أخبارأخبار أميركا

عضوان بمجلس الشيوخ: إسرائيل تمارس تطهيرًا عرقيًا في غزة بدعم ترامب

أعلن عضوان ديمقراطيان في مجلس الشيوخ أنهما توصلا إلى “استنتاج لا مفر منه” مفاده أن إسرائيل تعمل وفق خطة ممنهجة لتطهير عرقي للفلسطينيين وتدمير غزة لإجبار السكان على الرحيل، مؤكدين أن الولايات المتحدة متواطئة في ذلك.

وأصدر السيناتوران كريس فان هولين من ماريلاند وجيف ميركلي من أوريغون، وكلاهما عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، نتائجهما في تقرير أعلناه بعد عودتهما من جولة بالشرق الأوسط تضمنت زيارة مصر وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة والأردن.

وجاء تقريرهما تحت عنوان: “حكومة نتنياهو تُنفذ خطة لتطهير غزة عرقيًا من الفلسطينيين. أميركا متواطئة”. ووصف التقرير الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثة إنسانية مروعة”، مؤكدًا أنه “يجب على العالم أن يوقف ذلك”.

تطهير عرقي

وقال فان هولين وميركلي في مؤتمر صحفي: “لقد تجاوزت حكومة نتنياهو استهداف حماس إلى فرض عقاب جماعي على جميع سكان غزة. ما رأيناه هو تنفيذ فعلي لتلك الأهداف”.

وأكدا أن ما يحدث في غزة ليس أضرارًا جانبية ناجمة عما أسموه “الحرب ضد حماس”، بل إستراتيجية متعمدة لتطهير السكان الأصليين عرقيًا.

وأشارا إلى أن الدمار في غزة يتجاوز القنابل والرصاص، وقالا: إنهما “اكتشفا أيضًا حملة ممنهجة لخنق المساعدات الإنسانية، واصفين ذلك بأنه “استخدام الغذاء كسلاح حرب”.

وخلال زيارتهما للحدود المصرية مع غزة، شاهدا مدينة رفح وقد تحولت إلى أنقاض، بعد أن كانت موطنًا لـ270,000 فلسطيني، حيث وصف فان هولين كيف تسلق هو وميركلي سلم طوارئ خارجي من الجانب المصري للحصول على رؤية واضحة للدمار.

كما التقيا جنودًا سابقين في جيش الاحتلال تحدثوا عن مشاركتهم في “تدمير مُمنهج للبنية التحتية المدنية”. وأشار التقرير إلى شهادات مباشرة حول “استخدام المتفجرات لتدمير أحياء كاملة ومنازل ومدارس ومواقع مدنية أخرى ضمن نمط متعمد”.

ووصف التقرير ادعاء إسرائيل والولايات المتحدة لخطط التهجير الجماعي للفلسطينيين في غزة بأنها “خروج طوعي” بأنه “واحدة من أكثر القصص زيفًا وخداعًا وتشويهًا على الإطلاق”. وقال فان هولين: “لا معنى للرغبة في الرحيل بعد فقدان المنزل، وحقولك الزراعية لم تعد متاحة”.

وطالب السيناتور ميركلي الولايات المتحدة “أن تتوقف عن التواطؤ في التطهير العرقي وجرائم الحرب التي ترتكب في غزة”، مؤكدا أنه “يجب وقف إطلاق النار في غزة من أجل إدخال المساعدات للقطاع والإفراج عن الرهائن”.

سلاح التجويع

وأوضح السيناتور فان هولي أن “إسرائيل استخدمت التجويع كسلاح في الحرب عن طريق تقييد المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة”، موضحا أن هناك من الناس من تضوروا جوعا حتى الموت في قطاع غزة. وتابع أنه “يتم تقييد وصول الغذاء إلى شمال قطاع غزة بهدف إخراج السكان منه”.

ووثّق التقرير قيودًا تعسفية منعت منظمات الإغاثة من توقع ما سيتم رفض دخوله. وأبلغهم مسؤولون أردنيون أن زبدة الفول السوداني والعسل والتمر مُنعت فجأة من القوافل، وتم رفض شاحنات كاملة بسبب وجود صنف واحد محظور. كما فرضت إسرائيل رسوم ًا جمركية جديدة بقيمة 400 دولار على كل شاحنة، تُدفع مجددًا إذا فشلت في اجتياز الفحص.

وبسبب هذه القيود وغيرها من قبل الحكومة الإسرائيلية، تعمل المساعدات الإنسانية القادمة من الأردن حاليًا بنسبة تقل عن 10% من طاقتها، بحسب التقرير.

كما زار النائبان مستودعًا تديره جمعية الهلال الأحمر المصري وبرنامج الأغذية العالمي، يحتوي على مواد حظرتها إسرائيل، مثل مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، وخيام، وكراسي متحركة، وقطع غيار للشاحنات، بحجة أنها “ثنائية الاستخدام”.

وفي ميناء أسدود، أبلغ مسؤولو برنامج الأغذية العالمي المشرعين أن 2,200 حاوية غذائية، تكفي لإطعام سكان غزة لمدة ثلاثة أسابيع، محتجزة بسبب إجراءات فحص تتطلب التحقق من كل منصة نقالة على حدة.

ووصف ميركلي الإستراتيجية الإسرائيلية بأنها ذات شقين: “الأول هو تدمير المنازل بحيث لا يمكن العودة إليها.. والثاني هو حرمان الفلسطينيين من أساسيات الحياة: الطعام والماء والدواء”.

كما استمع فان هولين وميركلي إلى شهادات عن أمهات يعانين من سوء التغذية غير قادرات على المشي لمسافات طويلة إلى نقاط التوزيع ورفع صناديق طعام تزن 40 رطلاً في رحلة العودة.

وقف التواطؤ

وأكد السيناتور فان هولي أن “حكومة نتنياهو ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية تقضي بإنهاء الحرب واستعادة الرهائن”، مشددا على أن “نتنياهو يعطي الأولوية لبقائه السياسي وليس لبقاء الرهائن في غزة على قيد الحياة”.

وأشار إلى أن “الضفة الغربية تشهد تطهيرا عرقيا لكن بوتيرة بطيئة”. ووصف الوضع القائم حاليا بقوله إن “إسرائيل شيدت المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية والأوضاع هناك تتطور على نحو سريع”.

وانتقد السيناتور فان هولي إدارة الرئيس دونالد ترامب، ووصفها بأنها متواطئة مع ما يحدث في غزة، مضيفا أن “حكومة نتنياهو ترتكب تطهيرا عرقيا في غزة وإدارة ترامب عملت على تيسير ذلك”.

وفي السياق ذاته قال ميركلي إنه “يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن مد إسرائيل بالبنادق الهجومية التي يستخدمها المستوطنون في الضفة الغربية”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى