جدل حول تصريحات والد ممداني يُثير ضغوطًا على حملته في انتخابات عمدة نيويورك

ترجمة: مروة مقبول – وسط سباق انتخابي محتدم لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أُعيد تسليط الضوء على بعض التصريحات الخاصة بوالد المرشح الديمقراطي التقدمي زهران ممداني، ما تسبب في موجة من الانتقادات والانقسامات على منصات التواصل الاجتماعي.
الجدل يتمحور حول مقتبسات من كتاب “المسلم الصالح والمسلم السيئ” Good Muslim, Bad Muslim: America, the Cold War, and the Roots of Terror الذي صدر عام 2004 للأكاديمي الشهير محمود ممداني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، يُناقش فيه التفجيرات الانتحارية كظاهرة سياسية حديثة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة News Week، شاركت الكاتبة ميشيل تاندلر مقاطع من الكتاب أبرزت فيها جملة تقول إن “الانتحاريين ينبغي اعتبارهم فئة من الجنود”، وأخرى تعتبر التفجيرات الانتحارية “سمة من سمات العنف السياسي الحديث”، وليس مجرد مظهر “للبربرية”.
وفي سياق سياسي مُتأزم، طُرحت هذه الاقتباسات كمصدر قلق بشأن ميول المرشح زهران ممداني، رغم أنه لم يُدلِ بأي تصريح مباشر بشأنها، كما لم تُصدر حملته بيانًا رسميًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
الجدل اشتد بعد رفضه إدانة عبارة “عولمة الانتفاضة” خلال مقابلة صحفية، رغم تأكيده أنه لن يستخدم هذه اللغة شخصيًا، وتعهد بحماية سكان نيويورك اليهود، وهو ما اعتبره بعض المراقبين محاولة لتعديل الصورة العامة.
يُعد فوز زهران على حاكم نيويورك السابق أندرو كومو في الانتخابات التمهيدية منعطفًا بارزًا يُعكس صعود التيارات التقدمية داخل الحزب الديمقراطي. غير أن أصواتًا يمينية سارعت لمهاجمته، منها دعوات غير رسمية لـ”سحب جنسيته وترحيله”، ما أثار جدلًا واسعًا حول خطاب الإسلاموفوبيا والتشكيك في الولاء الوطني.
الملياردير بيل أكمان علّق عبر منصة “إكس” قائلاً إن “التفاحة لا تسقط بعيدًا عن الشجرة”، ملمّحًا إلى وجود تطابق بين أفكار الأب والابن. كما عبّر عن معارضته لترشح زهران، معتبرًا أن سياساته “ستُلحق ضررًا بالغًا بسكان المدينة، ولا سيما الفئات الأكثر هشاشة”.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن الجدل يُسلّط الضوء على الخط الفاصل بين الفكر الأكاديمي النقدي وواقع الحملات السياسية، حيث تُستخدم اقتباسات قديمة كأدوات ضغط انتخابية. ويُعيد ذلك إلى الأذهان نقاشات واسعة حول حرية التعبير، ومسؤولية المرشحين تجاه التصريحات المنسوبة إلى أفراد عائلاتهم.
تُجرى انتخابات عمدة نيويورك في 4 نوفمبر، وسط توقعات بمزيد من التدقيق الإعلامي في خلفيات المرشحين وأسرهم، خاصة في ظل استقطاب سياسي متزايد، وشهية إعلامية لأي مادة جدلية قد تُعيد تشكيل التصورات الجماهيرية.