إدارة ترامب توقف تأشيرات هذه الفئة بعد حادث مميت في فلوريدا

أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو تعليق إصدار تأشيرات العمل لسائقي الشاحنات التجارية الأجانب “بشكل فوري”، في خطوة اعتبرتها الإدارة جزءًا من إجراءات أوسع لتعزيز سلامة الطرق وحماية وظائف السائقين الأمريكيين، وفقًا لما نشرته مجلة “Newsweek“.

وجاء القرار بعد حادث مروع في ولاية فلوريدا، تورط فيه سائق شاحنة من الهند ووجّهت له اتهامات بقتل ثلاثة أشخاص، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيقات في معايير السلامة وتراخيص القيادة الممنوحة للأجانب.

روبيو كتب على منصة “إكس” أن “تزايد عدد السائقين الأجانب على الطرق الأمريكية يهدد حياة المواطنين ويقوض فرص العمل المتاحة للسائقين المحليين”، مشددًا على أن تعليق التأشيرات يشمل الفئات H-2B وE-2 وEB-3 الخاصة بقيادة الشاحنات.

وكان الرئيس دونالد ترامب قد أصدر في أبريل أمرًا تنفيذيًا يلزم السائقين بإثبات إجادتهم اللغة الإنجليزية، معتبرًا أنها شرط أساسي للسلامة المرورية، إذ يتوجب على السائقين قراءة اللوحات الإرشادية والتواصل مع سلطات المرور وحرس الحدود.

وزارة الخارجية أوضحت في بيان أن التعليق سيظل قائمًا إلى حين مراجعة بروتوكولات التدقيق والفحص، بالتنسيق مع وزارتي العمل والأمن الداخلي، مؤكدة أن الخطوة تأتي في إطار “حماية السلامة العامة، بما في ذلك على الطرق الأمريكية”.

الحادث الذي عجّل بالقرار وقع في مقاطعة سانت لوسي بفلوريدا هذا الشهر، حين اتُّهم السائق هارجندر سينغ بمحاولة التفاف غير قانونية أثناء قيادته شاحنة نصف مقطورة، ما أدى إلى اصطدامها بمركبة عائلية ومقتل ثلاثة أشخاص. وكشفت التحقيقات أن سينغ دخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر الحدود المكسيكية عام 2018، ثم حصل لاحقًا على رخصة قيادة تجارية في ولاية كاليفورنيا.

القرار أثار تفاعلات واسعة، إذ اعتبر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أن “سياسات الملاذ الآمن القاتلة سمحت بمنح رخصة لسائق لا يجيد الإنجليزية”، فيما شدد وزير النقل شون دافي على أن “قطاع النقل بالشاحنات لن يبقى فوضويًا”، مؤكداً أن جميع السائقين الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية “سيُمنعون من العمل فورًا”.

في المقابل، انتقدت محامية الهجرة نيكوليت غلازر القرار، ووصفت التعليق بأنه “مضلل”، مشيرة إلى أن عدد تأشيرات العمل الممنوحة لسائقي الشاحنات في الأصل محدود جدًا ولا يتجاوز بضع مئات سنويًا.

ولا تزال مدة التعليق غير معروفة، في وقت يتوقع أن تواصل إدارة ترامب فرض قيود إضافية على توظيف السائقين الأجانب خلال الفترة المقبلة.