بعد تكثيف إجراءات الترحيل.. هل هذا وقت المغادرة الطوعية أم المجازفة بالبقاء؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
في ظل المفاجآت المتتالية لولاية ترامب الثانية في مجال الهجرة وتشديد سياسات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين والمخالفين لقوانين الهجرة، يبقى السؤال الأهم والأكثر إلحاحًا لطالبي اللجوء: هل حان وقت الرحيل والمغادرة الطوعية أم البقاء والمجازفة؟.
راديو صوت العرب من أمريكا استعرض آخر التطورات في ملف الهجرة، وناقش خيارات طالبي اللجوء بين البقاء أو العودة، وذلك خلال لقاء مع المحامي المخضرم والمختص في قضايا الهجرة محمد الشرنوبي.
قرار الحظر الجديد
* ما هي الأسس التي على أساسها تم اختيار الدول التي فرضت إدارة ترامب حظرًا على سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة؟، لا سيما وأن هناك من يربط بين هذا القرار وبين حادث كولورادو وما فعله مواطن من أصول مصرية.
** أنا أرى الأمر بشكل مختلف تمامًا، فهذا القرار بعيد كل البعد عن أي حوادث، وكان قرارًا متوقعًا، ومن وجهة نظر المصلحة الأمريكية العليا فهو قرار مهم ومفيد للدولة، فبعض الدول التي تم فرض الحظر عليها لا توجد بها حكومات قوية وقائمة ويمكن الاعتماد عليها لمعرفة مدى صحة المعلومات الموجودة في جوازات السفر.
ولو تحدثنا مثلًا عن اليمن سنجد أن هناك أكثر من حكومة، وبالتالي من الصعب التحقق من مصدر موثوق منه بشأن بيانات ومعلومات أي مسافر قادم من هناك، والأمر ذاته موجود في السودان وليبيا والصومال.
وبالتالي فإن الدول التي تم فرض الحظر عليها هي دول في حالة حرب وعدم استقرار، وهناك خوف من القادمين من هذه الدول وتأثيرهم السلبي على الأمن الأمريكي.
ولكن يجب الإشارة هنا أيضا إلى الاستثناء الذي صدر والذي ينص على أن كل شخص من هذه الدول لديه فيزا هجرة أو أي فيزا، من حقه دخول الولايات المتحدة، وهذا يعني أن القرار الجديد يفرض حظرًا على التأشيرات المستقبلية فقط.
أيضا هناك استثناء للأب والأم للمواطن الأمريكي، والزوج والزوجة، والأبناء تحت 21 عامًا، ولكن بشرط إثبات ذلك بمستندات وأوراق دقيقة، وكذلك هناك استثناءات لمن يمكنهم إثبات أنه يجوز إعفاءهم، وستقوم السلطات الأمريكية بمعالجة هذه الاستثناءات بشكل فردي منفصل.
* ماذا عن الطلاب وحالات لمّ الشمل أو زيارات الأقارب، هل لديهم استثناءات أيضًا؟
** إذا كان الطالب لديه فيزا موجودة بالفعل، فيمكنه الدخول إلى أمريكا، ولكن لن تصدر أي فيزا جديدة للطلاب، وبخصوص لمّ الشمل فقد ذكرت إنه يجب إثبات القرابة أو الصلة، ومن ثمَّ سيتم منح التأشيرة.
* بالنسبة للمقيمين بشكل قانوني وشرعي من هذه الدول في أمريكا، هل سيتم تعقيد تجديد الإقامة أو السفر بالنسبة لهم؟
** لا يوجد أي ضرر بالنسبة لهم، فالقرار الجديد يختص بإصدار التأشيرات الجديدة فقط.
بين اللجوء والترحيل
* بين خيارين لا ثالث لهما؛ هل ينتظر طالب اللجوء في طابور لا نهاية له، أم يختار الرحيل طواعية قبل أن يتم ترحيله؟
** أنا أرى أننا الآن في العصر الذهبي للجوء، لأننا الآن نقوم بتقديم طلب اللجوء للشخص، وفي خلال 3 شهور يتم تحديد المقابلة الشخصية له، وبالتالي فإن كل من لديه قضية لجوء صادقة وبدون أي كذب أو نفاق، لديه فرصة مناسبة جدا للحصول على الإقامة في أمريكا من خلال اللجوء.
* بالنسبة للسوريين؛ الوضع الراهن في بلدهم قد تغيّر الآن، لذلك هناك خوف كبير لدى معظمهم من أن يتم رفض طلبهم، ويتم ترحيلهم، ما هو رأيك؟
** من لديه دعوى لجوء قائمة ضد النظام السابق، فعليه الانتظار، لأنه لن يخسر شيئًا من الانتظار، فلماذا يعود أو يبحث عن الترحيل، إلا إذا كان هو يريد ذلك ويرغب في العودة إلى سوريا، فحتى الآن لا تزال الإقامة المؤقتة (TPS) للسوريين موجودة، وهذا يدل على عدم الاستقرار الداخلي التام في سوريا، لذا فنصيحتي هي الانتظار لرؤية ما سيحدث في سوريا خلال الفترة المقبلة.
العودة الطوعية
* هل تعني العودة الطوعية إغلاق ملف اللجوء نهائيًا حتى لو تغيرت الظروف في البلد؟
** إذا جاء الشخص مثلًا إلى أمريكا، وكانت الفيزا لمدة 6 شهور، ولكنه تجاوزها لمدة سنة أو سنتين، ثم سافر إلى خارج البلاد، ففي هذه الحالة يكون عليه منع مدته 10 سنوات، أي لا يمكنه العودة إلى أمريكا مرة أخرى قبل مرور 10 سنوات.
وحتى بعد مرور 10 سنوات فمن غير المضمون أن يحصل الشخص على فيزا تخص اللجوء مرة أخرى، وبالتالي فإن الخروج ـ من وجهة نظري ـ هي تذكرة في اتجاه واحد فقط، ولن يرى الشخص التراب الأمريكي مرة أخرى، إلا إذا كانت فيزا تخص بعض معاملات الأسرة أو العمل.
* لماذا يواجه طالب اللجوء الذي ينتظر نتيجة طلبه، عدم العودة إلى أمريكا، إذا خرج منها طواعيةً؟
** وضع طالب اللجوء ليس قانونيًا بالكامل، لأنه دخل البلاد بفيزا سياحة، وكسرها واستمر في البلاد لفترة أطول، ثم تقدم بطلب لجوء، وبالتالي فإن إقامته في أمريكا ليست مخالفة، ولكنها غير قانونية، وتحصل على بعض الشرعية فقط بفضل استمرار النظر في طلب اللجوء.
نصيحة لطالبي اللجوء
* ما هي نصيحتك لمن لديه طلب لجوء، والأوضاع في بلده الأصلي لا تزال غير مستقرة، كيف يتعامل في المقابلة؟
** أهم شيء هو الصدق والصراحة، حتى لو تحوّل الطلب إلى المحكمة، فإن القضية ستستغرق سنة أو سنة ونصف أمام قاضي الترحيلات، ومن المهم جدًا استشارة محامي متخصص ولديه خبرة في قوانين الهجرة.
* أرى أنك متفائل كثيرًا بما يحدث الآن، ومتفائل بالولاية الثانية لترامب، هل هذا صحيح؟
** أنا رجل قانون، وأرى أن ما يحدث الآن هو تطبيق للقانون، وكمحامي متخصص في القانون والهجرة، أرى أنه لا يوجد أي خوف على أي شخص وضعه قانوني أو وضعه خالي من المخالفات والمشكلات، الوقت الحالي هو وقت الاستعانة بمحامي جيد، ووقت الصدق والصراحة في أي قضية أو معاملة تخص الهجرة أو اللجوء.