أخبار العالم العربيتقارير

غزة خلال 700 يوم: 250 ألف بين قتيل وجريح ومعتقل.. وخسائر الدمار تجاوزت 68 مليار دولار

مرت 700 يوم منذ انطلقت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، 700 يوم ولا تزال آلة الحرب تفتك بكل شيء على أرض القطاع الفلسطيني وتحت سمائه، من بشر وشجر وحجر.

ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال ألقى 125 ألف طن من المتفجرات على القطاع الصغير الذي تبلغ مساحته 360 كيلو مترًا مربعًا، ويقطنه نحو 2.3 مليون شخص، كأعلى كثافة سكانية في العالم.

ووفقًا لتقرير نشره موقع “الجزيرة نت” فقد تسببت الحرب في تدمير أكثر من 88% من القطاع، وأدت إلى مقتل وجرح واعتقال نحو ربع مليون فلسطيني، ودمار هائل في المنازل السكنية والمنشآت العامة والخاصة والبنية التحتية.

ولا يزال قرابة 9500 فلسطيني في عداد المفقودين، إما تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة، وإما في مناطق خطرة يتعذر الوصول إليهم وانتشالهم، أو أن مصيرهم مجهول.

ورصد التقرير آثار الحرب وخسائرها البشرية والمادية، التي طالت كل مفاصل الحياة وقطاعاتها الحيوية في غزة على النحو التالي:

قتل ومجازر

أسفرت جرائم القتل التي ارتكبتها إسرائيل بحق سكان غزة بالقصف الجوي والمدفعي وإطلاق النار إلى مقتل 64 ألفًا و232 شخصًا، و161 ألفا و583 جريحًا، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود.

وجاء تصنيف القتلى بحسب الفئة العمرية والجنس على النحو التالي:

– 19 ألفا و424 من الأطفال، بنسبة 30.2%، منهم 400 رضيع ولدوا وقتلوا خلال الحرب.

– 10 آلاف و138 من النساء، بنسبة 15.8%، منهن أكثر من 8 آلاف و150 أمهات.

– 4 آلاف و695 من المسنين، بنسبة 7.3%.

– 29 ألفا و975 من الرجال والشباب، بنسبة 46.7%.

بينما جاء تصنيف القتلى بحسب فئات العمل ذات الخصوصية على النحو التالي:

(1590 من الطواقم الطبية- 122 من الدفاع المدني- 249 من الصحفيين- 171 من موظفي البلديات، من بينهم 4 رؤساء بلديات- 778 من القطاع الرياضي والكشفي.

وعلى مستوى الأسر والفئات الجماعية، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن:

– أكثر من 38 ألف أسرة تعرضت لمجازر إسرائيلية.

– أكثر من 2613 أسرة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني (بإجمالي 7 آلاف و563 قتيلًا).

– أكثر من 5943 أسرة أُبيدت وتبقى منها ناج وحيد فقط (بإجمالي 11 ألفا و901 قتيلًا).

وأخيرا، تشير الأرقام المتعلقة بسياسة التجويع خلال الأشهر الأخيرة، إلى:

ضحايا الجوع

– قتل 2365 شخص وأصيب أكثر من 17 ألفًا و244 مواطنًا، وهم يبحثون عن لقمة العيش على أعتاب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكيا وإسرائيليًا، منذ افتتاحها في 27 مايو الماضي.

– بينما توفي 370 شخصًا، من بينهم 131 طفلا، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

68 مليار دولار خسائر

استهدفت حرب الإبادة الإسرائيلية على نحو ممنهج وغير مسبوق 15 قطاعًا حيويًا، تعرضت لتدمير هائل، وتجاوزت التكلفة الإجمالية للخسائر الأولية المباشرة لهذه القطاعات أكثر من 68 مليار دولار. وتوزعت هذه الخسائر على القطاعات المختلفة كالتالي:

القطاع الصحي

استهدف الاحتلال منشآت وآليات صحية بالقصف، مما أدى إلى تدميرها أو إخراجها عن الخدمة، من بينها (38 مستشفى- 96 مركزًا للرعاية الصحية- 147 سيارة إسعاف- 55 مركبة للدفاع المدني (إنقاذ وإطفاء).

وتقدر خسائر القطاع الصحي بنحو 5 مليارات دولار، وتشمل عمل المستشفيات والمراكز الصحية ومراكز الأشعة، والأدوية والصيدليات، وتكاليف إجراء العمليات الجراحية في القطاع الخاص والعام وغيرها.

القطاع التعليمي

نال هذا القطاع نصيبًا كبيرًا من التدمير، باستهداف الجامعات والمدارس، وقتل المعلمين ومدراء المدارس والهيئات التدريسية والعلماء وأساتذة الجامعات، ومقتل عشرات الآلاف من الطلبة.

حيث دمر الاحتلال (156 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية بشكل كلي- 382 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية بشكل جزئي).

وتقدّر خسائر قطاع التعليم والمؤسسات الأكاديمية بنحو 3 مليارات و500 مليون دولار، وتشمل تدمير المباني والمنشآت، والمعدات والمختبرات والأجهزة التعليمية لكليات الطب والهندسة، وقاعات التدريس والمختبرات والمرافق الرياضية.

قطاع الإسكان

تقدر خسائر قطاع الإسكان بنحو 27 مليار دولار، ناجمة عن التدمير الكلي لأكثر من 210 آلاف وحدة سكنية، و110 آلاف وحدة سكنية دُمرت بشكل بليغ ولم تعد صالحة للسكن، و180 ألف وحدة سكنية دُمرت جزئيا.

دور العبادة

تقدر الخسائر الأولية لهذا القطاع بنحو 900 مليون دولار، شملت تدمير الاحتلال لمؤسسات وجهات دينية مختلفة، منها (611 مسجدا دُمرت بشكل كلي- 214 مسجدًا دمرت بشكل جزئي- 3 كنائس استهدفت أكثر من مرة وتعرضت لأضرار بليغة.

القطاع الصناعي

تعرض قطاع الصناعة لتدمير باستهداف المصانع والمؤسسات الصناعية المختلفة، وتسبب ذلك في توقف المصانع بأنواعها، وبالتالي توقفت عملية الإنتاج تماما، مما عمق من معاناة المواطنين نتيجة النقص الحاد في الأسواق من مختلف أنواع البضائع والسلع، وتقدر الخسائر الأولية لهذا القطاع بنحو 4 مليارات دولار.

القطاع التجاري

نال قطاع التجارة بما يحتويه من مؤسسات تجارية وبنوك ومحلات صرافة نصيبًا كبيرًا من التدمير، ويشمل هذا القطاع الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم والفنادق والمخازن التجارية وغيرها من المنشآت، وتقدر خسائره الأولية بنحو 4 مليارات و300 مليون دولار.

القطاع الزراعي

دمر الاحتلال بشكل كلي 92% من إجمالي 178 ألف دونم من الأراضي الزراعية (الدونم يساوي ألف متر مربع)، و1218 بئرًا زراعية.

كما طال العدوان الإنتاج الحيواني والنباتي والثروة السمكية، حيث دمر 665 مزرعة لتربية الأبقار والأغنام والدواجن، مما فاقم من وقع المجاعة وسوء التغذية. وانعكس تعطّل هذا القطاع على الحركة الاقتصادية، حيث تقدر خسائره بنحو مليارين و800 ألف دولار.

القطاع الترفيهي والفندقي

يضم هذا القطاع المتنزهات والفنادق والمدن الترفيهية والملاهي، وكل ما تحتويه من أجهزة ومعدات ومقتنيات وتجهيزات، وتقدر خسائره بنحو ملياري دولار، ناجمة عن تدمير كلي وجزئي وبليغ للمباني والمنشآت والمقدرات.

القطاع الإعلامي

دمر الاحتلال المؤسسات والمقار الإعلامية والصحفية، المحلية والعربية والدولية، والتي كانت تضم فضائيات وإذاعات ووكالات إخبارية ومراكز إعلامية مختلفة، وكذلك الأجهزة اللازمة لتشغيل محطات التلفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المختلفة، وتقدر الخسائر المادية لهذا القطاع بنحو 800 مليون دولار.

القطاع الحكومي

دمر الاحتلال 236 مقرًا حكوميًا للوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية، وبسبب الحرب توقف العمل الحكومي بشكل عام، مما عطّل مصالح المواطنين وأوقف العوائد الاقتصادية بدرجة كبيرة وغير مسبوقة، سواء من جهة المواطنين أو من جهة الحكومة..

كما توقفت العملية المالية التبادلية التي تعمل على تحريك السوق المحلي بشكل عام، وتقدر الخسائر المادية لهذا القطاع بنحو ملياري دولار.

القطاع المنزلي

تشمل الخسائر الأولية المباشرة لهذا القطاع تدمير كل محتويات الوحدات السكنية وكل المنازل والأبراج والعمارات، بكل ما تحتويه من الداخل من أثاث وأدوات كهربائية ومفروشات ومطابخ وتجهيزاتها وأدواتها، والمعدات المنزلية المختلفة، وتقدر الخسائر فيه بنحو 4 مليارات دولار.

قطاع الاتصالات والإنترنت

تعرض هذا القطاع لتدمير كبير نتيجة استهداف أبراج الإرسال وشركات الاتصالات والإنترنت وشبكاتها المختلفة، وشركات تزويد الخدمة ومقارها.

وأدى ذلك إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت وعزل قطاع غزة مرارًا عن العالم الخارجي بشكل نهائي، مما أوقع خسائر كثيرة ذات بعد اقتصادي على صعيد الأسواق المالية والتجارة الإلكترونية، وتعطل أعمال مرتبطة بهذه الخدمات، وتقدر الخسائر المادية لهذا القطاع بنحو 3 مليارات دولار.

قطاع النقل والمواصلات

يضم هذا القطاع السيارات والشاحنات والمركبات المختلفة، وأسواق ومعارض السيارات، والسفن والقوارب، والطرق والشوارع والمفترقات، والتي تعرضت لدمار كبير وتعطل بشكل عام.

وانعكس ذلك على توقف حركة النقل والمواصلات، وتوقف عمليات البيع والشراء، وشلل الحركة الاقتصادية في هذا القطاع تماما، وتقدر الخسائر المادية الأولية الناجمة عن تدمير هذا القطاع بنحو مليارين و800 ألف دولار.

قطاع الكهرباء

يشمل هذا القطاع شبكات الكهرباء المختلفة، والأسلاك والأعمدة الحديدية والخشبية، وأدوات ومقدرات محطة توليد الكهرباء الوحيدة، وشركة توزيع الكهرباء، وكل ما يرتبط بقطاع الكهرباء التي فصلها الاحتلال كليا بالتزامن مع اندلاع الحرب، وتقدر الخسائر الناجمة عن التدمير والاستهداف لهذا القطاع بنحو مليار و400 مليون دولار.

القطاع الخدماتي والبلديات

كان وقع الاستهداف الإسرائيلي لهذا القطاع شديدًا، حيث اغتال الاحتلال 4 رؤساء بلديات، وشمل التدمير مقار بلديات وشبكات للمياه والصرف الصحي، و722 بئر مياه مركزية، ومكبات النفايات، ومقدرات مادية متنوعة خاصة بالبلديات، بخسائر أولية تقدر بنحو 5 مليارات دولار.

أرقام أولية

وقال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الدكتور إسماعيل الثوابتة إن هذه الأرقام تقديرية وأولية وغير نهائية للخسائر المباشرة، ولا تشمل تدميرًا تعرضت له قطاعات حياتية أخرى، كتدمير 53 منشأة وملعبًا وصالة رياضية، و208 مواقع أثرية.

كما لا تشمل هذه الأرقام الخسائر غير المباشرة، لأنه لا يمكن تحديد تقدير كامل ودقيق لهذه الخسائر في هذه المرحلة، خاصة أن الحرب ما تزال مستمرة ومتصاعدة.

وأكد الثوابتة أن حصر الخسائر البشرية والمادية بدقة بحاجة إلى أن تضع الحرب أوزارها، وتتوقف آلة القتل والتدمير، ويتوفر الأمن الذي يتيح حرية حركة الطواقم الفنية المختصة لجمع البيانات بدقة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى