أخبار أميركاالراديومستشارك القانوني

أخطر أسباب حوادث الطرق في ميشيغان.. نصائح قانونية ووقائية من المحامية جمانا كيروز

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في إطار حملة التوعية التي تشهدها ولاية ميشيغان حاليًا حول مخاطر القيادة المشتتة والسلامة على الطرقات، أجرت الزميلة ليلى الحسيني حواراً خاصاً مع المحامية الأستاذة جمانا كيروز، المتخصصة في قضايا حوادث السيارات والإصابات الشخصية.

تضمّن اللقاء مجموعة من النصائح القانونية والوقائية الهامة للحد من ظاهرة تشتيت القيادة وحماية الأرواح على الطرق.

تعريف القيادة المشتتة
* أستاذة جمانا؛ اليوم نسلط الضوء على موضوع القيادة المشتتة، لو سألتك.. ماذا يعني تعبير القيادة المشتتة؟

** أي سلوك، بغض النظر عن طبيعته سواء كان عقليًا أو جسديًا، يشتت التركيز عن القيادة، فهو يعدّ قيادةً مشتتة، وإدارة السلامة الوطنية على الطرق العامة (NHTSA) التابعة للحكومة الفيدرالية تجري باستمرار دراسات لسلامة قائدي المركبات، وهي التي خصصت شهر إبريل من كل عام للتوعية حول موضوع القيادة المشتتة.

تعبير القيادة المشتتة يصف حالة القيادة غير المنضبطة أو التي بدون تركيز، والتي ينشغل فيها التفكير أو الجسد، وهو سلوك موجود في كل بلد، وليس محصورًا على الولايات المتحدة فقط، فمثلًا مجرد تغيير الموسيقى أو الحديث مع الراكب المجاور أو الحديث على الهاتف أو غيرها من السلوكيات التي تشتت التركيز والذهن هي جميعها من القيادة المشتتة.

غياب الالتزام
* برأيك ومن خلال ما مرَّ بك من حالات؛ إلى أي مدى يلتزم السائقون بأخلاقيات القيادة الصحيحة؟

** حوالي 1% تقريبا، لأن هناك سلوكيات عديدة نقوم بها أثناء القيادة وبتنا نعتبرها من العادات التي يمكن القيام بها، بالرغم من أن هذه تعتبر سلوكيات خاطئة وبها أنانية وتقصير، أغلبية من يقودون السيارات حول العالم لا يلتزمون بأخلاقيات القيادة السليمة.

في ولاية ميشيغان على سبيل المثال؛ نجد أن السبب الأول لوفيات الشباب والمراهقين من عمر 15 إلى 20 سنة، هي القيادة المشتتة، نتيجة استعمال الهاتف وأشياء أخرى من هذا القبيل، ومن المؤسف أنه رغم وجود القوانين إلا أنها غير مطبّقة، ونتيجة لعدم تطبيق القوانين لا يوجد رادع لقائدي المركبات المشتتين.

* برأيك لما لا يتم تطبيق القوانين رغم وجودها؟

** في الحقيقة لا أعلم، وأنا أستغرب كثيرًا من عدم تطبيق تلك القوانين، وبالمناسبة فإننا هنا في ميشيغان لدينا قانون (257.60 TP) يمنع استعمال الهاتف أثناء القيادة، ويعاقب من يستعمل الهاتف أثناء القيادة بمخالفة تكون في بدايتها 100 دولار، ويمكن للقاضي استبدالها بـ 16 ساعة في خدمة المجتمع.

وفي حالة التكرار، تكون ثاني مخالفة بعقوبة 250 دولار، و24 ساعة في خدمة المجتمع، أما في ثالث مخالفة فيتم إلزام السائق بالالتحاق بدورة تدريبية خاصة بالقيادة.

ولكن المؤسف في كل ذلك هو أن هذا القانون غير مطبّق، وربما يكون السبب في بعض المناطق بسبب نقص ضباط الشرطة، لكن على الأقل في المنطقة التي أعيش بها يوجد عدد كافي من الضباط لتطبيق القانون، وبالرغم من ذلك لا أعلم وأتعجب من عدم التطبيق.

نصائح هامة
* ما الذي ينقصنا، كمجتمع وكقانون، لنقول بثقة إننا نجحنا في تقليل القيادة المتهورة؟

** دعيني أولًا أقول إن الشخص الذي يقود سيارته بشكل مشتت نتيجة أنه يكتب شيئًا ما على هاتفه أثناء قيادته للسيارة فإن نسبة الخطر تزداد بـ 23% أكثر من الإنسان الذي يقود بدون فعل هذا السلوك.

وإذا لم يفكر الشخص بغيره وبالمجتمع، فعلى الأقل يجب أن يفكر في نفسه، فهناك خطر متزايد يتعرض له نتيجة السلوك الخاطئ الذي يمارسه أثناء قيادة سيارته.

ولا بد أن نقود سياراتنا بشكل آمن، وأن نعطي كل تركيزنا للفعل الذي نقوم به، فعندما نقود علينا أن نركز على القيادة، وعندما نأكل نركز في الأكل، وعندما نفعل شيئًا ما فعلينا أن نعطيه كل تركيزنا.

ولأن قيادة السيارة شيء خطير، فمن الضروري التركيز التام عندما نقوم به، وليس ما نراه اليوم حيث نجد الشخص يقود سيارته ويكتب على هاتفه أو يتحدث فيه، ويأكل ويغيّر الموسيقى، ويفعل العديد من الأشياء في نفس وقت القيادة.

لو رأينا مثلًا وارين بافت، الذي يعدّ من أغنى أثرياء العالم والولايات المتحدة، سنجد أنه ليس لديه هاتف جوال، وبالرغم من ذلك هو أثرى الأثرياء، فما بالنا نحن بأنفسنا ونحن نُصرّ على استعمال الهاتف أثناء قيادتنا للسيارة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى