ألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن خفض سعر الفائدة لا يزال خيارًا مطروحًا خلال اجتماع البنك المركزي هذا الشهر، في ظل ضغوط متزايدة من الرئيس دونالد ترامب، الذي يواصل دعوته العلنية لتقليص الفائدة بشكل حاد. وقال باول، خلال مشاركته في منتدى البنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال، إنه “لن يستبعد أي اجتماع أو يضعه على الطاولة”، مؤكدًا أن القرار النهائي يعتمد على كيفية تطور البيانات الاقتصادية، وفقًا لما نشرته شبكة “ABC News“.
ورغم توجيه انتقادات لاذعة من ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رفض باول الانجرار إلى سجال سياسي، مشددًا على أن اهتمامه “منصب بالكامل على أداء مهامه”. وأضاف أن الاحتياطي الفيدرالي يظل “مركزًا بنسبة 100%” على تحقيق أهدافه المزدوجة: استقرار الأسعار وتوفير الحد الأقصى من التوظيف، وهو ما قوبل بتصفيق الحضور. وردت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، على سؤال مشابه بالقول إن جميع الحاضرين “كانوا سيتصرفون تمامًا كما يفعل جيروم باول.”
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تصاعدت انتقاداته لسياسة الفيدرالي، متجاوزًا الأعراف التقليدية التي تكرّس استقلالية البنك المركزي عن السلطة التنفيذية. وفي منشور على منصته الاجتماعية، هاجم ترامب باول ووصفه بأنه “يجب أن يخجل من نفسه”، مطالبًا بخفض سعر الفائدة إلى 1% أو أقل. وأرفق منشوره بصورة لرسالة بخط اليد تحمل توقيعه، موجهة إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
وكان الفيدرالي قد أبقى على سعر الفائدة دون تغيير الشهر الماضي، متمسكًا بسياسة الترقب وتقييم تداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي تبنتها إدارة ترامب. وتشير توقعات البنك الأخيرة إلى إمكانية إجراء خفضين في سعر الفائدة خلال النصف الثاني من عام 2025، وهو ما أكده باول بقوله إن “غالبية أعضاء اللجنة يرون أنه من المناسب بدء خفض الفائدة في الاجتماعات الأربعة المتبقية لهذا العام”.
من المرتقب أن يعقد الاجتماع المقبل في 29 و30 يوليو، وسط مراقبة دقيقة من الأسواق، التي تترقب ما إذا كان باول سينجح في التوفيق بين الضغوط السياسية المتزايدة والبيانات الاقتصادية المتقلبة.