أخبارأخبار أميركاهجرة

دولة اوروبية توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من أمريكا

بينما تنشغل أمريكا بجدل متصاعد حول ملف الهجرة، برزت خطوة مفاجئة من دولة أوروبية صغيرة، أعادت تسليط الضوء على تحالف قديم وتحرك دبلوماسي غير معتاد، حيث أعلن رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، أن بلاده وافقت على استقبال ما يصل إلى 50 شخصاً من مواطني دول ثالثة، تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، بناءً على طلب مباشر من واشنطن.

وفقًا لما نشرته شبكة “CBS News“، تأتي هذه الخطوة في إطار تعاون أمني وإنساني بين البلدين، كما تمثل تعبيراً عن الامتنان المتواصل من كوسوفو للدور الأمريكي في دعم استقلالها.

وفي منشور على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، عبّر كورتي عن شكره للولايات المتحدة على “دعمها وتعاونها”، موضحاً أن الاتفاق يمتد لعام واحد، وأن الأشخاص الذين سيتم استقبالهم سيُختارون من قائمة مقترحة من قبل السلطات الأمريكية. ولم تتضح بعد جنسيات المرحّلين ولا الظروف التي دفعت إلى ترحيلهم، لكن من المتوقع أن يتم توفير شروط إقامة مؤقتة تحت إشراف مباشر في كوسوفو، إحدى أكثر دول أوروبا فقراً.

وتزامن هذا الإعلان مع استمرار التظاهرات في كاليفورنيا، الرافضة لتشديد السياسات الحدودية والإجراءات الصارمة التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه المهاجرين، ما ألقى بظلال من الجدل على ملف الترحيل القسري في الولايات المتحدة، خاصة في حالات لا ترتبط بسجلات جنائية.

وتعيد هذه الخطوة إلى الأذهان اتفاقاً سابقاً وقّعته كوسوفو مع الدنمارك، يقضي باستقبال مئات السجناء الدنماركيين لقضاء محكومياتهم في سجون البلاد، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها “نموذج لتقاسم الأعباء الأوروبية”.

وترى بريشتينا أن استجابتها للطلب الأمريكي تمثل رسالة سياسية واضحة، إذ لطالما اعتبرت كوسوفو دعم واشنطن عاملاً حاسماً في تحقيق استقلالها عن صربيا عام 2008. وتجسد العاصمة الكوسوفية هذا الامتنان برموز واضحة، حيث تنتشر الأعلام الأمريكية في شوارعها، وتحمل بعض الطرق أسماء رؤساء أمريكيين مثل جورج بوش الابن وبيل كلينتون، الذي نُصب له تمثال في قلب المدينة.

ويقول سكان محليون، مازحين، إن لكوسوفو “حكومتين”: إحداهما منتخبة، والأخرى في مقر السفارة الأمريكية في بريشتينا، التي تحظى بياناتها بمتابعة حثيثة من الإعلام والمجتمع السياسي.

وما تزال تفاصيل تنفيذ الاتفاق المرتقب قيد التوضيح، وسط توقعات بأن تتعامل كوسوفو مع هذا الملف من منطلقات إنسانية وبدوافع دبلوماسية تتماشى مع علاقاتها التاريخية الوطيدة مع الولايات المتحدة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى