عصابات طائفية ترتكب مجازر في السويداء وعشائر البدو تتعرض لتهجير قسري

أدان أبناء عشائر أهل الجبل في الأردن، بأشد العبارات ما تتعرض له عشائر البدو في محافظة السويداء من جرائم إبادة جماعية، وخطف، وتنكيل، وتهجير قسري.
وقال أبناء عشائر أهل الجبل في الأردن في بيان لهم اليوم: ”ندين ونستنكر بأشد العبارات ما يتعرض له أهلنا الكرام من عشائر البدو في محافظة السويداء السورية من جرائم إبادة جماعية، وخطف، وتنكيل، وتهجير قسري، على يد العصابات الطائفية الإجرامية التابعة لما يُعرف بـ “آل الهجري”، والتي تمارس أبشع صور الإرهاب والترويع بحق المدنيين العُزّل، خارجةً بذلك عن كل الأعراف والقيم والقوانين الإنسانية والدينية.
وأضاف البيان: إن هذه الجرائم الممنهجة بحق أهلنا تُعدّ وصمة عار في جبين الإنسانية، وتشكّل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي، ليس فقط في الجنوب السوري، بل في المنطقة برمتها.
وطالب البيان بالتحرك العاجل والفاعل، دبلوماسياً وإنسانياً، لوقف هذه الانتهاكات، والضغط بكل الوسائل الممكنة لرفع الظلم الواقع على أهلنا، وتأمين الحماية لهم.
كما طالب البيان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحقيق الفوري في هذه الجرائم، وتحميل مرتكبيها كامل المسؤولية، والعمل على محاسبتهم وفق القانون الدولي.
وأكد البيان ضرورة اجتثاث العصابات الإجرامية التي أفسدت في الأرض ونشرت السموم والمخدرات، والتي بات خطرها يهدد أمن واستقرار المجتمعات العربية، ويشكّل امتداداً لمشروع الفوضى والتفكك.
أنقذوا بدو السويداء
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد تصدر وسم “#انقذوا_بدو_السويداء” منصات التواصل الاجتماعي في سوريا، عقب انتشار مقاطع فيديو توثق مقتل وإصابة عشرات المدنيين من أبناء بدو السويداء، إثر هجمات شنتها مجموعات مسلحة خارج سلطة القانون.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أنه عقب تطبيق بنود الاتفاق في السويداء الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية، وتكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بحفظ الأمن في المحافظة، أقدمت مجموعات مسلحة على اقتحام حي المقوس وارتكبت مجازر وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وأشارت مصادر محلية للوكالة إلى أن تلك المجموعات هاجمت الحي، ونفذت عمليات قتل بحق النساء والأطفال، وتصفية ميدانية لعدد من أبناء المنطقة من العشائر والبدو، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.
وأضافت المصادر أنه تم تسجيل حركة نزوح وتهجير قسري لعشائر البدو في ريف السويداء، وسط تهديدات من قبل مجموعات خارجة عن القانون باستهدافهم.
كما قالت مصادر محلية إن مسلحين يحتجزون أكثر من 1000 مدني من البدو في بلدة شهبا بالسويداء بعد انسحاب قوات الحكومة، مشيرة إلى نزوح أكثر من 500 عائلة من البدو بعد حرق منازلها في السويداء من مجموعات مسلحة.
مجزرة بحق المدنيين
ووصف مغردون ما جرى بحق بدو السويداء بأنه “مجزرة بحق المدنيين وتهجير قسري يرقى إلى جريمة حرب علنية” متهمين إسرائيل بدعم جماعة معينة والتدخل في الأحداث بعد عدوانها على سوريا.
وأشار آخرون إلى أن المليشيات عادت إلى السويداء بعد انسحاب الجيش السوري ورفعت راية عليها نجمة داود على مبنى المحافظة، مؤكدين أن الهجمات أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين ووقوع إعدامات ميدانية بحق أبناء العشائر السورية.
وطالب مغردون بحماية أبناء العشائر، معتبرين أنهم جزء أصيل من الدولة السورية، ودعوا إلى عدم تحويل البلاد إلى ساحة تصفية حسابات داخلية أو التدخلات الخارجية.
كما دعا مدونون الصحافة الأجنبية إلى القيام بواجبها في توثيق الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب حاليا في السويداء، بنفس الحماسة التي تُظهرها في تغطية قضايا أخرى.
وشكك آخرون في الاتفاق الأخير، معتبرين أنه كان “مجرد خدعة لتأمين غطاء لجماعة معينة للسيطرة على السويداء وطرد قبائل البدو ومكونات اجتماعية أخرى، تمهيدا لإقامة كيان انفصالي بدعم إسرائيلي أمريكي”.
وأبدى ناشطون أسفهم الشديد بعد مشاهدة المقاطع المؤلمة التي توثق عمليات القتل، خاصة بحق النساء والأطفال، مؤكدين أن هذه الجرائم تؤسس لمرحلة جديدة يسودها الحقد والثأر بين مكونات المجتمع.
وطالب آخرون الدولة السورية بتحمل مسؤولياتها في حماية جميع مواطنيها دون تمييز، وضرورة وضع حد لأي مجموعات خارجة عن القانون تهدد أمان المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم، مؤكدين أن الصمت أو التقاعس في مثل هذه الظروف ليس مقبولًا، بل يشجع على تكرار الفوضى والانتهاكات.