ملكة الكيتامين تواجه عقوبة السجن 65 عامًا في وفاة النجم ماثيو بيري

أقرت امرأة بالذنب في بيعها مادة الكيتامين التي أودت بحياة نجم مسلسل “فريندز” (Friends) ماثيو بيري عام 2023، وذلك أمام محكمة في ولاية كاليفورنيا أمس الأربعاء، مما يجنبها محاكمة قضائية.
وتواجه جاسفين سانغا، البالغة من العمر 42 عامًا، والت يتوصف في أوساط هوليوود بأنها “ملكة الكيتامين”، عقوبة سجن تصل إلى 65 عاما كجزء من اتفاق الإقرار بالذنب الذي يتضمن تهمًا عدة موجهة إليها بينها توزيع الكيتامين الذي أدى إلى وفاة بيري.
وقال محاميها مارك جيراغوس إن السيدة التي تحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية، والمحبوسة احتياطيًا على ذمة القضية، أقرت بمسؤوليتها عن أفعالها، مما يجنّبها محاكمة أمام هيئة محلفين، ويدفع الادعاء إلى إسقاط بعض التهم التي تم توجيهها إليها في البداية.
وبعد إقرارها بالذنب أصبحت سانغا المتهمة الخامسة والأخيرة في وفاة بيري بسبب تلقيه جرعة زائدة من مادة الكيتامين، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
إقرار بالذنب
وأقرت سانغا بالذنب في خمس تهم فيدرالية، منها توفير مادة الكيتامين التي أدت إلى وفاة بيري. وكان من المقرر أن تبدأ محاكمتها في وقت لاحق من هذا الشهر.
ووقفت سانغا، مرتدية زي السجن البني، في المحكمة يوم الأربعاء بجانب محاميها مارك جيراغوس، وكررت كلمة “مذنب” خمس مرات عندما سألتها قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية شيريلين بيس جارنيت عن إقرارها بالذنب.
وقبل ذلك، أجابت بـ “نعم، سيدي القاضي” على عشرات الأسئلة الإجرائية، وترددت قليلا عندما سألتها القاضية عما إذا كانت تعلم أن المخدرات التي كانت تعطيها للمتهم المشارك والوسيط إريك فليمنغ كانت في طريقها إلى بيري.
وقالت: “لم يكن بإمكاني الجزم بذلك بنسبة 100%”. وأضافت لاحقًا، ردًا على سؤال مماثل حول قوارير الكيتامين التي أعطتها لفليمينغ، أنها “لم تكن تعلم إن كانت جميعها أم بعضها” متجهة إلى بيري. ولم تؤثر هذه التعليقات على اتفاق إقرارها بالذنب.
وكان ممثلو الادعاء قد وصفوا سانغا، بأنها تاجرة مخدرات غزيرة الإنتاج، وكانت معروفة لعملائها باسم “ملكة الكيتامين”، واستخدموا المصطلح غالبًا في البيانات الصحفية ووثائق المحكمة.
وتنفيذًا لاتفاق وقعته في 18 أغسطس، أقرت سانغا بالذنب في 5 تهم تتعلق بقضية وفاة بيري، وقال محاميها جيراغوس: “إنها تشعر بالفزع حيال كل هذا. لا أحد يرغب في أن يكون جزءًا من سلسلة الأسباب التي أدت للوفاة”.
واعترفت سانغا ببيع المخدرات مباشرة إلى كودي ماكلوري البالغ من العمر 33 عامًا، والذي توفي بسبب جرعة زائدة في عام 2019. ولم تكن هناك أي صلة بين ماكلوري وبيري. ووافق الادعاء على إسقاط ثلاث تهم أخرى.
متهمون آخرون
وجاءت صفقة الإقرار بالذنب النهائية بعد عام من إعلان ممثلي الادعاء الفيدراليين عن توجيه الاتهامات في وفاة بيري في 28 أكتوبر 2023 بعد تحقيق شامل.
ومن المقرر النطق بالحكم على سانغا في 10 ديسمبر المقبل. وقد تصل عقوبتها إلى السجن 65 عامًا. والقاضي غير مُلزم بإصدار حكم أقصر عليها بموجب اتفاقية الإقرار بالذنب، لكن النيابة العامة قالت إنها ستطلب عقوبة أقل من الحد الأقصى.
ولم يتم الحكم بعد على أي من المتهمين الآخرين، وسانغا محتجزة منذ حوالي عام، بينما تم الإفراج عن المتهمين الآخرين بكفالة.
وقال محامبها جيراغوس خارج المحكمة: “أعتقد أن الحكومة تُلقي بالمسؤولية في هذه القضية على عاتقها. لماذا هي محتجزة، والأشخاص الآخرين، سواءً كانوا أطباء أو متعاطين للمخدرات، أو من كانوا يُعطونها إلى بيري، خارج السجن؟”. وأكد جيراغوس أنه سيقدم أدلة لتخفيف الحكم قبل النطق به.
وكانت سانغا والدكتور سلفادور بلاسينسيا، اللذان أقرّا بالذنب في يوليو الماضي، الهدفين الرئيسيين للتحقيق. وأقرّ ثلاثة آخرون – هم الدكتور مارك تشافيز، وكينيث إيواماسا، وفليمينغ – بالذنب مقابل تعاونهم.
الكيتامين والوفاة
وعُثر على بيري ميتًا في منزله بلوس أنجلوس عن طريق مساعده إيواماسا. وخلص الطبيب الشرعي إلى أن مادة الكيتامين، التي تُستخدم عادةً كمخدر جراحي، هي السبب الرئيسي للوفاة.
وكان بيري يستخدم الكيتامين عن طريق طبيبه المعتاد كعلاج قانوني، وإن كان خارج نطاق الترخيص، وذلك لعلاج الاكتئاب الذي أصبح شائعًا بشكل متزايد.
وطلب بيري، البالغ من العمر 54 عامًا، كمية من الكيتامين تفوق ما وصفه له طبيبه، وقاده بحثه عن المزيد إلى سانغا عن طريق صديقه فليمنغ قبل أسبوعين تقريبًا من وفاته، وفقًا للادعاء.
وأرسل فليمنج رسالة إلى مساعدة بيري قائلاً إن الكيتامين الذي تستخدمه “مذهل” وأنها تتعامل فقط “مع المشاهير والطبقة الراقية”.
وقال ممثلو الادعاء إن بيري اشترى كميات كبيرة من الكيتامين من سانغا، بما في ذلك 25 قارورة مقابل 6000 دولار نقدًا قبل أربعة أيام من وفاته.
وعانى بيري من الإدمان لسنوات عديدة، منذ مشاركته في مسلسل “فريندز”، حين أصبح أحد أبرز نجوم جيله بدور تشاندلر بينغ.
وشارك في بطولة المسلسل إلى جانب جينيفر أنيستون، وكورتني كوكس، وليزا كودرو، ومات لوبلان، وديفيد شويمر، لمدة 10 مواسم من عام 1994 إلى عام 2004، وهو المسلسل الذي حقق نجاحًا كبيرًا.