باربي إدارة ترامب تثير الانتقادات.. مظهرها لا يناسب مهمتها

أثارت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، الملقبة بـ “باربي إدارة ترامب” العديد من الانتقادات بسبب مظهرها الذي تظهر به في العديد من الفعاليات الرسمية، والذي يرى كثيرون أنه لا يتناسب مع طبيعة منصبها الأمني الرفيع.
فخلال جولاتها بأنحاء الولايات المتحدة، تحرص نويم على ارتداء زي رسمي مختلف في كل مرة، ويكون من اللافت للنظر اهتمامها المفرط بمظهرها، وهو ما اعتبره البعض لا يتناسب مع مهمتها.
قائدة مصطنعة
ففي الأسبوع الماضي، ارتدت نويم سترة واقية من الرصاص من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، بينما تساقط شعرها البني المستعار على كتفيها، والتفت أظافرها المصقولة بعناية حول فوهة بندقية هجومية. وأثار ذلك المظهر غضب المذيعة ميجين كيلي المؤيدة بشدة لترامب، بحسب ما ذكرته صحيفة “تليغراف” البريطانية.
وشنت كيلي هجومًا لاذعًا على نويم وخاطبتها قائلة: “توقفي عن محاولة إضفاء طابع جذاب على المهمة، ووضع نفسك في وسطها وأنتي تتنكرين في هيئة أحد عملاء دائرة الهجرة والجمارك، وهو ما لم تكوني عليه.. كفى من هذا التألق”.
وتابعت كيلي: “إنها تتقمص شخصية عميلة في إدارة الهجرة والجمارك، وتفعل ذلك بشعرٍ مستعار كثيف يزن حوالي 11 كيلوغرامًا، لكن مكياجها ورموشها الاصطناعية التي تزن 13 كيلوغرامًا تتفوق عليها.. لا توجد رموش اصطناعية خلال عملية لوكالة الهجرة والجمارك”.
باربي إدارة ترامب
صور نويم المتكررة وهي تفرط في الاهتمام بمظهرها وجمالها جعل البعض يمنحها لقب “باربي وكالة الهجرة والجمارك”.
ومنذ صعودها على خشبة المسرح على أنغام أغنية “هوت ماما” لترايس أدكنز، خلال اجتماع مجلس المدينة في أول يوم لها في منصبها الجديد، اغتنمت نويم، 53 عامًا، كل فرصة لوضع نفسها في صدارة وفي مركز حملة الترحيل الجماعي التي يقودها ترامب.
وتولت نويم، التي تصف نفسها بأنها “زوجة وأم وجدة ومزارعة ومربية ماشية وصاحبة مشروع تجاري صغير”، وزارة الأمن الداخلي بعدما تبددت آمالها في أن تصبح نائبة الرئيس ترامب بسبب إعلانها إطلاق النار على كلبها.
وتُعدّ نويم من أوائل مرشحي ترامب لحقائب وزارية، والذين تم تأكيد تعيينهم من قبل مجلس الشيوخ. وتتولى قيادة وكالة ضخمة بميزانية قدرها 60 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 230 ألف موظف، يشرفون على كل شيء بدءًا من الجمارك وحماية الحدود الأمريكية والهجرة، وصولًا إلى الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ وجهاز الخدمة السرية.
مظاهر تثير الغضب
وعلى مدار أسابيع، نشرت الحاكمة السابقة لولاية داكوتا الجنوبية صورًا ومقاطع فيديو لها وهي ترتدي زيًا رسميًا، بينما تستعرض دورها في إدارة ترامب.
وفي رحلة إلى السلفادور، ارتدت نويم قبعة وزارة الأمن الداخلي، وأظهرت ساعة رولكس بقيمة 60 ألف دولار، بينما وقفت أمام عشرات المجرمين الموشومين في سجن البلاد الضخم.
وظهر خلفها مجموعة من السجناء برؤوس حليقة وصدور عارية، محشورين في زنازينهم في مركز احتجاز الإرهابيين شديد الحراسة (سيكوت)، بينما كانت تحذر المهاجرين من دخول الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية.
وخلال أسبوع واحد فقط من شهر مارس/آذار الماضي، ارتدت نويم أزياء مختلفة، من ذلك سترة طيار جلدية في قمرة قيادة طائرة مراقبة من طراز لوكهيد سي-130 هيركوليز، وزيّ خفر السواحل مع أحمر شفاه وردي فاقع أثناء قيادتها قارب دورية.
كما ارتدت زيّ هيئة الجمارك وحماية الحدود أثناء تهنئة العملاء على القبض على مهربي مخدرات على الحدود، وزيّ رجال الإطفاء، والتقطت لها صورة مع خرطوم مياه أثناء مساعدتها في إخماد حريق على متن مروحية تدريب.
لكن ما فجر الغضب هو مشاركتها في عملية مداهمة نفذتها إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية الأسبوع الماضي في فينيكس بولاية أريزونا، حيث ظهرت وهي تحمل بندقية مصوبة نحو رأس أحد العملاء.
مكان غير مناسب
وأشادت المذيعة ميغين كيلي بأداء نويم في منصبها الجديد قائلة “إنها تؤدي عملاً رائعاً. أداؤها كوزيرة للأمن الداخلي، من وجهة نظري على الأقل، كان مذهلاً”، لكنها قالت “لا أطيق هذه الصور التذكارية يا رفاق.. أعتقد أنها تُضعف من شأن إدارة الهجرة والجمارك، ووزارة الأمن الداخلي.. إنها ليست عميلة.. إنها مسؤولة عن السياسات الإدارية، وعيّنها ترامب لأنها كانت وفية له للغاية”.
وأضافت “لا يريدونكِ هناك، حتى لو كنتِ تعلمين أنكِ امرأة جذابة ترغب فقط في ذلك.. لا يريدونكِ.. هناك أرواح على المحك”.
كما انتقدت كيلي الوزيرة بسبب خدعة سجن السلفادور، قائلةً إن السجناء “استُخدموا كدعائم لصورة لها وهي ترتدي قميصًا ضيقًا، وشعرها مُجعّد ومصفّف بشكل مثالي، ومرة أخرى المكياج”.
من جانبه، انتقد جوناثان ت. غيليام، الضابط السابق في قوات النخبة البحرية الأمريكية، والمشير الجوي الفيدرالي، وعميل مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص نويم واتهمها في منشور له بـ”التقليل من قيمة عملها”. وتساءل “هل أنتِ وزيرة الأمن الداخلي أم مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي؟”.
وأضاف: “ما لم يُمنح لك هذا السلاح، فلا ينبغي لك استخدامه لنشر المنشورات والتقاط الصور. العبث بالأسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي سيؤدي إلى فصل أي شخص يعمل تحت إمرتك من العمل”.
أما ميغان ماكين، ابنة السيناتور الراحل جون ماكين، والمقدمة المشاركة أحيانًا لبرنامج The View، فانتقدت بشدة الظهور الإعلامي الأخير لنويم، وقالت “لا أعتقد أن وجود شعر ومكياج ووصلات شعر تزن 60 رطلًا أمر يناسب ما تفعلينه”.
كما انتقدت توجيهها البندقية لرأس أحد الضباط وقالت “أنا من أريزونا وأمارس إطلاق النار منذ أن كنت طفلة… كان بإمكانها تفجير رأس ذلك الرجل، أي شخص لديه ولو معرفة سطحية بسلامة الأسلحة يعرف ذلك”.
انتقادات داخل الوزارة
ويبدو أنه ليس فقط المذيعون هم من أبدوا استياءهم من نهج السيدة نويم في أداء وظيفتها – بل إن ضباط الأمن الداخلي أيضاً بدأوا يشعرون بالملل من أدائها.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فقد تم وضع صور مؤطرة للسيدة نويم، بما في ذلك صورة لها وهي ترتدي قبعة رعاة البقر على ظهر الخيل مع وجود ضباط دورية الحدود حولها، في مكاتب في جميع أنحاء الوكالة.
وقيل أيضًا إن ضباط دائرة الهجرة والجمارك شعروا بالإحباط من السيدة نويم عندما انضمت إلى غارة تم تنفيذها قبل الفجر في مدينة نيويورك في 28 يناير الماضي، ونشرت عن العملية على وسائل التواصل الاجتماعي قبل اكتمالها، وهو ما قالوا إنه قوض عنصر المفاجأة.
وقالت تريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، إن المداهمة كانت قد اكتملت تقريبًا عندما نشرت السيدة نويم ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ينزعج موظفو الوكالة من سفر نويم المستمر وعدم ظهورها في مقر واشنطن العاصمة إلا لبضع ساعات أسبوعيًا.
في المقابل، دافع آخرون عن نويم، وقال عضو الكونغرس الجمهوري مايكل غيست لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “أعتقد أن وجودها في الميدان أمر رائع، لقد كانت مع الرجال والنساء الذين يخدمون، كما كانت على الحدود، وزارت السلفادور”.
وأضاف: “نحن حاجة إلى المزيد من الأشخاص المستعدين للخروج من مكاتبهم، والنزول إلى الميدان لرؤية الرجال والنساء الذين يعملون هناك، والتعرف على احتياجاتهم بشكل مباشر”.
وتتجاهل نويم الانتقادات، كما أنها لا تظهر أي إشارة إلى تباطؤ ظهورها الإعلامي المثير للجدل، وقالت في مقابلة على قناة فوكس نيوز: “أستيقظ كل يوم لأجد انتقادات جديدة.. الأمر يختلف كل يوم، لذلك أحاول ألا أهتم بالضجيج”.
وأضافت: “من الواضح أنني أسترشد بالأشخاص الذين أعمل معهم كل يوم ليكون مظهري مناسبًا للموقف الذي أتواجد فيه وأتخذ نفس الاحتياطات التي يتخذونها”.
وتابعت: “أود أن أخبركم أنني أشرف على 26 قسمًا مختلفًا في وزارة الأمن الداخلي، وهم فخورون جدًا باستعدادي لارتداء قبعة دائرة الهجرة والجمارك، وسترة قسم التحقيقات الأمنية، وارتداء ملابس رسمية، والفخر بهم وبعملهم. لم يكن لديهم ذلك مع فريق القيادة السابق”.