تراجع حاد في حركة البريد الدولي إلى أمريكا بعد إلغاء الإعفاء الجمركي

شهدت حركة البريد الدولي إلى الولايات المتحدة انهيارًا حادًا عقب قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بإنهاء الإعفاء الجمركي المعروف بـ”دي مينيميس” على الطرود منخفضة القيمة، وهو ما أدى إلى تراجع الشحنات القادمة إلى أمريكا بنسبة بلغت 81%، وفق ما أعلن الاتحاد البريدي العالمي (UPU)، وهو وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.
الاتحاد أوضح أن التغيير الذي دخل حيّز التنفيذ في 29 أغسطس، تسبب في توقف أو تعليق شحنات الطرود الأمريكية لدى أكثر من 80 مشغّلًا بريديًا حول العالم، وسط ارتباك واسع في التجارة الإلكترونية العالمية وتأثر مباشر لقطاع الأعمال الصغيرة الذي يعتمد على هذا النوع من الشحنات في تسيير أنشطته التجارية.
القوانين الأمريكية كانت تسمح منذ عام 1938 بدخول الطرود منخفضة القيمة دون رسوم جمركية، وقد تم رفع سقف قيمة هذه الطرود إلى 800 دولار بموجب قانون “تسهيل التجارة وإنفاذها” الذي وقّعه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2015. لكن إدارة ترامب قررت إلغاء هذا الإعفاء، معتبرة أن بعض المستوردين استغلوه للتحايل على النظام الجمركي وتجنب الرسوم، ما دفعها إلى تحميل شركات البريد والناقلين مسؤولية تحصيل الرسوم الجمركية لصالح هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية.
وبينما أكد الاتحاد البريدي العالمي أنه يعمل على تطوير حلول تقنية عاجلة، من بينها “حاسبة التكلفة الإجمالية” لتمكين المشغلين من تحصيل الرسوم عند بلد المنشأ، شدد مديره العام ماساهيكو ميتوكي على أن المنظمة ملتزمة بضمان استمرار حركة البريد الحر عبر العالم، لافتًا إلى أن هذه التغييرات المفاجئة تهدد بتعطيل سلاسل التوريد وفرض أعباء إضافية على المستهلكين والتجار الصغار.
من جانبه، اعتبر بيتر نافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض، أن قرار الرئيس ترامب سيحقق عوائد بمليارات الدولارات ويحدّ من تدفق المخدرات والبضائع المقلدة إلى السوق الأمريكية، إلى جانب خلق فرص عمل جديدة وحماية حقوق الملكية الفكرية.
ومن المتوقع أن يستمر الارتباك في حركة البريد الدولي المتجه إلى أمريكا حتى فبراير 2026، وهو الموعد الذي حددته الإدارة الأمريكية كفترة انتقالية لاعتماد آلية التحصيل الكامل للرسوم. وحتى ذلك الحين، يبقى ملايين المتعاملين مع التجارة الإلكترونية حول العالم أمام تحديات لوجستية ومالية غير مسبوقة في تعاملاتهم مع السوق الأمريكية.