ترامب يعيد تصعيد الحرب التجارية ويرسل خطابات الرسوم الجمركية إلى 12 دولة

قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستبدأ يوم الاثنين بإرسال خطابات إلى 12 دولة تحدد معدلات الرسوم الجمركية المختلفة التي ستواجهها على السلع التي تصدرها إلى الولايات المتحدة، على أن ترد عليها إما بالقبول أو الرفض.
ووفقًا لموقع “أكسيوس” فإن هذا الإجراء يأتي بشكل مفاجئ بعد أشهر من التهديدات، في إعلان واضح من جانب ترامب لإعادة تصعيد الحرب التجارية.
وبالنسبة للشركات التي تتوق إلى اليقين، والتي شهدت فترة من الهدوء النسبي في الآونة الأخيرة، فإن هذه الخطوة قد تؤدي مرة أخرى إلى زعزعة التوازن في الأسواق.
كما يُلقي هذا القرار بظلاله على الأسواق المالية التي انتقلت إلى حد كبير إلى عالم ما بعد الرسوم الجمركية. وقد تراجعت بالفعل الأسهم الأوروبية، وعقود الأسهم الأمريكية الآجلة، أمس الجمعة، بعد إعلان ترامب عزمه إرسال رسائل الرسوم الجمركية.
وقال ترامب للصحفيين في وقت متأخر من يوم أمس الجمعة على متن الطائرة الرئاسية إن نحو 12 رسالة سوف يتم إرسالها يوم الاثنين. ولم يذكر ما هي الدول التي سيتم استهدافها، أو ما هي الرسوم التي سيتم تحديدها.
وقال يوم الخميس إن المعدلات الواردة في الرسائل سوف تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس – وحذر من أن بعضها قد يصل إلى 70%.
تكتيكات تفاوضية
واستخدمت إدارة ترامب تكتيكًا مشابهًا من قبل، وهو عبارة عن اتخاذ موقف عدواني بشأن التعريفات الجمركية القادمة، ولكن مع تحديد موعد نهائي بعيد بما يكفي لإمكانية دفع الشركاء التجاريين لتقديم عروض في اللحظة الأخيرة يكون ترامب على استعداد لقبولها.
وتشير التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن العديد من الشركاء التجاريين، بما في ذلك كوريا الجنوبية وتايلاند، يبذلون قصارى جهدهم لتحقيق ذلك.
وأعلن ترامب في أبريل الماضي عن رسوم أساسية بنسبة 10% وأخرى إضافية على معظم الدول يصل بعضها إلى 50% في حرب تجارية عالمية قلبت الأسواق المالية رأسا على عقب ودفعت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات لحماية اقتصاداتها.
مع ذلك، تم تعليق جميع الرسوم الجمركية باستثناء الأساسية البالغة 10% في وقت لاحق لمدة 90 يوما لإتاحة المزيد من الوقت للتفاوض على اتفاقات، وخلال الأيام الـ 85 الأولى، حققت إدارة ترامب ثلاث اتفاقيات مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام.
في منتصف شهر مايو، بدأ ترامب يشير إلى أن الصفقات ليست ضرورية حقا، لأن الولايات المتحدة سوف ترسل ببساطة خطابات إلى شركائها التجاريين في الأيام اللاحقة لتحديد قيمة الرسوم.
وقد كرر نفس التهديد مرة أخرى في منتصف يونيو، ومرة أخرى في أواخر الشهر، مشيرًا إلى أنه يفضل الرسائل باعتبارها حلا أبسط من المحادثات المعقدة مع عشرات البلدان.
وعلى الرغم من أن فترة تعليق التعريفات الجمركية من المقرر أن تنتهي في التاسع من يوليو، فإن بعض الدول، مثل الصين وكندا، لديها مواعيد نهائية منفصلة في وقت لاحق من هذا الشهر أو الشهر المقبل.
وأشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن المواعيد النهائية قابلة للتغيير والهدف هو الانتهاء من الصفقات التجارية بحلول عيد العمال.
وليس من الواضح مدى العدوانية التي ينوي ترامب أن يكون عليها مع معدلات التعريفات الجمركية الجديدة. فعلى سبيل المثال، تضمنت اتفاقية فيتنام معدل ضريبة بنسبة 20% ــ وهو ضعف المعدل العالمي الأساسي الذي فرضه ترامب، ولكن أقل من نصف ما واجهته البلاد في الأصل في أبريل الماضي.
تحول مفاجئ
وكان ترامب وكبار مساعديه قد قالوا في البداية إنهم سيشرعون في مفاوضات مع عشرات الدول حول نسب الرسوم الجمركية، لكن الرئيس الأميركي تراجع عن هذه العملية بعد انتكاسات متكررة مع شركاء تجاريين رئيسيين منهم اليابان والاتحاد الأوروبي.
ولم يتطرق إلى توقعاته بإمكانية التوصل إلى بعض اتفاقات التجارة الأوسع نطاقا قبل انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية في التاسع من يوليو/تموز الحالي.
ويعكس هذا التحول في إستراتيجية البيت الأبيض وجود تحديات أمام إتمام الاتفاقات التجارية المختلفة، بدءا من الرسوم الجمركية ووصولا إلى حواجز غير جمركية مثل الحظر على الواردات الزراعية، وخصوصًا في إطار زمني قريب.
واستغرقت معظم اتفاقات التجارة السابقة سنوات من المفاوضات لإتمامها. ولم تتوصل واشنطن حتى الآن إلى اتفاقات سوى مع بريطانيا في مايو الماضي للإبقاء على رسوم جمركية عند 10% مع الحصول على معاملة تفضيلية لبعض القطاعات مثل السيارات ومحركات الطائرات.
كما توصلت الأسبوع الماضي لاتفاق مع فيتنام، إذ جرى تخفيض الرسوم الجمركية على الكثير من السلع الفيتنامية إلى 20% بدلا من 46% التي كان ترامب قد هدد بها سابقا على أن يُسمح للكثير من المنتجات الأميركية بدخول فيتنام معفاة من الرسوم. فيما اتّفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية بينهما مؤقتا.