد حادثة بميناء جزيرة ستاتن، حيث تعرض لإصابة أثناء محاولته نقل مسدس لصديق إلى برنامج استرداد الأسلحة. ثم في عام 2020، وبعد مقتل ابنه طعنًا، اقتنى سلاحًا ناريًا لحماية عائلته، لكن الشرطة ضبطته وحُكم عليه بالسجن ثمانية أشهر.
المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي وصفه بأنه “مجرم متكرر” وأنه سيظل رهن الاحتجاز إلى حين استكمال إجراءات الترحيل. في المقابل، تصر زوجته على أنه ليس شخصًا عدوانيًا وتقول: “أعلم أن ترحيله احتمال قائم، لكني أتمسك بالأمل أن يُسمح له بالبقاء بجانبي.”
الجدل القانوني والسياسي المحيط بالقضية يأتي في وقت يشهد فيه ملف الهجرة في الولايات المتحدة انقسامًا حادًا، خاصة مع تشديد إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية لإجراءات الترحيل بحق من لديهم سوابق جنائية، حتى لو كانوا يحملون بطاقات الإقامة الدائمة.
القضية الآن في يد المحاكم، بينما يبقى مستقبل بقاء بو في الولايات المتحدة غير محسوم، وسط قلق بالغ من أسرته التي تخشى أن تفقد عائلها الوحيد في أصعب مراحل حياتها.