
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تكثّف المنظمات الإنسانية جهودها لدعم الأسر المحتاجة حول العالم. وفي هذا السياق، تستعد منظمة لايف للإغاثة والتنمية لإطلاق مجموعة من المشاريع خلال شهر رمضان المقبل داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وتهدف المشاريع الرمضانية لمنظمة لايف هذا العام، إلى توفير المساعدات الغذائية والوجبات الساخنة للمحتاجين، بالإضافة إلى دعم اللاجئين والعائلات ذات الدخل المحدود في مناطق الأزمات والحروب.
لمناقشة تفاصيل هذه المشاريع، كان معنا في ضيافة راديو صوت العرب من أمريكا، السيد عمر الريدي، المتحدث الرسمي باسم منظمة لايف والمنسق العام لبرامج الإغاثة في الشرق الأوسط.
تناول اللقاء أهم إنجازات منظمة لايف خلال العام الماضي، ومشاريع المنظمة خلال شهر رمضان المقبل، وخلال العام الجديد 2025، ونظرة على المبادرات التي أطلقتها لايف، بما في ذلك توزيع المساعدات الغذائية والوجبات الساخنة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
كما تناول اللقاء أثر مشاريع رمضان، وقصص النجاح التي حققتها المنظمة خلال المبادرات السابقة، والتأثير الإيجابي لهذه المشاريع على المجتمعات المستفيدة، مع التركيز على استدامة الدعم خلال العام.
وتطرق اللقاء لموضوع التمويل، وكيف تعمل المنظمة على تأمين الموارد اللازمة لمشاريعها، والتحديات التي تواجهها في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية. كما حدثنا الريدي عن دور منظمة لايف في تعزيز التعاون بين الجمعيات المحلية والدولية لضمان وصول المساعدات للمستحقين بفعالية.
خريطة إغاثية واسعة
* أهلا بك سيد عمر، جهود كبيرة يقودها فريق الإغاثة في لايف على مدار العام، نركز اليوم على مشروعات لايف في شهر رمضان، وفي البداية نودّ منك أن توضح لنا ما هي هذه المشاريع؟
** بدايةً؛ كل عام وحضرتك وكل السادة المستمعين بخير وصحة وعافية، في الحقيقة لقد شهدنا كوارث إنسانية عديدة خلال الـ 3 سنوات الماضية، ولكن من أهم ما ميّز منظمة لايف أنها لم تتأخر في أي وقت عن إكمال كافة المشروعات؛ سواء كانت الإغاثية أو التنموية أو الإنسانية أو حتى الموسمية.
وبالتزامن مع استعدادنا لرمضان لا تزال هناك أزمات إنسانية في سوريا ولبنان وغزة والسودان، وهي نصب أعيننا حتى مع تجهيزاتنا لموسم رمضان وانشغالنا بها.
وخلال رمضان هذا العام؛ نوفر السلال الغذائية في 40 دولة حول العالم، ونقيم الإفطارات الرمضانية في 15 دولة بشكل يومي. والدول التي نوفر فيها السلال الغذائية هي: مصر والسودان والمغرب وساحل العاج وموريتانيا ومالي والسنغال وغامبيا وغانا وسيراليون والصومال وأرض الصومال وكينيا وتشاد وأثيوبيا وجيبوتي والنيجر ونيجيريا وتوجو وتنزانيا وأوغندا.
وكذلك في الضفة الغربية وغزة والعراق ولبنان وسوريا، وأفغانستان والهند وباكستان وبنجلاديش وميانمار وتركيا، وإندونيسيا وسيرلانكا وماليزيا والبوسنة والأردن واليمن، وكذلك في داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
تحديات وحلول
* كيف تؤمن المنظمة مواردها من أجل تنفيذ كل هذه المشاريع، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها؛ وأهمها التمويل والتحديات اللوجستية؟
** العديد من المؤسسات الآن لديها تخوف كبير، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع بسبب وقف الدعم من “USAID”، ولكننا كنا سعداء بشكل خاص لأن المتبرعين لدينا، وعلى رأسهم مستمعي راديو صوت العرب من أمريكا، يثقون فيما تقوم به، ونحن نعوّل دائما على الشفافية والمصداقية وتقاريرنا الدورية، وهو ما يزيد من ثقة المتبرعين كي يواصلوا تبرعاتهم لنا.
ونحن لا ندخر جهدًا لإيجاد المنح والتبرعات من أجل إيصال المساعدات العاجلة أو الموسمية إلى كل المحتاجين في كل مكان يمكننا الوصول إليه والعمل فيه.
أهل غزة
* أنت الآن موجود في مصر، وربما التحدي الأكبر الذي يُنظر إليه اليوم هو حال أهلنا في غزة، صحيح أن الحاجة كبيرة في كل البلدان المجاورة أيضا مثل سوريا ولبنان وغيرهما، ولكن غزة تظل هي المعضلة الأكبر، حدثنا عن التحديات التي تواجهكم في عملكم على إغاثة أهل غزة؟
** كان هناك العديد من المتبرعين منذ بداية الصراع في غزة، وكان لمتابعي راديو العرب من أمريكا باعًا كبيرًا في هذا الأمر، وتم تأمين عدد كبير من الخيام، ومع فتح المعابر وتحقيق كافة الاشتراطات تمّ إدخال بعضًا من تلك الخيام، ثم توقفت المعابر فتوقف إدخال الخيام لفترة طويلة جدا وصولًا إلى بداية الهدنة الحالية، حيث تم إدخال 3000 خيمة تخص منظمة لايف إلى شمال قطاع غزة، وتمّ إنشاء 3 مخيمات حتى الآن في تل الهوى والزيتون وجباليا.
وسبب تواجدي في مصر الآن؛ هو أننا نقلنا كافة عمّال مصنع الخيام الذي كان يعمل لصالحنا في تركيا إلى مصر، وذلك لتصنيع 1000 خيمة في اليوم، والباب الآن مفتوح لإدخال الخيام، فنحن لا نعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك، ونوجه الآن دعوة لكافة المستمعين لتوفير الحاجة الماسة لأهل غزة وهي الخيام.
وسعر الخيمة قد ازداد بسبب التضخم؛ فباتت تتكلف 500 دولار بدلًا من 400 دولار، والخيمة يمكنها أن تنقذ عائلة من البيات في العراء، وكل ما ندعو إليه الآن هو أن نسرع في تقديم التبرعات من أجل إدخال أكبر قدر من الخيام والمساعدات قبل أن تنتهي الهدنة، وأؤكد للمتبرعين بأن الخيمة التي تتبرع بقيمتها تصل لأهلنا في غزة بعد 10 أيام من تقديم التبرع.
* هل تقبلون كل التبرعات؛ أتحدث هنا عمن يعجز عن التبرع بـ 500 دولار كسعر للخيمة؟
** نعم، بالطبع، وأودّ أن أشير هنا إلى أنه حتى الآن لم تدخل الكرافانات، ولكن كل يوم يمكننا إدخال الخيام والبطاطين والأطعمة المجمدة والملابس والسلال الغذائية، وللعلم فإن الكرافان يكلّف من 5500 دولار إلى 6000 دولار، ونحن نحاول الآن التركيز على ما يمكن إدخاله، وما يشكل أولوية لأهل غزة.
والقوافل الإغاثية تدخل من مصر عن طريق معبر كرم أبو سالم، ومن الأردن والضفة الغربية تدخل عن طريق معبر إيرز، ومكتبنا في الأردن يرسل الخيام والأرز المدعم بالفيتامينات، وهو مرسل من أمريكا، ومن الصفة الغربية نرسل الأدوية، ومن مصر نرسل الخيام والبطاطين والدجاج المجمد والملابس والطحين ومستلزمات الشتاء.
* أشرت إلى ضرورة السرعة في التبرع لهذه المشاريع الحيوية والهامة، الخيمة أولًا، والمواد الغذائية كذلك، كم تبقى من الزمن لانتهاء الهدنة الأولى ومن ثمَّ قد يحدث منعًا لإدخال المساعدات؟
** ليس هناك توقيت محدد، ولكن المرحلة الأولى من الهدنة استمرت 6 أسابيع، ونأمل أن تستمر الهدنة في المراحل التالية.
مبادرة “أنا إنسان”
* الأبرز هذا العام هو إطلاق مبادرة “أنا إنسان”، وهي مبادرة إنسانية بشراكة مع راديو صوت العرب من أمريكا، تهدف إلى تعزيز الوعي بقضايا المحتاجين وتسليط الضوء على أهمية التضامن الإنساني خلال شهر رمضان، هذه الحملة ليست مجرد حملة إغاثية بل رسالة قوية تؤكد على حق الجميع في العيش بكرامة، نودّ منك أن تركز على المشاريع والمساعدات التي تقدمها لايف خلال شهر رمضان عبر مبادرة “أنا إنسان”.
** كمدير لمشروعات لايف؛ فأنا لا أعتبر أن الكارثة الإنسانية موجودة في غزة وحدها، بل هناك أزمات ملحّة أيضا في سوريا ولبنان والسودان، ونحن هذا العام لم نتوقف طويلًا عند عدد السلال التي سنوزعها في كل بلد، بل ضمان جودة السلال الموزعة، فقد حرصنا على أن تكون السلة الغذائية التي تكلف 150 دولار كافية للأسرة المكونة من 5 إلى 7 أفراد، وأن تكفيهم طوال الشهر كاملًا.
كما ركزنا في اختيار مكونات كل سلة توزع في كل بلد ألا نختارها نحن بينما نمكث في أمريكا، بل تم اختيارها حسب طبيعة كل بلد ووفقًا لإرشادات مكاتبنا في تلك البلدان، وأيضا راعينا أسعار المكونات في كل بلد، وراعينا أن تشمل السلة كل المكونات التي تضمن الحق الإنساني لفرد صائم وفقير في أن يتناول وجبة صحية مناسبة، فكنا حريصين على ارتفاع الجودة وزيادة الكمية.