أربع ولايات تصدر توصيات مستقلة بشأن اللقاحات الموسمية

في خطوة غير مسبوقة تعكس خلافًا علنيًا مع السياسة الصحية الفيدرالية، أعلنت أربع ولايات يقودها ديمقراطيون – هي كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن وهاواي – عن إصدار توصياتها الخاصة باللقاحات الموسمية، وذلك في إطار ما أُطلق عليه تحالف الصحة في الساحل الغربي، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.

التوصيات الجديدة دعت إلى إعطاء لقاحات الإنفلونزا لجميع الأفراد ابتداءً من عمر ستة أشهر، واعتماد نطاق واسع من لقاحات كوفيد-19، بالإضافة إلى لقاحات موجهة ضد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) للفئات الأكثر عرضة، بما يشمل الرضع وكبار السن وذوي الحالات الصحية المزمنة.

هذه التوصيات تقترب في مضمونها من إرشادات الهيئات الطبية الكبرى مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، والأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، لكنها تبتعد عن الخط الفدرالي الحالي؛ إذ خفّف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بقيادة وزير الصحة روبرت إف. كينيدي جونيور من نطاق التوصيات الخاصة بلقاحات كوفيد-19، خصوصًا للحوامل والأطفال الصغار.

التحالف أوضح أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية السكان والحد من الضغط المتوقع على المستشفيات خلال موسم الشتاء، في وقت يشهد فيه مركز السيطرة على الأمراض حالة من عدم اليقين بعد إقالة جميع أعضاء اللجنة الاستشارية المعنية بالممارسات المناعية (ACIP) واستبدالهم بمُعينين جدد، بعضهم يُعرف بتشكيكه في مأمونية اللقاحات.

في التفاصيل، شملت التوصيات إعطاء لقاحات كوفيد-19 لجميع الأطفال بين 6 و23 شهرًا، وكذلك للأطفال من 2 إلى 18 عامًا ممن لديهم عوامل خطورة أو يعيشون مع أشخاص معرضين للمضاعفات. كما أوصت بإعطاء اللقاح للنساء الحوامل أو المرضعات، وللبالغين فوق 65 عامًا، أو الأصغر سنًا ممن يعانون من أمراض مزمنة. أما لقاحات RSV فقد حُددت للفئات العمرية الأكثر هشاشة: الرضع دون 8 أشهر، النساء الحوامل بين الأسبوعين 32 و36 من الحمل، وكبار السن ممن تجاوزوا 75 عامًا أو من هم بين 50 و74 عامًا ولديهم أمراض خطيرة.

الخطوة أثارت تباينًا واضحًا مع إرشادات الـCDC، ما أدى إلى ارتباك على أرض الواقع. ففي ولاية أوريغون، اضطرت بعض الصيدليات إلى اشتراط وصفة طبية للحصول على جرعة معززة من لقاح كوفيد-19، وهو ما استدعى عقد اجتماع طارئ لمجلس الصيدلة للنظر في السماح للصيادلة بإعطاء اللقاحات مباشرةً دون وصفة.

الدكتورة إيريكا بان، مديرة الصحة العامة في كاليفورنيا، أكدت أن الهدف هو تقديم معلومات علمية واضحة للمجتمع بعيدًا عن الضبابية الفدرالية. وقالت: “هناك مجتمع صحي وعلمي سيظل يقف معًا لمصلحة الناس.”

من جانبها، شهدت لجنة الصحة في مجلس الشيوخ شهادة من المديرة السابقة لمركز السيطرة على الأمراض، سوزان موناريز، التي قالت: “لن أوافق أبدًا على إرشادات تفتقر إلى الأدلة العلمية.”

أما وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، فأكدت عبر المتحدث أندرو نيكسون أن لجنة ACIP تبقى الجهة العلمية المخوّلة لتحديد التوصيات على المستوى الوطني، مضيفًا: “سنعمل على ضمان أن تكون السياسات الصحية مبنية على العلم الرصين لا على السياسات الفاشلة التي ميّزت فترة الجائحة.”

ومن المتوقع أن تعقد اللجنة الاستشارية الجديدة التابعة للـCDC اجتماعًا يومي الخميس والجمعة لمراجعة إرشادات لقاحات كوفيد-19 والتهاب الكبد (B) والحصبة، في خطوة قد تعيد رسم السياسة الوطنية للتطعيم في الولايات المتحدة.

تعليق
Exit mobile version