حرق أغذية الطوارئ الأمريكية يكشف انهيارًا غير مسبوق في المساعدات الخارجية!

ترجمة: مروة مقبول – في تطور مثير للجدل، تستعد إدارة الرئيس دونالد ترامب لحرق نحو 500 طن متري من أغذية الطوارئ المخزنة في مستودع بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، بعد خمسة أشهر من إيقاف غير مسبوق لبرامج المساعدات الخارجية الأمريكية. الكمية المقرر إتلافها تكفي لإطعام أكثر من 1.5 مليون طفل لمدة أسبوع، وكانت مخصصة للأطفال المتضررين في كل من أفغانستان وباكستان.
ورغم التحذيرات المتكررة من موظفين حكوميين حاليين وسابقين، لم تتلقَّ الطلبات الرسمية لشحن الأغذية أي رد من مسؤولي المساعدات في وزارة الخارجية الأمريكية، خاصة بعد حلّ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ودمجها في الوزارة ضمن خطة حكومية كان يقودها رجل الأعمال إيلون ماسك.
وبحسب ما ذكرت صحيفة Atlantic، كانت الإدارة السابقة قد خصصت 800 ألف دولار لشراء بسكويت عالي الطاقة تُستخدم في حالات الطوارئ الإنسانية، لكنها مُنعت لاحقًا من الشحن إلى مناطق النزاع رغم استمرار صلاحيتها. ومع اقتراب موعد انتهاء صلاحيتها، لم تُمنح الموافقات الرسمية اللازمة لنقله أو إعادة توجيهه إلى دول أخرى محتاجة، مثل السودان، أو تلبية الاحتياجات الغذائية لمدة أسبوع لكل طفل يعاني من انعدام الأمن الغذائي في غزة التي تعاني من أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود.
وقدرت مصادر في فرق الإغاثة الفيدرالية أن تكلفة إتلاف البسكويت قد تصل إلى 130 ألف دولار إضافي يتحمّلها دافعو الضرائب، ليُضاف ذلك إلى قيمة الشراء الأولية، دون أي استفادة تُذكر.
ومع صدور أمر تنفيذي بإيقاف معظم برامج المساعدات الخارجية مطلع العام، بات نقل أي مواد إغاثة يتطلب موافقة مباشرة من قيادات جديدة في الإدارة الأمريكية، ما خلق تعقيدات بيروقراطية حالت دون التصرف في المخزون.
وفي حين صرّح وزير الخارجية ماركو روبيو بأنه سيضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها، كشفت الوثائق لاحقًا أن قرار الحرق كان قد اتُّخذ بالفعل، وسط تأكيدات من مسؤولين بأن سحب المساعدات الغذائية جاء بحجة “عدم وصولها للمستحقين وخطر استخدامها من قبل جماعات إرهابية”، حسب تصريحات سابقة لوزارة الخارجية.
وتعليقًا على الأمر، قال أحد موظفي (USAID)، الذي أمضى عقودًا في المجال الإغاثي، “لم أشهد في حياتي أن تتخلى الحكومة الأمريكية ببساطة عن هذا الكم من الطعام الصالح للاستعمال.”
وقد اعتاد عمال الإغاثة فقدان بعض الحصص بسبب سوء التخزين أو عوائق لوجستية، لكن إتلاف مئات الأطنان بهذه الطريقة هو بمثابة حادثة غير مسبوقة.
ورغم أن البسكويت يمثل جزءًا ضئيلًا من استثمار أمريكا السنوي في المساعدات الغذائية – والذي تجاوز مليون طن متري في العام المالي 2023 – إلا أن تعطيل البرامج يُضاعف من أثر كل خسارة. ويبقى الأطفال في مناطق النزاع الأكثر تضررًا من هذه القرارات، حيث ترتفع نسب سوء التغذية وتُحرم الأسر من أولى وسائل الدعم الإنساني عند الطوارئ.