سوريا تقترب من إطلاق فيزا إلكترونية وسط انتعاش استثماري واعد

أشارت تقارير إلى أن العمل جارٍ على إطلاق نظام التأشيرة الإلكترونية للقادمين إلى البلاد، في خطوة منسقة بين وزارات السياحة والداخلية والاتصالات، من شأنها تسهيل حركة الدخول وتحفيز القدوم السياحي، خصوصاً في ظل تعافي القطاع رغم الأوضاع الإقليمية المتوترة.
وفقًا لوسائل إعلام سورية فإن الحرب الإسرائيلية – الإيرانية لم تؤثر حتى الآن بشكل مباشر على عدد الوافدين إلى سوريا من المغتربين والعرب والأجانب، رغم توقف الرحلات في مطار دمشق وبعض المطارات المجاورة لساعات مؤقتة، مؤكدًا أن الأمور عادت إلى طبيعتها سريعاً.
شهدت سوريا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد القادمين منذ سقوط النظام السابق، خصوصًا من المغتربين الراغبين في زيارة منازلهم وأقاربهم بعد سنوات من التهجير القسري. وبلغت نسبة الإشغال الفندقي في بعض المناطق بين 90% و100% مع بداية الصيف، ما يعكس مؤشرات إيجابية نحو موسم سياحي نشِط.
وفي ظل غياب نظام الفيزا الإلكترونية، الذي توقف قبل أعوام، يتم منح التأشيرات حاليا بطريقة ورقية من خلال المكاتب السياحية المعتمدة التي تتولى تقديم قوائم الزوار إلى مديرية الجودة في وزارة السياحة، والتي تتضمن معلومات تفصيلية عن الزوار وخطط زياراتهم، ليتم إصدار الموافقات بالتنسيق مع الجهات المختصة، وبذات رسوم الفيزا الإلكترونية.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في فبراير الماضي عن تعديل رسوم الدخول لعدة دول، حيث أعفي مواطنو الأردن ولبنان وماليزيا وموريتانيا من التأشيرة، بينما بلغت تكلفة التأشيرات لباقي الدول ما بين 40 و350 دولاراً، بحسب تصنيف الشرائح. ويُعفى السوريون من حملة الجنسيات الأجنبية من التأشيرة في حال إبراز وثائق تثبت جنسيتهم السابقة.
وفي ما يخص الاستثمار السياحي، من الملاحظ أن عدد كبير من المغتربين السوريين بدأوا التوجه إلى هذا القطاع، مستفيدين من قلة المنشآت وتضرر البنية التحتية خلال السنوات الماضية. وكشفت تقارير عن تحضيرات تجريها وزارة السياحة لعقد ملتقى استثمار سياحي قريباً، سيتم من خلاله عرض خريطة استثمارية شاملة تغطي مختلف المناطق السورية، بهدف جذب رؤوس الأموال وتعويض النقص في المرافق والخدمات.
عودة الطيران العربي والأجنبي
في مؤشر إضافي على تعافي القطاع، أشارت تقارير إلى أن عدداً من شركات الطيران العربية والأجنبية بدأت بالفعل باستئناف رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي، وهناك شركات أخرى في طور الحصول على التراخيص اللازمة. واعتبر أن هذه العودة تعزز التنافس وترفع جودة الخدمات وتفتح المجال واسعاً أمام حركة سفر أكثر نشاطاً، بعد سنوات من الحظر.
وحالياً، تسيّر شركات كبرى مثل الخطوط القطرية والتركية والملكية الأردنية و”فلاي دبي” والخطوط السورية رحلات منتظمة إلى دمشق. كما شهد الأسبوع الماضي انطلاق أولى رحلات شركة «فلاي شام» الجديدة بين دمشق وأبو ظبي، بينما تستعد «طيران الإمارات» لاستئناف رحلاتها إلى العاصمة السورية اعتباراً من منتصف يوليو.
كما حطّت أولى طائرات شركة «فلاي ناس» السعودية في دمشق بعد انقطاع دام 12 عامًا، تلتها أول رحلة لشركة «Dan Air» الرومانية من بوخارست، لتكون أول رحلة مباشرة من أوروبا إلى سوريا منذ أكثر من 14 عاماً.