علماء يتظاهرون ضد ترامب في واشنطن.. وأمريكيون يستهدفون سيارات إيلون ماسك

تتواصل ردود الفعل الغاضبة في شوارع الولايات المتحدة على قرارات الرئيس دونالد ترامب ومستشاره الملياردير إيلون ماسك بشأن خفض الإنفاق وطرد الموظفين الفيدراليين.
وفي هذا الإطار قالت شبكة CNN إن الدور الذي يمارسه ماسك في الحكومة الأمريكية يعقد نظرة الجمهور لشركة تسلا، حيث باتت أسهم الشركة تحت الضغط، وبدأ بعض السائقين يتخلصون من سيارات تسلا الخاصة بهم، بينما يقول آخرون إنهم يتعرضون للاستهداف أثناء قيادة سياراتهم في الشوارع، حيث يحاول البعض تحطيمها.
وانخفضت أسهم تسلا 45%، مقارنة بذروتها عند إعلان فوز ترمب في ديسمبر الماضي، لتفقد الشركة 96% من مكاسبها التي تحققت بعد الانتخابات، كما تراجعت مبيعاتها في أوروبا والولايات المتحدة والصين، ما أثار تساؤلات بشأن مدى ارتباط ذلك بطبيعة الدور الجديد لمالكها إيلون ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية.
واعتبرت شبكة CNN أن انخفاض أسهم تسلا “يعكس امتداد غضب الليبراليين وموظفي الحكومة الأميركية من ماسك ليشمل مستثمرين”، مشيرة إلى أن أسهم الشركة خسرت 38% من قيمتها الإجمالية منذ بدء ماسك في ممارسة نفوذه داخل إدارة ترامب.
احتجاج العلماء
من ناحية أخرى تجمع مئات من العلماء والباحثين على درجات نصب لنكولن التذكاري بعد ظهر أمس الجمعة للاحتجاج على التخفيضات الأخيرة التي أجراها الرئيس ترامب على الإنفاق الحكومي على مؤسسات البحث، وفقًا لصحيفة The Hill.
وكانت إدارة ترامب قد اتخذت خطوات لتعطيل العمليات في أكبر مؤسسات البحث الفيدرالية في البلاد منذ أواخر يناير الماضي، حيث قامت بتجميد المنح الصادرة عن المعاهد الوطنية للصحة، وإصدار أوامر تنفيذية بشأن الجنس والنوع الاجتماعي والتنوع والمساواة والإدماج. وقامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بحذف بياناتها الصحية من موقعها من أجل الامتثال لتلك الأوامر.
وفي الآونة الأخيرة، أصدرت إدارة ترامب سياسة لخفض التمويل الحكومي للمعاهد الوطنية للصحة من خلال خفض مبلغ تمويل المنح الذي يمكن أن يذهب إلى تكاليف النفقات العامة.
والمعهد الوطني للصحة هو أكبر ممول للطب الحيوي في العالم، وقد أنفق 35 مليار دولار على منح الأبحاث في العام الماضي وحده. وذهب حوالي 9 مليارات دولار من هذه الأموال إلى “التكاليف غير المباشرة” مثل الرسوم المرتبطة بصيانة المرافق ورواتب العاملين الإداريين.
وقد حدد المعهد الوطني للصحة معدل “التكاليف غير المباشرة” بنسبة 15% من إجمالي المنحة. وفي الماضي، استخدمت العديد من الجامعات ومؤسسات البحث ما بين 30% إلى 60% إضافية في تمويل المنح لتغطية هذه النفقات.
وانتقد الباحثون هذه الخطوة، زاعمين أن خفض معدل “التكلفة غير المباشرة” من شأنه أن يوقف الأبحاث التي من شأنها إنقاذ حياة البشر في علاج أمراض مثل السرطان ومرض الزهايمر.
وكان من بين المتظاهرين فرانسيس كولينز، الرئيس السابق للمعاهد الوطنية للصحة، والسيناتور كريس فان هولن (ديمقراطي من ماريلاند)، والنائب جيمي راسكين (ديمقراطي من ماريلاند)، والمدير السابق لوكالة ناسا والسيناتور بيل نيلسون، والنائب بيل فوستر (ديمقراطي من إلينوي)، والشخصية التلفزيونية السابقة والعالم بيل ني.
وتحدث في المؤتمر أيضًا علماء فيدراليون سابقون وعلماء غير متخصصين وطلاب وعاملون في مجال الرعاية الصحية ودعاة حقوق ذوي الإعاقة، حيث انتقدوا ترامب وحكومته، وخاصة إيلون ماسك وعمله كرئيس لإدارة كفاءة الحكومة.
وأكد المتظاهرون أن الهجوم على العلم هو هجوم على الأميركيين. وقال السيناتور فان هولين: “عندما تدافع عن العلم، فإنك تدافع عن صحة ورفاهية الشعب الأمريكي”.
فيما أكد فرانسيس كولينز أن هناك حاجة إلى تمويل قوي للبحث العلمي والوكالات العلمية الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل القلق المتزايد بشأن فيروس إنفلونزا الطيور H5N1، وتفشي مرض الحصبة في الجنوب الغربي، و”المرض الغامض” الذي ابتلي به جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد اعتُبِرت مظاهرة الجمعة بمثابة إحياء لـ”مسيرة العلم” التي نُظِّمَت خلال ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض. وقد نُظِّمَت سلسلة من الاحتجاجات عبر الأقمار الصناعية في مختلف أنحاء البلاد بينما تجمع الناس في واشنطن.