تعرف على التاريخ الحقيقي لاستقلال أمريكا عن بريطانيا.. وهذا هو أصل الاحتفال!

ترجمة: مروة مقبول – تحتفل الولايات المتحدة فى الرابع من يوليو من كل عام بأهم أعيادها الوطنية وهو عيد الاستقلال Independence Day، والذى يخلد ذكرى موافقة مندوبى ثلاثَ عشرة مستعمرة على إعلان الاستقلال التاريخى، وهو إعلان هذه المستعمرات الاستقلال عن بريطانيا. ويُعتبر هذا الاحتفال أكبر عطلة وطنية في جميع الولايات الخمسين والأقاليم الأمريكية الأخرى، فما أصل هذه الحكاية وكيف بدأ الاحتفال بعيد الاستقلال
يشهد هذا العام الذكرى 249 لتوقيع ميثاق الحرية الأمريكي الثوري وإعلان الاستقلال، عن بريطانيا حيث اعتمد الكونغرس إعلان الاستقلال رسميا عن الإمبراطورية البريطانية في ذلك اليوم من عام 1776.
وقد تم تصميم الاحتفال في البداية على غرار الاحتفال بعيد ميلاد الملك البريطاني، والذي كان يتم الاحتفال به سنويا بقرع الأجراس والألعاب الناريةوالمواكب الاحتفالية بحسب دائرة المعارف البريطانية.
وذكر موقع Constitution Center أنه في 2 يوليو 1776، صّوت الكونغرس في فيلادلفيا، الذي كان يُعرف في ذلك الوقت باسم الكونغرس القاري، للموافقة على قرار قدمه المندوب ريتشارد هنري لي من فرجينيا للاستقلال عن بريطانيا واعفاء المستعمرات المتحدة من أي ولاء للتاج البريطاني، وحلّ جميع الروابط السياسية بينها وبين دولة بريطانيا العظمى تمامًا.
كما ذكر أن جون آدمز أشار في كتاباته إلى أن الثاني من يوليو سيتم تخليده في سجلات التاريخ الأمريكي وسيتم اعتباره عطلة وطنية للأجيال القادمة.
ولكن لماذا يتم الاحتفال بالرابع من يوليو عيدًا للاستقلال؟
تشير التقارير إلى أن هذا هو اليوم الذي تم فيه التوقيع على النسخة المعتمدة لوثيقة إعلان الاستقلال الفعلية في فيلادلفيا.
كان البريطانيون يسكنون أمريكا منذ عام 1587، ويستغلون مواردَها مثل التبغ والشاي. وبدأت التوترات تتصاعد بين البريطانيين والأمريكيين في ظل سعي الحكومة البريطانية إلى تحقيق مكاسب مالية خاصة بها، واستمرارها في استغلال السلع الأمريكية عبر فرض الضرائب عليها.
ووسط هذه التوترات وتمرير البرلمان البريطاني لقانون الشاي عام 1773، صعد صمويل آدامز، أحد مؤسسي الولايات المتحدة ورئيس منظمة أبناء الحرية The Sons Liberty، ورجالُه على متن ثلاث سفن، تابعة لشركة الهند الشرقية، في ميناء بوسطن، وقاموا بإلقاء ما لا يقل عن 342 صندوقًا من الشاي في مياه المرفأ. وكان ذلك بعد أن قاطع سكان المستعمرات الأمريكية الشاي البريطاني في أعقاب فرض ضرائب باهظة عليه.
أدى رد الفعل البريطاني على حفل شاي بوسطن وغيره من القضايا إلى تصاعد الأمور إلى الذروة، فأعلن سكان المستعمرات الأمريكية الثورة ثم الحرب ضد التاج البريطاني في عام 1775، وفي عام 1778 دخلت فرنسا الحرب إلى جانب الأمريكيين، وقد انتهت بهزيمة البريطانيين في يورك تاون بولاية فيرجينا في عام 1781.
وفي أواخر نوفمبر 1782 وقع المفاوضون البريطانيون والأمريكيون في باريس اتفاقية سلام، وفي 3 سبتمبر 1783 اعترفت بريطانيا رسميًا باستقلال الولايات المتحدة في معاهدة باريس.
وبعد طريق طويل نحو الاستقلال من الحكم البريطاني الاستعماري، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثة عشر استقلالَها عن إنجلترا بالتوقيع على إعلان الاستقلال في الرابع من يوليو 1776
يعود الفضل إلى توماس جيفرسون، أحد الآباء المؤسسين لأميركا ليصبح الرئيس الثالث لها، في كتابة الوثيقة التي نعرفها اليوم والتي تدعو إلى “حقوق غير قابلة للتصرف”، بما في ذلك “الحياة والحرية والسعي وراء السعادة”، ومع ذلك، فإن الكلمات الشهيرة للإعلان لم تنطبق على الجميع في المستعمرات الثلاثة عشر، مثل العبيد والسكان الأصليين وغيرهم من الأقليات.
وفي حينِ أن توقيع الإعلان نفسِه لم يكتمل حتى أغسطس، يُنظر إلى عطلة الرابع من يوليو على أنها الذكرى الرسمية لاستقلال الولايات المتحدة.
أصبح الرابع من يوليو أكثر انتشارًا بين الأمريكيين بعد حرب 1812م، حيث أصبح يوم الاستقلال أهم عطلة غير دينية للعديد من الأمريكيين بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، وأصدر الكونغرس قانونًا يجعل يوم الاستقلال عطلة فيدرالية غير مدفوعة الأجر للموظفين الفيدراليين في 28 يونيو 1870م، ليتغير ذلك بعد 68 عامًا ويعلن أنه عطلة فيدرالية مدفوعة الأجر عام 1941.