أخبارأخبار العالم العربي

مقتل 126 فلسطينيًا في مجازر المساعدات والشركة الأمريكية تعلن فشلها

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة جاهزيته الكاملة لتأمين قوافل المساعدات الإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من الأسر المحتاجة، بعد اعتراف “مؤسسة غزة الإنسانية” بفشلها في توزيع المساعدات.

وكانت “مؤسسة غزة الإنسانية” أقرت أمس السبت بفشلها في توزيع مساعدات غذائية على الفلسطينيين بالقطاع بزعم تلقيها تهديدات مباشرة من حركة حماس.

ورغم أن مراكزها تحولت منذ اليوم الأول لعملها إلى مواقع مجازر بحق الفلسطينيين الذين جوّعهم الاحتلال فإن المؤسسة زعمت في بيان لها أن “حماس تسببت في عدم تمكنها من توزيع الطرود الغذائية على مئات الآلاف من سكان غزة”، وهو ما نفته حماس، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وتعمل المؤسسة في مناطق من قطاع غزة تحت حماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي، في ظل غياب الشفافية بشأن مصادر تمويلها وآلية عملها.

وكانت العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها آلية عمل “مؤسسة غزة الإنسانية” لتوزيع المساعدات، لتكون البديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي حظرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

تأمين المساعدات

وأمس السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استعداده لتأمين المساعدات فور دخولها إلى القطاع وفق آليات ومعايير الأمم المتحدة، وذلك في إطار منع أي محاولات للسرقة أو الفوضى.

وشدد المكتب في بيان على أن الجهات الحكومية المختصة بالتنسيق مع مكونات المجتمع -خاصة عائلات وعشائر قطاع غزة- قادرة على ضمان تسهيل عمليات الإغاثة بكفاءة عالية، وذلك رغم الاستهدافات المتكررة التي أودت بحياة 750 من أفراد شرطة تأمين المساعدات الإنسانية وآلاف الموظفين العاملين في الدوائر الحكومية والبلديات.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطينيين في غزة إلى المساهمة الفاعلة في حماية قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية، ومنع أي اعتداء عليها أو انحراف في مسارها حتى تصل إلى أصحابها الحقيقيين من الأسر المحتاجة والمشردة التي دفعت الثمن الأكبر في الحرب.

وأكد البيان على أهمية الدور المحوري والضروري الذي تضطلع به الأمم المتحدة ووكالاتها الأممية المتخصصة في إيصال وتمرير المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين الذين جوّعهم الاحتلال، باعتبارها الجهة الدولية الرسمية التي تمتلك الشرعية القانونية والقدرة الميدانية.

وشدد على أن البدائل المطروحة لما تسمى المساعدات الإسرائيلية الأمريكية التي يشرف عليها ويتبناها جيش الاحتلال قد أثبتت فشلها الذريع على كل المستويات، كما انتهكت أبسط معايير العدالة والكرامة.

مجازر مستمرة

وكانت إسرائيل قد سمحت في 19 مايو الماضي باستئناف عمليات محدودة لتوزيع المساعدات تقودها الأمم المتحدة، وذلك بعد حصار استمر 11 أسبوعا للقطاع في أعقاب تأكيدات لانتشار المجاعة، لكن الأمم المتحدة وصفت السماح بدخول المساعدات إلى غزة بأنه “قطرة في محيط”.

ومنذ 27 مايو الماضي قُتل 110 فلسطينيين وأصيب 583 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى وجود 9 مفقودين خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من مراكز توزيع الغذاء التي تشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية” جنوبي القطاع.

وقالت الفصائل الفلسطينية إن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحولت لمصائد موت تستهدف أبناء الشعب الجياع في قطاع غزة، وتهدف إلى إنهاء مهمة وكالة الأونروا وتصفية القضية الفلسطينية.

ودعت الفصائل –في بيان لها – إلى الضغط على إسرائيل والإدارة الأميركية للعودة إلى توزيع المساعدات عبر المؤسسات الأممية، كما طلبت من جميع المنظمات الحقوقية الدولية والعربية ملاحقة الشركة الأميركية التي تنفذ -حسب البيان- دورًا أمنيا مشبوها وتسببت في مقتل أكثر من 126 فلسطينيا.

وحذرت الفصائل أبناء الشعب الفلسطيني من استدراجهم بوعود وهمية من الاحتلال أو – ممن وصفتهم بمرتزقته- من العملاء واللصوص، وحذرت العائلات والمؤسسات من التجاوب مع مخططات العدو الإسرائيلي في خلق بدائل مشبوهة عن الأونروا.

تجويع وقتل

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر منذ مطلع مارس الماضي بوجه المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل يوم 27 مايو الماضي تنفيذ مخطط مشبوه لتوزيع مساعدات عبر ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها “مهينة ومذلة”، إذ يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة.

ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى مُنقذ للحياة.

وحذرت مراكز حقوقية فلسطينية على نحو متكرر من مراكز توزيع المساعدات المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، التي تحولت إلى “مصائد للموت” يتم فيها استهداف الفلسطينيين وتعمد قتلهم.

ويقول الفلسطينيون إنهم يسلكون هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، وسط انعدام الخيارات للحصول على الطعام، في ظل مجاعة تهدد حياة أطفالهم بالموت.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى