أخبار العالم العربيرأي

زيارة ترامب الخليجية: ملفات ساخنة وأهداف غير معلنة

بقلم: ليلى الحسيني

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة رسمية إلى السعودية وقطر والإمارات غدًا الثلاثاء 13 مايو/أيار 2025، وهي الزيارة الأولى له في ولايته الرئاسية الثانية.

تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج، حيث يُتوقع أن تشهد توقيع اتفاقات استثمارية ضخمة تقدر بحوالي 600 مليار دولار من السعودية، إضافة إلى 1.4 تريليون دولار من الإمارات.

كما ستشهد الزيارة مباحثات حول مشاريع ضخمة بين قطر والولايات المتحدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.

وتحظى هذه الزيارة بمتابعة دقيقة من راديو صوت العرب، الذي يستعرض آخر التطورات، ويبرز تأثير هذه الاتفاقات على اقتصادات الولايات المتحدة ودول الخليج.

أهداف غير معلنة

على الرغم من الأهمية الاقتصادية للزيارة، فإن لها أيضًا أبعادًا سياسية تتجاوز الأهداف المعلنة، خاصة في ضوء القضايا العالقة في المنطقة مثل حرب غزة والملف الإيراني.

الملف السوري: تحولات وتحديات جديدة

فيما يتعلق بالملف السوري، تسعى الإدارة الأمريكية إلى معالجة التحولات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وتشير بعض المصادر الأمريكية إلى أن ترامب يخطط لتوسيع نطاق الجهود الدبلوماسية مع دول الخليج لدعم استقرار سوريا عبر استراتيجيات مشتركة مع الرياض وأبوظبي والدوحة.

ويُتوقع أن تركز المحادثات على دعم العملية السياسية في سوريا، والتي قد تشمل تعزيز التعاون مع الحكومة الجديدة بقيادة أحمد شرع.

ورغم حساسية موضوع رفع العقوبات السورية، فإن بعض التوقعات تشير إلى نية أمريكية لدراسة إمكانية رفع بعض العقوبات كجزء من جهود إعادة بناء سوريا، شرط توفير ضمانات حقيقية لوقف الانتهاكات المستمرة.

النفوذ الإيراني في سوريا: تحدي أساسي

يظل الملف الإيراني في سوريا من أبرز القضايا في المنطقة، حيث تُعرب دول الخليج عن قلقها من توسع النفوذ الإيراني ودوره في دعم النظام السوري السابق. في هذه الزيارة، من المتوقع أن تتناول المحادثات كيفية تقليص هذا النفوذ الإيراني في سوريا، بما في ذلك دور الولايات المتحدة في تشجيع إعادة تشكيل السياسة السورية بشكل أكثر استقلالية عن القوى الإقليمية المهيمنة.

حرب غزة والتسوية السياسية: ضغوط دبلوماسية

بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية، قد تشهد الزيارة أيضًا نقاشات موسعة حول الحرب المستمرة في غزة. تسعى الولايات المتحدة من خلال الزيارة إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، بينما تسعى دول الخليج إلى دعم جهود تحقيق وقف إطلاق النار وتمكين المساعدات الإنسانية.

في ذات الوقت، تُركّز الولايات المتحدة على ضمان تسوية سياسية طويلة الأمد قد تشمل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، مع شرط رئيسي هو إقامة دولة فلسطينية.

الملف النووي الإيراني: بحث عن توافق

تسعى واشنطن إلى تحريك ملف التفاوض النووي مع إيران، في وقت تسعى فيه الدول الخليجية إلى تقليص النفوذ الإيراني. قد تكون زيارة ترامب فرصة لإيجاد توافق بين الولايات المتحدة ودول الخليج حول كيفية التعامل مع إيران، سواء من خلال العودة إلى الاتفاق النووي أو عبر تعزيز العقوبات الاقتصادية.

من خلال هذه الزيارة، يتطلع الرئيس ترامب إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج، لكن الزيارة قد تترك تأثيرًا بالغًا في التحولات السياسية في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام، حيث تتداخل الأهداف الاقتصادية مع التحديات السياسية الساخنة.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى