لقي نجم فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، ديوغو جوتا، مصرعه مساء أمس الأربعاء إثر اشتعال سيارته في حادث سير مأساوي، بمقاطعة “زامورا” الإسبانية على الحدود مع البرتغال.
وأعلن نادي ليفربول الإنجليزي وفاة لاعبه جوتا مع شقيقه أندريه في الحادث، وقال في منشور عبر صفحته الرسمية على منصة إكس: “ليفربول مُحطم بسبب الرحيل المأساوي لديوغو جوتا بحادث سير في إسبانيا مع شقيقه أندريه”.
ووفقًا لموقع “بي بي سي عربي” فقد شكَّلت وفاة اللاعب البرتغالي البالغ من العمر 28 عاماً صدمة لمحبيه ولعشاق كرة القدم، حيث جاءت بعد نحو 10 أيام فقط من زفافه على صديقته.
وقع الحادث عند الكيلومتر 65 من الطريق السريع A-52، بالقرب من بلدية “بالاسيوس دي سانابريا”، عندما انحرفت السيارة التي كان يستقلها جوتا عن مسارها، ما أدى إلى اصطدامها بحاجز خرساني واشتعال النيران فيها.
كما توفي في الحادث أيضاً شقيق اللاعب الذي كان برفقته في السيارة، ويدعى أندريه سيلفا، وهو لاعب كرة قدم أيضاً يبلغ من العمر 26 عاماً، ويلعب في نادي “بينافيل”، وهو نادٍ ضمن دوري الدرجة الثانية البرتغالية. وكان الشقيقان يقضيان عطلتهما معاً.
وأظهر مقطع فيديو وثقه سائق شاحنة لحظة اشتعال النيران في المركبة التي كان يستقلها اللاعب البرتغالي وشقيقه.
وبحسب الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بقايا المركبة – وهي من نوع لامبورغيني- وقد اشتعلت فيها النيران على طريق سريع في بلدة سيرناديا الواقعة في مقاطعة سامورا، على مقربة من الحدود الإسبانية البرتغالية.
وأفادت تقارير بأن الحادث وقع بسبب انفجار إطار السيارة، إثر محاولة قائدها تجاوز سيارة أخرى. وانحرفت السيارة التي كان يستقلها جوتا “عن المسار” قبل أن تندلع فيها النيران، بحسب ما أوضحت وكالة الحرس المدني “غارديا سيفيل”، موضحة أن الراكبين، ديوغو وشقيقه أندريه لقيا حتفهما عند وصول خدمات الطوارئ.
زواج قبل أسبوع
احتفل ديوغو جوتا بزفافه في يوم 22 يونيو الماضي، ونشر صوراً له وزوجته عبر حسابه الرسمي بموقع إنستغرام، وعلق عليها قائلًا: “22 يونيو 2025، دائماً وإلى الأبد”.
وقبل ساعات من حادث وفاته، نشر جوتا مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عن حفل زواجه من صديقته، روتي كاردوسو، وعلّق عليه بقوله: “يوم لن ننساه أبداً”. وكان جوتا على علاقة بصديقته منذ سنوات وأنجب منها ثلاثة أطفال.
بيان ليفربول
ونعى نادي ليفربول الإنجليزي وفاة لاعبه ديوغو، وقال النادي في بيان له: “لا شيء يُخفف ألم هذه المأساة المُدمرة في هذه اللحظة. نشعر جميعًا بالحزن الشديد. وفي مثل هذه الظروف المؤلمة، تقع على عاتقنا مسؤولية الاعتراف بالحزن الجماعي الذي نعيشه، وتكريم ديوغو، وتقديم الدعم الثابت لعائلته التي تظل أولويتنا المطلقة في هذا الوقت”.
وأضاف: “تواجه زوجة ديوغو، روت، وأطفالهما الثلاثة الرائعين، ووالديه وعائلته خسارةً فادحة. فلم يقتصر هذا الحادث المأساوي على ديوغو فحسب، بل أودى أيضًا بشقيقه أندريه سيلفا. نعزيهما على حد سواء. يجب أن نحترم خصوصية العائلة ونمنحهم مساحةً للتعبير عن حزنهم بالطريقة التي تناسبهم”.
وتابع البيان: “بالطبع، نحن – عائلته في ليفربول – نكافح أيضًا لتجاوز ما حدث. بصفتنا زملاءً له في الفريق وأصدقائه وزملاءه، نشعر بالصدمة والحزن. نعلم أن مشجعينا، ومنتخبه الوطني، وأنديته السابقة، وزملائه في الفريق، ومجتمع كرة القدم الأوسع، يشاركوننا هذا الحزن. إنها مأساة تتجاوز نادي ليفربول لكرة القدم”.
واختتم قائلًا: “في الأيام القادمة، سنسعى كنادي لتكريم لاعبنا العزيز رقم 20 بكل الاحترام والمودة التي يستحقها. سنسعى جاهدين لجعل هذه التكريمات ذات معنى وشاملة لجماهيرنا، الذين كان ديوغو عزيزًا عليهم. في هذه اللحظة، نُعبّر عن حبٍّ يغمره الحزن والألم العميقين. لقد فقدنا شخصًا لا يُعوّض حقًّا. ارقد بسلام يا ديوغو.
كما نعى الاتحاد البرتغالي جوتا مطالبا الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بالوقوف دقيقة صمت خلال مباراة البرتغال وإسبانيا في كأس أوروبا للسيدات في سويسرا.
وقال رئيس الاتحاد البرتغالي، بيدرو بروينسا، في بيان: “الاتحاد البرتغالي لكرة القدم وكل كرة القدم البرتغالية محطمون تماما بسبب وفاة ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا”.
وأضاف: “كان ديوغو جوتا أكثر من مجرد لاعب رائع، إذ شارك في ما يقرب من 50 مباراة دولية مع المنتخب الوطني الأول، بل كان شخصا استثنائيا، يحظى باحترام جميع زملائه وخصومه”.
من هو ديوغو جوتا؟
اسمه ديوغو سيلفا، ويشتهر باسم ديغو جوتا. ولد في ماساريلوس، إحدى ضواحي مدينة بورتو البرتغالية عام 1996. وبدأ مسيرته الكروية في نادي “باسوج دي فيريرا” البرتغالي، ثم تنقل بين أندية أتلتيكو مدريد الإسباني، وبورتو البرتغالي وولفرهامبتون الإنجليزي، وأخيراً ليفربول الإنجليزي، حيث يلعب هناك منذ عام 2020.
وفي غضون 5 سنوات من انضمامه إلى “الريدز”، فرض جوتا الذي يلعب في مركز الجناح ورأس الحربة نفسه لاعباً أساسيا في ليفربول، تحت قيادة المدرب الألماني، يورغن كلوب، ثم الهولندي آرني سلوت.
ولعب دوراً رئيساً في نجاحات الفريق الأحمر في السنوات الأخيرة، خصوصاً في رحلة تتويجه نحو لقب البريميرليغ الموسم الماضي.
سجل تسعة أهداف في مختلف مسابقات الموسم الماضي، في طريق ليفربول نحو لقبه العشرين. وسجل 65 هدفاً في مشواره مع ليفربول، رافعاً لقب الدوري في 2025، وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في موسم 2022، فيما حل وصيفاً في دوري أبطال أوروبا 2022.
كما لعب جوتا مع منتخب البرتغال تحت 19 سنة، وتحت 21 سنة وتحت 23 سنة. وشارك لأول مرة مع المنتخب الأول في عام 2019.
كما شارك منتخب بلاده البرتغال في الفوز ببطولة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية، بعد فوزه على إسبانيا بركلات الترجيح عقب تعادل مثير في النهائي يوم الأحد 8 يونيو 2025. وفاز مع منتخب بلاده بالبطولة للمرة الأولى لموسم 2018/2019.
كان جوتا يعلب مهاجماً في فريق البرتغال، وشارك فيما يقرب من 50 مباراة دولية مع المنتخب الوطني الأول. وتفيد الإحصاءات بأنه سجّل مع منتخب بلاده 14 هدفاً على مدار مسيرته القصيرة.
وكان قد حقق مع فريق وولفرهامبتون لقب دوري البطولة الإنجليزية لموسم 2017/ 2018، وهي دوري كرة القدم للقسم الثاني في إنجلترا.
