فلوريدا تتجه نحو إلغاء تطعيمات المدارس.. جدل واسع وتحذيرات من كارثة صحية!

ترجمة: مروة مقبول – في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الجراح العام لولاية فلوريدا، د.جوزيف لادابو، عن خطة لإلغاء جميع التطعيمات الإلزامية للأطفال في المدارس، مشبّهًا إياها بـ”العبودية” ومؤكدًا أن “أجسام الأطفال هبة من الله” لا يحق للحكومة التدخل فيها.
وبحسب ما ذكرت شبكة CBS News، جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع حاكم الولاية الجمهوري رون ديسانتيس، الذي سبق أن عارض بشدة فرض لقاحات فيروس كورونا.
الخطة، التي لم يُحدد لها جدول زمني، تتطلب تعديلًا تشريعيًا لإلغاء بعض التطعيمات، التي تعتبر مطلبًا أساسيًا للالتحاق بالمدارس العامة، بينما يمكن لوزارة الصحة في فلوريدا إلغاء أخرى مباشرة. وتشمل اللقاحات الحالية المطلوبة للطلاب لقاحات ضد الحصبة، والنكاف، وجدري الماء، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي ب، وغيرها.
أثار القرار موجة انتقادات من منظمات الصحة العامة، والأطباء، ونواب ديمقراطيين، أبرزهم النائبة آنا إسكاماني التي وصفته بأنه “متهور وخطير”، محذرة من كارثة صحية محتملة في الولاية. كما أدانت جمعية فلوريدا للتعليم هذه الخطوة، معتبرة أنها تهدد سلامة الطلاب وتُضعف بيئة التعلم، مشيرة إلى أن تقليل التطعيمات سيؤدي إلى زيادة التغيب المدرسي وانتشار الأمراض المعدية.
بحسب وزارة الصحة في فلوريدا، يُطلب من الأطفال حاليًا تلقي ثمانية أنواع من اللقاحات للالتحاق بالمدارس، تشمل لقاحات ضد الدفتيريا، السعال الديكي، الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية، شلل الأطفال، وجدري الماء. وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن معدلات التطعيم بين أطفال الروضة انخفضت إلى أقل من 92%، وهو أقل من النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة جماعية.
في المقابل، أعلنت ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن عن تشكيل تحالف صحي جديد يرفض تغييرات إدارة ترامب في سياسات الصحة العامة، ويعتمد على توجيهات المنظمات الطبية الوطنية بدلًا من الحكومة الفيدرالية. ويأتي ذلك في ظل تعيين روبرت إف كينيدي جونيور، المعروف بمعارضته لفرض اللقاحات، وزيرًا للصحة، وسط انتقادات لإقصائه خبراء من لجان استشارية في مراكز (CDC).
وبحسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية، أنقذت اللقاحات أكثر من 154 مليون شخص خلال العقود الخمسة الماضية، فيما تشير بيانات مراكز السيطرة الأمريكية إلى أن أربعة ملايين وفاة تُمنع سنويًا بفضل تطعيمات الأطفال.