تغطية خاصة- ترامب يصل إلى السعودية في مستهل جولته الخليجية

وصل الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في مستهل جولة بالمنطقة العربية تستمر 4 أيام وتشمل السعودية والإمارات وقطر، والتي وصفها البيت الأبيض بالتاريخية، وهي أول جولة خارجية رسمية له منذ انتخابه لولاية رئاسية ثانية.
وحطت طائرة ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، في مطار الملك خالد العاصمة السعودية الرياض، فيما رافقت الطائرة الرئاسية الأميركية مقاتلات “إف 15” سعودية.
ونشر نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، دان سكافينو، على حسابه في منصة “إكس”، فيديو وثق مرافقة المقاتلة السعودية لطائرة ترامب قبل أن تحط في المطار.
ووجه سكافينو الشكر للمملكة، قائلًا: “صباح الخير من طائرة الرئاسة.. شكرًا للسعودية على المرافقة، ودعم الرئيس ترامب، نقدّر ذلك جميعا”.
واستقبل ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الأمريكي والوفد المرافق له.
ورحب مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد، خلال انعقاده أمس الاثنين، بزيارة ترامب، متمنيا أن تسهم في تعزيز أواصر التعاون والشراكة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة.
واصطحب بن سلمان ترامب إلى استراحة قصيرة بصالة التشريفات في مطار الملك خالد، تبادلا خلالها الأحاديث الودية، وتناولا القهوة السعودية.
وبعدها وصل الرئيس ترامب، إلى قصر اليمامة بالرياض، حيث أعدت له مراسم استقبال مميزة في باحة القصر، وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في استقباله مجددًا، قبل الانتقال إلى داخل القصر لحضور مراسم زيارة دولة، والمشاركة في حفل قهوة وشاي آخر، واجتماعات ثنائية، استعدادًا لعقد قمة سعودية أمريكية مشتركة، ومراسم توقيع اتفاقيات بين الجانبين.
وفد كبير
ووفقًا لموقع “العربية” فقد رافق ترامب في زيارته للسعودية وفد كبير يضم العديد من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين، إذ رافقه وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، للمشاركة في الاجتماعات.
ومن المتوقع أيضًا أن ينضم وزير التجارة هوارد لوتنيك إلى الوفد. وقال مسؤولون كبار في البيت الأبيض، إن غالبية كبار موظفي البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز ومجموعة نواب الرئيس، يرافقون الرئيس أيضًا.
ومن بين المدعوين لحضور منتدى الأعمال السعودي الأميركي الذي يعقد اليوم الثلاثاء رئيس شركة تسلا إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي، فضلا عن الرؤساء التنفيذيين لشركات بلاك روك، وسيتي غروب، وآي بي إم، وبوينغ، ودلتا إيرلاينز، وأميركان إيرلاينز، ويونايتد إيرلاينز، وغيرها.
فعاليات مهمة
ومن المقرر أن يحضر ترامب منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض، ثم يتوجه إلى قطر غدا الأربعاء، ثم الإمارات بعد غد الخميس.
وفي الرياض، سيلتقي ترامب أيضا بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان.
وفي وقت لاحق اليوم، سيحضر ترامب مراسم استقبال رسمية مع ولي العهد، وتعريفا بالوفود، وغداء مع الرؤساء التنفيذيين لشركات سعودية، واجتماعات ثنائية، وتوقيع اتفاقيات في الديوان الملكي.
ومن المتوقع أيضا أن يُلقي ترامب كلمة خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، على أن تعقب ذلك جولة في منطقة الدرعية التاريخية وموقع الطريف المُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، قبل أن يختتم اليوم بتناول العشاء برفقة ولي العهد.
وتعتبر القمة التي ستعقد في السعودية حدثا بارزا في ظل التوترات الإقليمية والتحديات التي تواجهها المنطقة. ومن المنتظر أن تشهد القمة مباحثات هامة تتناول قضايا عدة بما في ذلك ملف فلسطين، بالإضافة إلى قضايا الأمن الإقليمي والاقتصاد والتنمية المستدامة.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قال ترامب أيضا إنه قد يسافر بعد غد الخميس إلى تركيا للمشاركة في محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجها لوجه.
لكنه أكد أنه لن يذهب إلى إسرائيل إلا في حال حدوث تطور ما في ظل رفض تل أبيب التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات عن استثمارات محتملة بتريليونات الدولارات.
وتعهدت السعودية بالفعل في يناير الماضي باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة.
عودة تاريخية
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، قد أكدت قبل الزيارة أن “الرئيس ترامب يتطلع إلى الشروع في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط”.
وقبل ثماني سنوات، اختار ترامب السعودية أيضاً كوجهة لرحلته الخارجية الأولى كرئيس، لتؤكد زيارته هذه مرة أخرى أهمية دور السعودية وقطر والإمارات الجيوسياسي المتزايد في المنطقة، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والتاريخية المتميزة بين الجانبين.
وتحمل الجولة دلالات سياسية واقتصادية واسعة، بالنظر إلى توقيتها في خضم تحديات إقليمية متسارعة، إلى جانب مكانة الرياض كشريك استراتيجي لواشنطن في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب.
وقالت مراسلة العربية ناديا البلبيسي إن ترامب يفضل منذ وقت طويل زيارة السعودية نظراً إلى تأثيرها في القضايا العالمية، إذ اختار الرياض مرتين في عام 2017 وفي الوقت الراهن، مشيرة إلى أن القبلة الاقتصادية الأولى لأميركا تتجسد في السعودية.
زيارات سابقة
ووفقًا لموقع “العربية” فقد كان عدد من الرؤساء الأميركيين زاروا السعودية على مدار العقود الماضية، في محطات تاريخية تعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، فضلا عن دور المملكة الفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار.
إذ بدأت الزيارات عام 1974 بزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون، فيما توالت زيارات عدد من الرؤساء السابقين، مثل جيمي كارتر، وجورج بوش الأب والابن كذلك، وبيل كلينتون، وصولاً إلى باراك أوباما وجو بايدن.
وفي خطوة تؤكد استمرار هذه الشراكة، عاد الرئيس الأميركي الحالي إلى السعودية بعد 8 سنوات من زيارته الأولى.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت سابقا أن زيارة ترامب إلى المملكة لن تغفل دورها في إطار استضافة المفاوضات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، ودورها في تهدئة التوترات في السودان واليمن.
كما أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، أن بلاده تثمن مبادرات السعودية في مجال دعم الحلول السياسية للنزاعات وجهودها المستمرة في تأمين أسواق الطاقة العالمية، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات دبلوماسية، إقليمية وعالمية.