أخبارأخبار العالم العربي

تشييع 6 صحفيين اغتالتهم إسرائيل في غزة وسط غضب دولي ومطالب بالمحاسبة

شيع أهالي مدينة غزة اليوم الاثنين جثماني الصحفيين الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع من مستشفى الشفاء إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشيخ رضوان، في إطار تشييع 6 صحفيين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الأحد.

والليلة الماضية، استهدفت غارة جوية إسرائيلية خيمة للصحفيين ملاصقة لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة مما أدى إلى استشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين المرافقين لهما محمد نوفل وإبراهيم ظاهر، ليلتحقوا بقافلة تضم 238 صحفيًا اغتالتهم إسرائيل من بداية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يأتي اغتيال الشريف وزملائه، ليعكس، بحسب مراقبين، نية إسرائيل قتل الصحفيين الموجودين في مدينة غزة قبيل الشروع باحتلال المدينة، ضمن خطة تدريجية أقرتها الحكومة الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، لاحتلال قطاع غزة بالكامل.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، عمل الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع على تغطية الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين بما فيها من تجويع متعمد وقصف المخيمات ومدارس إيواء النازحين واستهداف المنازل والمستشفيات وقتل الأطفال والنساء برصاص القناصة وغيرها الكثير.

مطالب بالمحاسبة

من جانبها نظمت شبكة الجزيرة الإعلامية وقفة تنديدًا باغتيال الاحتلال الإسرائيلي طاقم الجزيرة في غزة، وطالب المشاركون بمحاسبة القتلة، وأكدوا أن الصحافة ليست جريمة، وتعهدوا بمواصلة تغطية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة بكل مهنية.

وخلال الوقفة شدد مدير الأخبار في قناة الجزيرة، عاصف احميدي، على أن فاجعة قتل الشهداء الصحفيين الأربعة “ستولد الإرادة والصلابة والمضي قدما في سبيل نقل الحقائق”. وأضاف أن قتل الصحفيين لن يحول دون انتشار الحقائق.

ومن غزة ومن أمام الخيمة التي استشهد فيها طاقم الجزيرة، شارك مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي في الوقفة، حيث أكد أن “التغطية مستمرة رغم عمليات الاغتيال والتهديد المتواصل”، وجدد العهد للزملاء الشهداء أن “صوتنا وصورتنا سيبقيان حتى آخر نبضة في قلوبنا”.

وشاركت في الوقفة المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، إيرين خان، وعبرت عن فخرها “بما قام به أنس الشريف ورفاقه وما قام به صحفيو الجزيرة في أنحاء العالم من أجل إخراج الحقيقة للجميع”.

وأشارت إلى إصدارها، اليوم الاثنين، بيانا عبرت فيه عن غضبها الكامل إزاء ما قام به الجيش الإسرائيلي من حملة تشهير ضد أنس قبل قتله و”إغلاق عين العالم التي كانت موجودة في غزة”.

وربطت المقررة الأممية “المجزرة الإسرائيلية” بحق الصحفيين بإعلانها قبل أيام نيتها احتلال غزة، وقالت إن تلك المجزرة ترمي إلى وأد عملية إخراج الحقيقة في مهدها.

غضب دولي

وتوالت ردود الفعل الدولية على اغتيال الصحفيين الفلسطينيين وسط مطالب بتحقيق مستقل يضمن عدم إفلات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب.

وأدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، اغتيال إسرائيل 6 صحفيين فلسطينيين بقصف خيمتهم بمدينة غزة، واعتبرت ذلك “انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي”.

وفي إدانتها لمجزرة قتل الصحفيين، قالت المفوضية الأممية عبر منصة إكس: “يجب على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الصحفيون”.

وأضافت أنها “تدين مقتل 6 صحفيين فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمتهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”.

كما دعت إلى إتاحة وصول فوري وآمن ودون عوائق لجميع الصحفيين من وسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزة الذي يواجه حربا إسرائيلية شرسة منذ 22 شهرا.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان إن على إسرائيل احترام الصحفيين وحمايتهم وليس استهدافهم. وأضاف المتحدث للجزيرة أن استهداف الصحفيين يثير القلق من نيات إسرائيل، وفق تعبيره.

وفي تركيا، نشر رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، اليوم الاثنين، رسالة تعزية في مقتل مراسل الجزيرة أنس الشريف واصفا إياه بـ”صوت غزة الذي استشهد ببسالة”.

وقال قورتولموش في منشور عبر منصة إكس، إن “الصحفي الشجاع أنس الشريف، صوت غزة وضميرها ورمز مقاومتها، استشهد ببسالة جراء العدوان الإسرائيلي الغادر”.

وذكر أن الشريف، بجهوده الشجاعة في نقل الحقيقة إلى العالم، أصبح ضميرا ليس لغزة فحسب، بل للإنسانية جمعاء، وأخذ مكانه في الصفوف الأمامية لجبهة الإنسانية.

وفي قطر، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن الاستهداف المتعمد للصحفيين لا يحجب الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. وأضاف أن الاستهداف يثبت أن الجرائم في غزة تفوق التصور، وسط عجز دولي عن وقف المأساة.

وفي طهران، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بأشد العبارات جريمة الحرب الوحشية المتمثلة في الهجوم على الصحفيين بغزة، معتبرة أن الهجوم على الصحفيين محرّم في أي حال، واستهدافهم جريمة حرب.

تحقيق مستقل

وفي بريطانيا، دعا المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل أنس الشريف وزملائه، وقال على إسرائيل، أن تضمن قدرة الصحفيين على العمل بأمان ودون خوف. وقال المتحدث إن ستارمر يشعر بقلق بالغ إزاء الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للصحفيين في قطاع غزة.

وفي لندن أيضا، وصف الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا اغتيال إسرائيل صحفيي الجزيرة بأنه صادم، معتبرا أن اغتيالهم هو استهداف إسرائيلي واضح للجزيرة، يهدف إلى طمس حقيقة ما يحدث في غزة.

وأكد أن استمرار استهداف الصحفيين في غزة يستدعي تدخلا دوليا، واصفا قتل الصحفيين بأنه عمل مروع آخر في الحرب على الصحافة، وشدد على ضرورة أن تسمح إسرائيل فورا بدخول الصحافة الدولية إلى غزة، وألا تفلت من العقاب.

من جهتها، اعتبرت مفوضة الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، أن مقتل صحفيي الجزيرة في قطاع غزة انتهاك لحرية الصحافة، ودعت إلى حماية المدنيين في غزة، بمن فيهم الصحفيون.

وفي برلين، قالت وزارة الخارجية الألمانية، إن قتل 6 صحفيين عمدا في غزة حادث خطِر ومقلق للغاية، وأعربت عن إدانتها بشدة استهداف الصحفيين في غزة، مؤكدة ضرورة إجراء تحقيق شامل وشفاف في الحادث، ومعاقبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين في غزة.

وفي أوسلو، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إن قتل صحفيي الجزيرة في غزة “مثير للغضب وغير مقبول على الإطلاق”.

واعتبر الوزير أن مهاجمة الصحفيين عمدا هو اعتداء على حرية التعبير، مشيرا إلى أن اغتيال أكثر من 200 صحفي وإعلامي في غزة يجعلها أخطر مكان للصحفيين في العالم.

جريمة بشعة

في السياق نفسه، قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن الجيش الإسرائيلي يكرر في الهجوم المتعمد على خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة ما وصفته بأنه “عملية معروفة ومثبتة خصوصا ضد صحفيي الجزيرة”.

وأضافت أن المجتمع الدولي بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاهل تحذيرات من قرب هذا الهجوم، منددة بذلك، وطالبت العالم باتخاذ إجراءات حازمة لوقف ما سمته عمليات الإعدام الإسرائيلية للصحفيين.

كما دعت المنظمة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة، وأدانت الإستراتيجية التعتيمية لإسرائيل والهادفة إلى طمس جرائمها في غزة منذ أكثر من 21 شهرا.

بدورها، شددت منظمة العفو الدولية على أن الجيش الإسرائيلي أعدم مزيدا من الصحفيين في غزة واعترف باستهدافهم، في إشارة إلى اغتيال مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع.

من جهته، قال رئيس نادي الصحافة الأميركي “نعرب عن حزننا وانزعاجنا إزاء مقتل مراسل الجزيرة أنس الشريف في غزة، وندعو إلى تحقيق شامل وشفاف في ملابسات اغتياله”.

ووصف رئيس نادي الصحافة الأميركي أنس الشريف بأنه “كان صحفيا مرموقا وغطى الأحداث على نطاق واسع من غزة طيلة الصراع الحالي.. وكان أحد أشهر مراسلي الجزيرة في غزة منذ بداية الحرب”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى