الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد.. وجدل حول ظهور ماهر الأسد في موسكو

ألقت قوى الأمن السورية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات القبض على المجرم وتاجر المخدرات وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إنه “في إطار عملية أمنية مُحكمة تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية من استدراج المجرم وسيم الأسد الذي يُعتبر من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام البائد”.

وأضاف البيان أن العملية تم تنفيذها بواسطة إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة لها، وذلك من خلال كمين محكم أسفر عن القبض عليه على الحدود السورية اللبنانية، في إطار التزام وزارة الداخلية بمكافحة الجريمة وتحقيق العدالة.

وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، أطلقت الحكومة السورية عمليات تفتيش واسعة في البلاد لإلقاء القبض على مرتكبي الجرائم خلال حكم النظام المخلوع.

ويعد وسيم الأسد من أبرز المتورطين في تجارة المخدرات، وارتبط اسمه بعدة جرائم خلال فترة النظام المخلوع منها قمع المحتجين خلال سنوات الثورة، حيث قاد مجموعة مسلحة محلية في اللاذقية كانت مسؤولة عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين.

كما أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على قائمة العقوبات عام 2023 لدوره بالشبكة الإقليمية لتهريب المخدرات التي كانت تدر أموالا هائلة على النظام المخلوع.

وخلال عملية ردع العدوان التي أدت إلى سقوط النظام في 8 ديسمبر الماضي، أعلن وسيم الأسد في الأول من الشهر ذاته، على صفحته الشخصية في فيسبوك، عن “تجهيز مجموعات إسناد وحماية خاصة بمحافظة اللاذقية وريفها تكون رديفة للجيش والقوات العاملة على جبهات القتال”.

ظهور ماهر الأسد

من ناحية أخرى عاد اسم ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، إلى الواجهة، وذلك بعد انتشار واسع لمقطع فيديو يظهره في أحد مطاعم العاصمة الروسية.

ويأتي هذا الظهور العلني الأول لماهر وسط تساؤلات وسيناريوهات متضاربة حول مصيره منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، حيث ترددت أنباء سابقا عن إصابة ماهر وقتها وهروبه وقت دخول قوات المعارضة إلى العاصمة دمشق.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد أثار الفيديو – الذي انتشر بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي- موجة من التفاعل بين السوريين، حيث سعى ناشطون إلى التحقق من الموقع الدقيق للمطعم الذي ظهر فيه شقيق المخلوع.

وفي هذا السياق، قال الصحفي الاستقصائي مراد القوتلي، المتخصص في التحقق من المصادر المفتوحة، إنه نجح في تحديد الموقع بدقة، موضحاً أن الفيديو تم تصويره داخل مطعم “Мята Lounge” الواقع ضمن مجمع “afimall city” بمنطقة موسكو سيتي الفاخرة، حيث يُعتقد أن أفراداً من عائلة الأسد يقيمون هناك.

وأشار آخرون إلى أمكانية وجود ماهر بالعاصمة الكازاخية، قائلين إنه يمتلك هذا المقهى الذي لديه عدد من الفروع في روسيا وكازاخستان وأوزبكستان وتتشابه فيها الديكورات والتصاميم، والفيديو على الأغلب مأخوذ في فرع المقهى بالعاصمة الروسية.

ولفت مدونون الانتباه إلى ظهور بروين إبراهيم، الأمين العام لحزب الشباب للبناء والتغيير، والمقرّبة من موسكو، بجوار ماهر الأسد في الفيديو المتداول، مما أضفى بعدًا سياسيًا على الحدث وربط بين الدوائر المحيطة بالنظام السوري المخلوع وحلفائه في روسيا.

وبعد سقوط نظام الأسد تعددت الروايات حول مصير ماهر الأسد، حيث أشار بعضها إلى أنه فرّ إلى العراق أو روسيا بشكل منفصل عن شقيقه.

في حين نفى ناشطون صحة هذه الأخبار معتبرين أن الفيديو الحديث يرجّح وجود ماهر بجوار أخيه بشار في موسكو، مما يدحض روايات تحدّثت عن تخلّي بشار عن شقيقه ماهر أثناء هروبه إلى موسكو، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول توقيت تصوير هذا الفيديو وملابسات وجود ماهر الأسد في العاصمة الروسية.