بوساطة أمريكية.. هدنة مفاجئة بين الهند وباكستان بعد 4 أيام من التصعيد العسكري

في تطور مفاجئ بعد أربعة أيام من التصعيد العسكري المتبادل، أعلن الرئيس دونالد ترامب اليوم أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف فوري وكامل لإطلاق النار، بعد سلسلة هجمات استهدفت منشآت عسكرية على جانبي الحدود، وفقًا لما نشرته وكالة “رويترز“.
وجاء هذا الإعلان بعد وساطة أمريكية قادها ترامب شخصياً، إذ كتب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “بعد ليلة طويلة من المحادثات، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف كامل وفوري لإطلاق النار. هنيئاً للبلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء المبهر”.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحق دار، الاتفاق قائلاً إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ فوراً، بينما أوضحت وزارة الخارجية الهندية أن سريان التهدئة سيبدأ عند الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي. وأضافت الوزارة أن مسؤول العمليات العسكرية في باكستان اتصل بنظيره الهندي لتأكيد الاتفاق، وأن الجانبين سيجريان محادثة جديدة في 12 مايو.
وتزامن هذا التحول مع تصاعد المخاوف من احتمال انزلاق البلدين النوويين إلى مواجهة أوسع، بعد أن أعلن الجيش الباكستاني نيته عقد اجتماع لأعلى هيئة تشرف على الترسانة النووية، في حين أكدت وزارة الدفاع لاحقاً أنه لم يُحدّد موعد لهذا الاجتماع بعد.
وتعود شرارة التصعيد إلى الأربعاء الماضي، حين شنّت القوات الهندية ضربات جوية على أهداف قالت إنها “بنية تحتية إرهابية” في باكستان، وذلك رداً على مقتل 26 شخصاً في هجوم استهدف سياحاً هندوس في كشمير. باكستان نفت علاقتها بالهجوم، لكن التوتر تفاقم سريعاً، وتبادل الطرفان القصف وإطلاق النار، وتحدثت مصادر عن استخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ. وأسفرت المواجهات عن مقتل 66 مدنياً على الأقل على جانبي الحدود.
في هذا السياق، أشار مسؤولون هنود إلى أن “معاهدة مياه نهر السند” المبرمة بين البلدين عام 1960 لا تزال معلّقة، رغم وقف إطلاق النار. وكانت الهند قد أعلنت انسحابها من المعاهدة الشهر الماضي، ما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية المتوترة أصلاً.
ويُعد إقليم كشمير محور النزاع المزمن بين البلدين منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وقد خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب كشمير، إلى جانب العديد من الاشتباكات المتفرقة. وتتبادل الهند وباكستان الاتهامات بشأن دعم المتمردين والانفصاليين، ففي حين تتهم نيودلهي جارتها بدعم التمرد المسلح في كشمير، تؤكد إسلام آباد أنها لا تقدم سوى الدعم السياسي والمعنوي.
الاتفاق الأخير يعكس رغبة الطرفين في تجنب مزيد من التصعيد، لكنه لا يخفي هشاشة الوضع، وسط تراكمات من الخلافات والنزاعات التي لم تجد طريقها بعد إلى حلول جذرية.