راديو صوت العرب يطلق شعار “كلنا عباد الله” في رمضان المقبل
أحداث مؤسفة شهدها العالم خلال الشهور الأخيرة، تصب كلها في إطار مشاعر الكراهية والتطرف بين أصحاب الديانات المختلفة، والتي أفضت في النهاية إلى إرهاب لا دينَ له، يستهدف المؤمنين في دور العبادة، بغض النظر عن دينهم، ولا يفرق في ذلك بين مسلم أو مسيحي أو يهودي.
كلنا ضحايا الكراهية
فقد شهدت الولايات المتحدة في شهر أكتوبر الماضي أسوأ هجوم معاد للسامية في تاريخها المعاصر، وذلك عندما قام مسلح بإطلاق نار على مصلين في كنيس يهودي، بمدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا.
وفي شهر مارس الماضي شهدت مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا مجزرة ارتكبها مسلح عنصري قام بإطلاق النار على مصلين مسلمين في مسجدين، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 100 شخص، في حادث وصف بأنه أسوأ حادث إطلاق نار يسقط فيه عدد كبير من الضحايا على يد مسلح واحد، وأسوأ حوادث إطلاق نار جماعي في العصر الحديث.
وفي شهر أبريل الجاري استيقظ العالم على تفجيرات دموية استهدفت كنائس وفنادق خلفت نحو 800 قتيل ومصاب، في أسوأ سلسلة تفجيرات انتحارية تشهدها الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل 10 سنوات.
حوادث مفجعة تمثل عينة من الكوارث التي يمكن أن تقع على يد دعاة الكراهية بين الشعوب والديانات المختلفة، صحيح أن من يمتلكون هذه المشاعر البغيضة هم قلة، لكن ممارساتهم تسهم في تأجيج مشاعر العداء بين أتباع الديانات وبث مفاهيم مغلوطة عن الآخر لدى أتباع كل ديانة.
كلنا عباد الله
من أجل ذلك قررنا في راديو صوت العرب من أمريكا إطلاق شعار “كلنا عباد الله” وتبني هذا الشعار في برامجنا التي نقدمها خلال شهر رمضان المبارك، وذلك تعزيزًا لمحورين هامين:
الأول هو التأكيد على مبدأ المساواة بين الجميع، وأنه لا ميزة لطائفة أو عرق على طائفة أو عرق آخر.
والثاني هو أن دور العبادة (مسجد – كنيسة- معبد) كلها أماكن مقدسة، لا يجوز الاعتداء عليها، لأنها أماكن نقوم كلنا فيها بعبادة الله، وهي الصفة التي نتفق فيها جميعًا، حتى لو اختلفت الديانة أو طريقة ونهج العبادة.
دعوة للمحبة والتعاون
شعارنا الذي نتبناه هذا العام يمثل دعوة من جانبنا لمد جسور المحبة والتواصل والتعاون بين أتباع جميع الديانات، لأن ذلك هو السبيل الوحيد إلى تحقيق أهداف الإنسانية المشتركة، وتحقيق التآخي والسلام والاستقرار، وزرع بذور الأمل لمستقبل زاهر عنوانه التعايش السلمي بين أصحاب الديانات والشعوب المختلفة.
وفي هذا الإطار نؤكد على أنه مهما كانت الاختلافات بيننا، فيجب أن تكون هناك مساحة للحاور والتفاهم والمحبة والاحترام المتبادل، ويجب علينا أن نتسامح ونتعايش ونتعاون، ونُدرك أن الاختلاف قَدَرٌ كوني وأن الحقيقة تتجلى في ثمار الحوار المفعم بالأخوة والحياد ومحبة الخير للجميع.
والخلاف في أصله مشهد إنساني معتاد يُشَكِّلُ غالباً مصدر تعارف وتقارب، بل وثراء إنساني ومعرفي كبير ما لم تُغَيِّر طبيعتَهُ النقية ممارساتُ الكراهية.
التعايش السلمي
“كلنا عباد الله” شعارنا الذي نبعث من خلاله برسالة للعالم كله، مفادها أن التعايش السلمي بين الأفراد في المجتمعات ليس خيارًا، بل ضرورة مُلحة لتحقيق أمن الشعوب وسلام الدول، فالعقلاء يختلفون، لكن لا يفترقون، وإنما يتحاورون ويتسامحون، ويتبادلون حب الخير، تجمعهم المشتركات الإنسانية قبل أن تفرقهم المسائل الخلافية.
المناسبات الدينية
وتأتي الأعياد والمناسبات الدينية المتزامنة هذا العام لتعمق روح الكيان المجتمعي، والأسرة الإنسانية الواحدة، خاصًة عندما يتزامن حدوثها معًا، فبعد أيام قليلة نحتفل بعيد القيامة المجيد الذي يعتبر من أعظم الأعياد عند المسيحيين، وعيد الفصح اليهودي، ثم نستقبل شهر رمضان المبارك الذي يهل علينا قريبًا، وهذه المناسبات الدينية المختلفة تأتي متزامنة مع بعضها البعض، لتضع الجميع تحت مظلة المشاعر الإنسانية، التي قوامها المحبة والتسامح والتراحم، وأيضًا مشاعر الفرحة والبهجة بهذه المناسبات العظيمة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود فكلنا في النهاية “عباد الله”.
للمتابعة عبر اليوتيوب:
وللمتابعة عبر الساوند كلاود :