أخبارأخبار العالم العربي

إسرائيل تبدأ عملية احتلال غزة.. والمدينة تشهد أكثر لياليها دموية منذ 700 يوم

أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية احتلال مدينة غزة، قائلًا إن فرقتين عسكريتين بدأتا العملية بالمدينة والثالثة ستلتحق بهما قريبا.

وقال الجيش، في بيان له اليوم الثلاثاء: “بدأنا الليلة الماضية مرحلة أخرى من عملية مركبات جدعون في قلب مدينة غزة”، وأضاف أن هدف العملية تدمير البنية التحتية لحماس حتى الوصول إلى هزيمتها.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى وجود آلاف من مقاتلي حماس داخل مدينة غزة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تغريدة على منصة إكس إن “غزة تحترق”، وإن الجيش “يضرب بقبضة من حديد البنية التحتية للإرهاب” ويعمل على “تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”، على حد وصفه.

ونقلت “القناة 14” الإسرائيلية عن نتنياهو قوله قبل دخوله جلسة محاكمته اليوم “بدأنا عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة”. وقال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان عقد اجتماعات مع القوات بشأن عدم الإضرار بالمخطوفين خلال عملية غزة.

الأكثر دموية

وقال نشطاء إن مدينة غزة شهدت ليلة من أكثر لياليها دموية منذ 700 يوم من الحرب، بعدما تعرضت لأقوى موجة من الغارات الإسرائيلية المتواصلة طوال الليل، حولت سماءها إلى كتلة من النار والدخان.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد وصف سكان المدينة ما جرى بأنه “الليلة الأكثر حدة وكثافة منذ بداية الحرب”، حيث واصلت طائرات الاحتلال قصف الأحياء السكنية بعنف غير مسبوق، في وقت تُرك فيه أهالي المدينة يواجهون الموت والدمار وحدهم.

واجتاح الغضب منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء فلسطينيون وعرب ما يحدث “إبادة جماعية ممنهجة” بحق البشر والشجر على مرأى العالم وصمته.

وقال مغردون إن الاحتلال يتعمد تكثيف القصف لدفع مزيد من الناس للنزوح القسري من المدينة، مما يشكل “تهجيرا جماعيا بالقوة وتحت النار”.

وعبر نشطاء عن هول المشهد بعبارات مؤثرة، إذ كتب أحدهم “كأنه يوم الحشر، كأنها القيامة، الجميع يركض وسط الظلام الدامس هربا من الموت، صورة للتاريخ شاهدة على الإبادة الأكبر في العصر الحديث”.

وأضاف آخر “غزة تقصف، غزة تباد، مدينة كاملة تمحى من الوجود، وأهلها يقتلون ويهجرون، ولا نرى سوى رماد يتصاعد وصوت صمت يتواطأ”.

أهوال يوم القيامة

وفي الوقت ذاته، تحدث مدونون عن قصف غير مسبوق استخدمت فيه إسرائيل قنابل شديدة الانفجار استهدفت منازل مأهولة بالسكان والنازحين داخل مربعات سكنية مكتظة، مما أسفر عن مجازر طالت عائلات بأكملها، معظم ضحاياها من الأطفال والنساء.

كما وثقوا استخدام الطائرات الحربية والمروحية والمسيرة والمدفعية الثقيلة، إلى جانب عمليات نسف نفذتها مجنزرات محملة بأطنان من المتفجرات، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض.

وتساءل مدونون: إلى متى هذا الصمت العالمي والدولي عما يحدث في غزة منذ عامين؟ متى سيتحرك العالم قبل أن تموت غزة كلها؟

وشبه سكان المدينة ما جرى بأهوال يوم القيامة، في حين وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الغارات الجارية بأنها “شديدة وذات تأثير كبير”، مؤكدة أن القصف شمل معظم مناطق مدينة غزة.

نزوح قسري

وأُجبر آلاف المواطنين في مدينة غزة على النزوح قسرا من منازلهم خلال ساعات الليل، نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف الذي طال مناطق سكنية ومراكز إيواء.

وفي بيان لها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن أعدادا متزايدة من سكان غزة يُجبرون على مغادرة منازلهم، ويسلكون طرقا لا تؤدي إلى أي مكان.

وأضافت الوكالة أنه “لا مكان آمن في غزة”، وشددت على ضرورة التحرك العاجل لوقف إطلاق النار وإنقاذ المدنيين من كارثة إنسانية متفاقمة.

وكان المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة قال في تصريحات للجزيرة اليوم الثلاثاء إن نحو مليون فلسطيني لا يزالون صامدين في مدينة غزة.

بدورها، اعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” أن ما يحدث في القطاع “إبادة جماعية ممنهجة”، وأكدت أن أكثر من مليون شخص يواجهون رعبا متجددا بعد تلقيهم أوامر عاجلة بإخلاء مدينة غزة قبيل هجوم بري موسّع.

وأضافت المنظمة أن “الهروب مستحيل بالنسبة لكبار السن والمرضى والجرحى والحوامل، في حين حُكم على من يبقون خلفهم بالإعدام”، وأشارت إلى أن النازحين يُدفعون إلى مناطق مكتظة في وسط وجنوب القطاع “حيث لا أمان ولا مقومات أساسية للبقاء”.

وقالت المنظمة إن “ما يحدث في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة جماعية لشعب بأكمله تُرتكب بإفلات كامل من العقاب”.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و905 قتيلًا، و164 ألفا و926 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 425 شخصا، بينهم 145طفلا، وفقا لآخر إحصائيات وزارة الصحة بقطاع غزة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى