خطوة مهمة في توقيت أهم.. السعودية توقع اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان النووية

وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في العاصمة السعودية الرياض “اتفاق دفاع إستراتيجي مشترك بين البلدين”.

وقال بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس” إن شريف زار الرياض تلبية لدعوة من ولي العهد السعودي، واستعرض الجانبان خلال لقائهما العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، وعددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وأفاد البيان بأن الاتفاقية تأتي في إطار “سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم”، كما تهدف إلى “تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء”.

وتنص الاتفاقية على أن “أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما” وفق البيان. وأكد البيان أن الاتفاقية “تأتي انطلاقًا من الشراكة التاريخية الممتدة لنحو 8 عقود، بين السعودية وباكستان، وبناء على روابط الأخوة والتضامن الإسلامي، واستنادًا إلى المصالح الإستراتيجية المشتركة، والتعاون الدفاعي الوثيق بين البلدين”.

وقال مسؤول سعودي كبير قوله إن “الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان تعكس تعاونا طويل الأمد بين البلدين وليست استجابة لأحداث محددة”.

وتأتي اتفاقية السعودية مع البلد الإسلامي النووي، بعد نحو أسبوع من هجوم إسرائيلي على الدوحة في 9 سبتمبر الجاري، استهدف مقر اجتماع لقادة حركة حماس في العاصمة القطرية.

وجاءت زيارة شريف للرياض أمس بعد أيام من اللقاء الذي جمعه بالأمير محمد بن سلمان في الدوحة على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، والذي بحث خلاله آفاق العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة.

وقال مصدر في السفارة الباكستانية في الرياض، “إن زيارة شهباز شريف إلى المملكة، تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، والتأكيد على المواقف الثابتة تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأضاف أن زيارة شهباز شريف تستغرق يوما واحدا، موضحا أنه سيبحث مع بن سلمان القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على المضي قدما في مشروعات التعاون الثنائي بجميع المجالات السياسية والاقتصادية.

خطر إسرائيل

وتعكس اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي وقعتها المملكة العربية السعودية وباكستان استشعار البلدين للخطر الذي بات يهدد المنطقة، وتعني أن ترسانة إسلام أباد النووية ستكون تحت تصرف الرياض حال تعرضها لأي عدوان، وفقًا للكاتب والمحلل السياسي السعودي منيف عماش الحربي.

وقال الحربي في مقابلة مع قناة “الجزيرة” إن العدوان الذي شنته إسرائيل على العاصمة القطرية الدوحة -الأسبوع الماضي- أكد أن المنطقة تواجه خطرا هو الأكبر منذ 1948، بعدما فقدت الولايات المتحدة السيطرة على تل أبيب.

وتأتي الاتفاقية في إطار سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وتطوير جوانب التعاون الدفاعي وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء.

وتكمن أهمية هذا التعاون في أنه يماثل اتفاقية تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كونه يعتبر تعرض أحد البلدين لاعتداء خارجي اعتداءً على البلد الآخر، وفق الحربي.

واستنادا لهذا البند، يقول الحربي إن كافة وسائل الردع الدفاعية التي يملكها كل بلد ستصبح تحت تصرف البلد الآخر حال تعرضه لاعتداء خارجي، بما في ذلك الأسلحة النووية الباكستانية.

شراكة قابلة للتوسع

ولا تقف أهداف الاتفاق عند تعزيز أمن السعودية وباكستان فقط – برأي المتحدث- ولكنها تمتد لتشمل أمن الدول الخليجية والعربية في حال تخاذل المجتمع الدولي أو تقاعست القوى الإقليمية عن التعامل مع أي عدوان.

ولا تسعى الرياض من خلال هذا الاتفاق لاستبدال شريك إستراتيجي هو الولايات المتحدة بآخر، كما يقول الكاتب السعودي، ولكنها توسع من هذه الشراكات التي سبق أن عمقتها مع واشنطن وباريس وفي الوقت نفسه مع بكين ونيودلهي.

وسبق للمملكة أن عقدت صفقة مهمة مع الصين سنة 1988، ومضت فيها رغم انزعاج الولايات المتحدة، مما يعني أنها قادرة على خلق توازنات في هذه المسألة لضمان الأمن القومي المحلي والخليجي والعربي، لأن عقيدتها العسكرية دفاعية وليست هجومية -حسب المتحدث- الذي توقع توقيع اتفاقات مماثلة مع دول أخرى مستقبلا.

اتفاق تاريخي

واتفق الصحفي الباكستاني المتخصص في شؤون الدفاع، محمد علي، مع حديث المحلل السعودي، قائلا إن الاتفاق “تاريخي ومهم، ويستند لانعدام الأمن والاستقرار في الشرق، وللرد الباكستاني القوي والناجح على هجوم الهند في مايو الماضي، وعدم قيام القوى الرئيسية بتلبية حاجات وتوقعات دول المنطقة”.

وبناء على هذه المقدمات، برزت إسلام آباد مقدمة شبكة أمنية لدول أخرى تصدرتها المملكة العربية السعودية، لكنها لن تكون البلد الأخير، برأي علي، الذي قال “إن مسارعة أكبر دول الشرق الأوسط نفوذا للبحث عن حاجتها الأمنية عند باكستان، بعد أسبوع من العدوان على الدوحة، يعني أن دولا أخرى قد تحذو حذوها لتحسين دفاعاتها وأمنها الإقليمي”.

تعليق
Exit mobile version