وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم الخميس، إلى واشنطن في زيارة هي الأولى لوزير خارجية سوري إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 25 عامًا.
وقالت إدارة الإعلام في وزارة الخارجية السورية إن زيارة الشيباني إلى واشنطن تاريخية كونها الأولى منذ خمسة وعشرين عاماً لوزير خارجية سوري، وتشكل محطة فارقة في مسار العلاقات السورية – الأمريكية بعد عقود من الانقطاع.
وقالت إدارة الإعلام بالوزارة في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا): إن الزيارة تعكس انفتاح سوريا على الحوار المباشر مع الولايات المتحدة سعياً لفتح صفحة جديدة من العلاقات، حيث سيتم خلالها مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعب السوري.
وأوضحت أن الزيارة تأتي قبل أيام من المشاركة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يمنحها وزناً إضافياً ويؤكد جدية دمشق في إعادة بناء العلاقات الدولية على أسس جديدة قائمة على الاحترام المتبادل.
رفع العقوبات
ووفقًا لقناة الإخبارية السورية فإن الشيباني سيلتقي نظيره الأمريكي ماركو روبيو، يوم غد الجمعة. كما سيلتقي الشيباني والوفد المرافق له مع مشرعين أميركيين وأعضاء في مجلس الشيوخ لمناقشة عقوبات محدّدة فرضتها واشنطن على سوريا بموجب قوانين مثل قانون قيصر، ورفعها بشكل دائم.
وتعد زيارة الشيباني إلى واشنطن الأولى من نوعها لوزير خارجية سوري منذ 25 عاماً، وتأتي نتيجة تطوّر الحوار بين الحكومتين بشأن تخفيف القيود الاقتصادية، ما يفتح الباب أمام انخراط الشركات الدولية في مشاريع إعادة الإعمار والاستثمار في البلاد.
وأنهت وزارة الخزانة الأمريكية في 25 أغسطس الماضي برنامج العقوبات المفروضة على سوريا وأزالتها بالكامل من قانون اللوائح الفيدرالية، ودخل القرار حيّز التنفيذ في 26 من الشهر ذاته.
وجاء هذا التحول تنفيذاً للأمر رقم 14312 الصادر عن الرئيس دونالد ترامب في 30 حزيران الفائت، والذي أنهى حالة الطوارئ الوطنية المعلنة منذ عام 2004، وألغى الأوامر التنفيذية السابقة المرتبطة بالعقوبات على سوريا.
يذكر أن آخر زيارة لوزير خارجية سوري إلى واشنطن كانت عام 1999 عندما زار وزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع العاصمة الأمريكية والتقى مسؤولين أميركيين لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع، أمس الأربعاء، بأن مفاوضات سوريا مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج في الأيام المقبلة.
وتأمل دمشق، في مفاوضاتها الجارية مع إسرائيل، التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف الأخيرة الضربات الجوية وسحب قواتها التي توغلت في جنوبي سوريا.
ونفى الشرع ما تردد عن وجود ضغط أميركي على سوريا، قائلا إن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط، مشيرا إلى أن إسرائيل شنت أكثر من ألف غارة على سوريا ونفذت ما يزيد عن 400 توغل بري منذ الثامن من ديسمبر الماضي.