تنظيم محكم بتقنيات متطورة.. السعودية تدير موسم الحج بحرفية عالية وأنظمة ذكية

رغم الاستعدادات المكثفة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لموسم الحج كل عام، إلا أن موسم حج 2025 يبدو مختلفًا في كثير من الأمور.
حيث تسعى السعودية هذا العام إلى تقديم تجربة حج استثنائية، تجمع بين التنظيم الدقيق والاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة، بهدف تيسير أداء الفريضة على ملايين الحجاج القادمين من مختلف بقاع الأرض، وضمان سلامتهم وراحتهم.
ويحمل موسم الحج هذا العام الكثير من المستجدات والإجراءات التي اتخذتها المملكة، كأكبر وأضخم تنظيم للحج في تاريخ المملكة، مع تنسيق متكامل بين الإجراءات الأمنية، التقنية، الصحية، واللوجستية التي تهدف إلى توفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن في ظل ظروف مناخية صعبة.
وتكشف استعدادات العام الحالي عن حرص المملكة على استثمار التكنولوجيا والكوادر البشرية لضمان أداء مناسك الحج بسلاسة وأمان، مع توجيه رسائل واضحة بالحزم في تطبيق الأنظمة لمنع الازدحام والمخالفات التي تهدد سلامة الحجاج.
وأكدت الجهات المعنية، أن موسم هذا العام يشهد تحولًا نوعيًا في آليات التنظيم، بإدخال الذكاء الاصطناعي والمسيّرات لأول مرة ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة وإصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود.
وقالت السلطات السعودية إن هذا العام يشهد تشديدًا كبيرًا على التأكد من مدى حصول الحاج على تصريح بالحج؛ حرصًا على سلامة ضيوف الرحمن، وضمانًا لتجربتهم الإيمانية الكاملة، في ظل تنظيم دقيق يليق بمكانة الشعيرة وعظمة المناسبة.
مجهود ضخم خلف الكواليس
في الوقت الذي تنشغل فيه عدسات الإعلام بنقل الشعائر والمشاهد الروحانية، يبقى الجزء الأكبر من القصة مختبئا خلف الكواليس، حيث يوجد آلاف الموظفين والمتطوعين والمهندسين والجنود والأطباء، وكل من يكرّس جهده لخدمة الحجاج، في مهمة تتكرر كل عام لكن لا تتشابه تفاصيلها أبدًا.
ويعمل أكثر من 30 ألف متطوع ومتطوعة في موسم الحج، موزعين على قطاعات متنوعة تشمل الترجمة والإرشاد والخدمات الطبية والإعاشة والدعم النفسي.
ويعد موسم الحج مشروعًا سنويًا ضخمًا يبدأ الإعداد له بمجرد انتهاء الموسم السابق، ويشارك في التخطيط والتنفيذ أكثر من 40 جهة حكومية وخاصة، و250 ألف موظف، حيث يجري تقييم شامل لكل ما حدث في الموسم السابق، بما في ذلك التحديات والحوادث الطارئة، ليتم البناء عليها في تحسين وتطوير الموسم الجديد.
وتبدأ فرق العمل بوزارة الحج والعمرة في عقد اجتماعات دورية منذ شهر محرم من كل عام، وتستمر بوتيرة تصاعدية حتى شهر ذي الحجة، وتشمل مراحل التخطيط تصميم جداول التفويج، ومسارات الحافلات، وتأمين الإعاشة، وتوزيع الخدمات الصحية، وربط البيانات المركزية بين الجهات المشاركة.
مركز القيادة والسيطرة
ويعد مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، الواقع في مشعر منى، قلب إدارة الحج، فمن هذا المركز تدار حركة الحشود، ويتم مراقبة كافة المواقع الحيوية في الحرم والمشاعر لحظة بلحظة.
وهذا المركز مزود بشاشات عملاقة تعرض بثا مباشرا من آلاف الكاميرات المنتشرة، كما يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الكثافة السكانية واكتشاف أي ازدحام غير طبيعي قد يتطلب تدخلا سريعًا.
وتتكامل خدمات المركز -الذي يعتمد بشكل أساس على ما يتوافر به من كاميرات عالية الجودة على امتداد المشاعر وفي المنطقة المركزية- مع ما تقدمه القيادات المركزية في الميدان لنقل الصورة مباشرة ومتابعة الحالات وتوجيه العاملين الميدانيين لهذه الحالات.
ويدار المركز في أغلب مراحل عمله عبر الوسائل التقنية الحديثة من خلال غرفة المراقبة التلفزيونية بالمركز، إضافة إلى متابعة الأحداث على مساحة أعمال الحج كاملة.
غرفة الرصد والتحكم
ومن غرفة القيادة إلى غرفة الرصد والتحكم، حيث يتم تتبع البيانات اللحظية المتعلقة بالحجاج منذ مغادرتهم بلدانهم وحتى عودتهم بعد أداء المناسك، مرورًا بجميع مراحل السكن والنقل والإعاشة والتفويج.
ويقول مدير الإعلام العام بوزارة الحج والعمرة مروان الزهري إن غرفة الرصد والتحكم ليست غرفة عمليات تقليدية، بل هي نموذج للحج الذكي، مضيفًا أن الغرفة تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات، وشبكة من الكاميرات والأنظمة المرتبطة بالمخيمات والمساكن والحافلات، لتقديم حلول استباقية، وليس مجرد ردود فعل.
ولفت الزهري إلى أن الغرفة تتابع بدقة عمليات تفويج الحجاج إلى الحرم المكي والمشاعر المقدسة، وتتحقق من التزام الجداول الزمنية لخروج الحجاج من مساكنهم وأدائهم الشعائر وعودتهم في الوقت المحدد، لضمان انسيابية الحركة وتقليل التكدس.
منظومة النقل
يعد نقل أكثر من مليوني إنسان في وقت واحد من مكة إلى منى، ثم إلى عرفات، فالمزدلفة، ثم العودة إلى منى، عملية لوجستية هائلة أشبه بإدارة حركة دول بأكملها في أيام معدودة، وتعمل منظومة النقل وفق نظام التفويج الزمني المحدد مسبقا.
وتسهم قطارات المشاعر التي تنقل آلاف الحجاج بين المواقع المقدسة، في تخفيف الضغط على الطرقات، خصوصًا في أوقات الذروة.
وتسخر منظومة نقل الحجاج أكثر من 45 ألف موظف وموظفة لتنفيذ خططها خلال موسم الحج، مع تجهيز أكثر من 7 آلاف رحلة طيران مجدولة من 238 وجهة حول العالم عبر 62 ناقلًا جويًا، باستخدام 12 صالة سفر في 6 مطارات، ووفرت أكثر من مليوني مقعد عبر قطار الحرمين بزيادة تقدر بنحو 400 ألف مقعد عن العام الماضي.
وقال المتحدث باسم منظومة النقل والخدمات اللوجستية لحج هذا العام، صالح الزوي، إنه تم رفع عدد رحلات قطار الحرمين إلى 75% بين محطة مطار الملك عبد العزيز ومحطة مكة المكرمة.
وأشار أنه من المتوقع تشغيل أكثر من 2500 رحلة في قطار المشاعر هذا العام لنقل أكثر من مليوني راكب خلال 7 أيام.
وفيما يخص النقل البري، قالت وزارة النقل السعودية إنه تم تجهز أكثر من 25 ألف حافلة و9 آلاف سيارة أجرة، وتخصيص 18 مسارا لنقل ضيوف الرحمن بين المدن، كما دشنت المنظومة مركز النقل العام لضمان سهولة وانسيابية حركة الحجاج.
ومن جانب آخر، كثفت قيادة طيران الأمن برئاسة أمن الدولة طلعاتها الجوية في سماء المدينة المنورة، ضمن خطة شاملة لموسم الحج، تهدف إلى متابعة حركة تنقل الحجاج وضمان انسيابية سير الحافلات التي تقل ضيوف الرحمن من وإلى المدينة، مرورًا بالمواقع الحيوية التي يقصدها الزوار.
وتُسهم هذه الطلعات الجوية في دعم أعمال الفرق الميدانية على الأرض، وتوفير قراءات مباشرة لحركة التفويج، ما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة تحفظ سلامة ضيوف الرحمن، وتضمن تحقيق أعلى درجات التنظيم والانسيابية في خط سير الحجاج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
حج بلا حقائب
ويقول المتحدث الرسمي للهيئة العامة للنقل السعودية صالح الزويد إن المبادرة النوعية لنقل الحقائب من المطارات إلى مساكن الحجاج دون الحاجة لحملها، قد أسهمت في التيسير على عشرات الآلاف من الحجاج ضمن مشروع “الحج بلا حقائب” الذي نُفذ بالتعاون مع عدة جهات لوجستية.
كما صرح الزويد بأن الوزارة أجرت أكثر من 270 ألف عملية فحص فني للحافلات ووسائل النقل المعتمدة للتأكد من استيفاء معايير السلامة. وشملت الاستعدادات أيضا تجهيز مناطق الاستراحة على الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة بأجهزة تكييف ودورات مياه ومياه شرب بما يضمن راحة الحجاج أثناء تنقلهم.
وأشار المتحدث إلى التوسع في تقنيات تبريد الطرق بنسبة 88% مقارنة بالعام الماضي لتشمل مسارات الحجاج في المناطق المجاورة لمسجد نمرة وقطار المشاعر، مما أسهم في خفض درجات الحرارة السطحية بمتوسط 12 درجة مئوية. كما تم توسيع نطاق تطبيق تقنية “الطرق المطاطية” بنسبة 33% بهدف تعزيز راحة الحجاج خلال تنقلاتهم في أجواء الصيف.
خدمات رقمية
مع تسارع التطور التقني، أصبح الحج أكثر رقمية من أي وقت مضى، فتطبيق “نسك” الموحد للحجاج يوفر خدمات شاملة، مثل الجداول الزمنية والخرائط التفاعلية والتعليمات الشرعية وأرقام الطوارئ.
كما تمكن بطاقة الحاج الذكية الجهات الأمنية من تتبع الحاج وتقديم الدعم له بسهولة، إضافة إلى تسهيل الدخول والخروج من المشاعر، وضمان توجيهه الصحيح.
وأعلنت وزارة الحج أن أكثر من 90% من العمليات الإدارية والخدمات اللوجستية أصبحت رقمية أو شبه رقمية في موسم 2025، مما يسهم في تقليل الأخطاء البشرية وزيادة الكفاءة.
ومن التقنيات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز سلامة الحجاج في موسم الحج لعام 2025، استخدام ساعات ذكية متطورة تراقب الحالة الصحية للحجاج لحظة بلحظة، تتميز هذه الساعات بتصميم يشبه الساعات التقليدية، مما يساعد في الحفاظ على خصوصية الحاج وعدم إشعاره بالعزلة.
كما أنها مزودة بتقنية تحديد المواقع GPS لتحديد موقع الحاج بدقة، مما يسهل تقديم المساعدة في حالات الطوارئ، وتُرسل البيانات التي تجمعها هذه الساعات إلى مركز صحة الافتراضي في مدينة الملك عبد الله الطبية بمكة المكرمة، حيث يتم تحليلها ومراقبتها من قبل فرق طبية متخصصة.
من ناحة أخرى أفاد متحدث منظومة الاتصالات والتقنية في الحج، سعد الشنبري، أن نسبة تغطية الجيل الرابع والخامس في مكة المكرمة والمدينة المنورة تجاوزت 99%، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في سرعة الإنترنت.
وحول الاستعدادات التكنولوجية، أشار إلى زيادة تقنية تبريد الطرق في المشاعر المقدسة بنسبة 82% مقارنة بالعام الماضي. ووضع أكثر من 10 آلاف نقطة وصول لخدمة الانترنت الواي فاي بالمشاعر المقدسة.
خيام ذكية
تشهد المشاعر المقدسة ومن بينها مشعر منى تحولا نحو المخيمات الذكية، التي تعيد رسم تجربة الإقامة الروحية بتقنيات هندسية متقدمة؛ فقد شهدت البنية التحتية في منى تطورًا ملحوظًا، شمل أنظمة التكييف المركزي، وتوزيع الطاقة، وتقنيات السلامة المتقدمة، بالإضافة إلى خدمات تفاعلية متصلة.
ويتم فى هذه المخيمات مراعاة الاستدامة والذكاء في تصميمها، بدءًا من الإنذار المبكر وحتى التوزيع المرن للكتل السكنية والخدمية.
ولم تعد الخيمة مجرد مأوى للحجاج، بل نقطة اتصال ذكية بأنظمة متكاملة تشمل الإرشاد، والطعام، والرعاية الصحية. وكل خيمة ترتبط بأنظمة بيانات مركزية تمكن من تحديد موقع الحاج وتقديم المساعدة الفورية، إلى جانب متابعة حركة التفويج والانسيابية داخل المشعر.
وتدار المخيمات الجديدة بأنظمة مراقبة دقيقة تراعي الكثافة السكانية المؤقتة دون التأثير على جودة المعيشة أو تدفق الحشود، وأصبحت أشبه بفنادق ميدانية عالية التنظيم تضم مراكز إسعاف متصلة شبكيًا، وأرضيات عازلة، وإضاءة ذكية، مع فرق صيانة تعمل على مدار الساعة.
الرعاية الصحية
يتطلب موسم الحج استعدادًا صحيًا على مستوى الكوارث، فإلى جانب الإجهاد الحراري والأمراض المزمنة، هناك احتمال دائم لظهور أمراض معدية أو طارئة.
وتدير وزارة الصحة السعودية أكثر من 25 مستشفى ميدانيا وثابتا، تضم أكثر من 5 آلاف سرير، وعيادات متنقلة، وفرق إسعاف عالية التجهيز، كما تنتشر فرق الاستجابة السريعة وفرق الصحة العامة لمراقبة أي أعراض وبائية.
ويشير الدكتور ناصر الفهيد، من الهلال الأحمر السعودي، إلى أن “الاستجابة لأي حالة طبية تبدأ في أقل من 8 دقائق داخل المشاعر بفضل الانتشار الواسع والدعم اللوجستي الكبير”.
وفعلت هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمة الإسعاف الجوي بـ (11) طائرة مخصصة لنقل الحالات الصحية الحرجة من الحرم المكي والمشاعر المقدسة، عبر (13) مهبطًا إستراتيجيًا موزعة بعناية لضمان سرعة الاستجابة الطبية في جميع المواقع، ضمن خطته التشغيلية لموسم الحج.
طائرات مسيرة لنقل الأدوية
واستعرض الجلاجل خلال مشاركته في ندوة الحج الكبرى التقنيات الصحية المتقدمة التي تم تفعيلها هذا العام، ومن أبرزها استخدام الطائرات المسيرة (درون) في نقل الأدوية الحيوية داخل المشاعر، مما أسهم في تقليص زمن التوصيل إلى نحو 5-6 دقائق.
وأشار إلى إنجاز الفرق الطبية في التعامل السريع مع السكتات الدماغية بكفاءة عالية، حيث قُدم العلاج خلال 16 دقيقة فقط، إلى جانب دور الروبوت الجراحي في مدينة الملك عبد الله الطبية في إجراء عمليات دقيقة تسهم في تسريع التعافي وتحسين جودة الرعاية.
الدرون “صقر”
وفى سياق تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلنت قوات الدفاع المدني في السعودية عن إدخال طائرة الدرون “صقر” ضمن منظومات الإطفاء والإنقاذ لأول مرة هذا العام، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه المبادرة النوعية بهدف تعزيز قدرات الاستجابة السريعة للحوادث ورصد التجمعات وتحسين كفاءة إدارة الحشود خلال موسم الحج، حيث تتمتع الطائرة بقدرات عالية على التحليق والرصد ونقل البيانات فورًا إلى غرف العمليات المركزية، ما يسهم في اتخاذ قرارات ميدانية دقيقة وفعالة.
مواجهة الحر الشديد
وفي إطار خطة مواجهة موجة الحر الشديدة التي تتزامن مع موسم الحج دعت السلطات السعودية الحجاج إلى التزام خيامهم من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا في يوم عرفة – الخميس المقبل- حفاظًا على صحتهم بسبب ارتفاع متوقع في درجات الحرارة فقد تتجاوز 40 درجة مئوية.
وكان وزير الحج السعودي توفيق الربيعة قد أفاد بأن المساحات المظللة توسعت بنحو 50 ألف متر مربع، كما تم وضع الآلاف من العاملين في المجال الطبي بحالة تأهب، إضافة إلى نشر أكثر من 400 وحدة تبريد طوال مدة المناسك.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فقد تجاوز إجمالي الخدمات الصحية المقدمة أكثر من 91 ألف خدمة، وذلك ضمن الجهود المشتركة بين مختلف مكونات المنظومة لتقديم رعاية صحية رفيعة الجودة والكفاءة، انسجاما مع مستهدفات برنامج “تحول القطاع الصحي” وبرنامج “خدمة ضيوف الرحمن” ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بيسر وأمان في بيئة صحية متكاملة تواكب أفضل المعايير العالمية”.
أكبر منظومة تبريد في العالم
من جانبها فعَّلت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منظومة تبريد هي الأكبر من نوعها في العالم، بطاقة تبلغ (155,000) طنٍ تبريد؛ لتوفير بيئة روحانية مريحة وآمنة لملايين الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم، وذلك في إطار الاستعدادات المكثَّفة لموسم حج 1446هـ.
ويعتمد المسجد الحرام على محطتين رئيستين هما: محطة الشامية بقدرة (120,000) طن، ومحطة أجياد بطاقة (35,000) طنٍ؛ لتغطية التوسعات والمساحات الشاسعة داخل البيت العتيق.
وتعمل هذه الأنظمة على الحفاظ على درجات حرارة معتدلة تتراوح بين (22 – 24) درجة مئوية، وسط استخدام تقنيات تنقية هواء متقدمة تزيل (95%) من الشوائب، مما يضمن جودة هواء مثالية تليق بضيوف الرحمن.
وتُنفذ الهيئة أعمال صيانة استباقية ومتواصلة تشمل استبدال قطع الغيار، وتأمين مواقع العمل، وإدارة الموارد بكفاءة، بما يواكب المتطلبات التشغيلية المرتفعة خلال موسم الحج، ويسهم في تعزيز استدامة الخدمات المقدمة في أطهر بقاع الأرض.
الحجاج غير النظاميين
إلى ذلك، تشدد السعودية الإجراءات ضد الحجاج غير النظاميين الذين لا يحملون تصاريح رسمية من السلطات، مشيرة إلى أنهم شكلوا 83% من إجمالي الوفيات التي سجلت أثناء مناسك الحج في العالم عام 2024، والتي بلغت 1301 وفاة.
وتم إطلاق حملة توعية في مراكز التسوق ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تحت شعار: “لا حج بدون تصريح”.
حيث أكدت وزارة الداخلية السعودية، أن المقيمين المخالفين لشرط الحصول على تصريح للحج سيعاقبون بالترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة (10) سنوات، مشددةً على أن الحصول على تصريح حج نظامي شرط أساسي لأداء فريضة الحج.
وأهابت وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج؛ التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، والمبادرة بالإبلاغ عن مخالفي تلك الأنظمة والتعليمات.