إسرائيل قتلت عددًا من الصحفيين الفلسطينيين يفوق ما تم تسجيله في أوكرانيا وسوريا والعراق

أظهرت إحصائيات صادرة عن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين (CPJ) أن الحروب كانت مسؤولة عن أكثر من 70% من وفيات الصحفيين خلال العام الماضي، والذي كان أيضًا العام الأكثر دموية للصحفيين منذ أن بدأت اللجنة في الاحتفاظ بالسجلات في عام 1992.
وأفادت اللجنة أن 186 صحفيًا قُتلوا منذ بداية الحرب على غزة قبل عامين تقريبًا، مضيفةً أن 178 من هؤلاء الصحفيين فلسطينيون قتلتهم إسرائيل.
وكشف رسم بياني أعدته شبكة CNN العدد غير المسبوق لوفيات الصحفيين في حرب إسرائيل على غزة. وتمثل الأعمدة الأرجوانية في الرسم البياني أعداد القتلى من الصحفيين في الأراضي الفلسطينية، والتي تجاوزت أعداد القتلى في صراعات أخرى مذكورة في الرسم البياني، بما في ذلك أوكرانيا وسوريا والعراق.
238 صحفيًا شهيدًا
من جانبه أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة بارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 238 صحفيًا، بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصفه لخيمة الصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وأعلن المكتب الإعلامي – في بيان له – عن استشهاد الصحفي محمد الخالدي الذي يعمل مع منصة “ساحات”، ليلتحق بالشهداء الصحفيين الخمسة في قناة الجزيرة المراسلان أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي 238 صحفيًا خلال 675 يوما، مما يعني أن إسرائيل تقتل صحفيًا كل 3 أيام تقريبًا، لتبلغ حصيلة الصحفيين الشهداء أرقامًا غير مسبوقة في أي حرب أو صراع في التاريخ الحديث.
واستشهد كثير من الصحفيين الفلسطينيين أثناء قيامهم بنقل الأحداث في القطاع، في حين استشهد بعضهم جراء قصف إسرائيلي مباشر لمنازلهم.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة بشدة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين بشكل ممنهج، داعيًا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في كل العالم إلى ردع الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعًا وتدميرًا وتهجيرًا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و430 قتيلًا و153 ألفًا و213 مصابًا من الفلسطينيين، وما يزيد عن 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
11 صحفيًا من الجزيرة
من جانبها قالت شبكة الجزيرة القطرية إن إسرائيل اغتالت 11 من كوادرها في قطاع غزة عبر استهدافات مباشرة خلال تغطيتهم للمجازر الإسرائيلية منذ بدء الحرب على القطاع قبل 22 شهرا، وسط مساع إسرائيلية حثيثة لفرض حصار إعلامي، للتعمية على مجريات الإبادة الجماعية في القطاع.
وقالت إن صحفيي الجزيرة الـ11 الذين قتلتهم إسرائيل في غزة هم: (أنس الشريف- محمد قريقع- إبراهيم ظاهر- مؤمن عليوة- محمد نوفل- حسام شبات- أحمد اللوح- إسماعيل الغول- رامي الريفي- حمزة وائل الدحدوح- سامر أبو دقة).
وحمّلت شبكة الجزيرة – في بيان لها- جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها، كما نددت بشدة الجرائم البشعة والمحاولات المستمرة من السلطات الإسرائيلية لإسكات صوت الحقيقة، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية كافة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الإبادة الجماعية المستمرة، ووضع حد للاستهداف المتعمد للصحفيين.
وأكدت الشبكة في بيانها على أن الإفلات من العقاب وعدم محاسبة القتلة هو ما يؤمّن لإسرائيل تماديها ويشجعها على مزيد من البطش بحق شهود الحقيقة.
وكانت الشبكة قد طالبت قبل أيام ضمن رسالة مشتركة لعدد من المنظمات الداعمة لحرية الصحافة، والمؤسسات الإعلامية، بوقف ما تقوم به إسرائيل من تجويع قسري واستهداف متعمد للصحفيين في غزة.
كما طالبت بإتاحة دخول ممثلي الصحافة الأجنبية إلى غزة، والسماح للصحفيين الأجانب بالعمل بحرية واستقلالية، وإجراء تحقيق مستقل يفضي إلى مقاضاة المسؤولين عن الجرائم بحق الصحفيين وفقا للقانون الدولي.