انفراجة في المفاوضات تنقذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من الإنهيار

كشفت مصادر لقناة “الجزيرة” القطرية عن نجاح الاتصالات التي أجراها الوسطاء لاستمرار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والذي كان مهددًا بعد بعد إعلان حركة حماس تأجيل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين حتى التزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني حسب بنود الاتفاق.
وقالت المصادر إن الوسطاء أكدوا التزامهم بتنفيذ جميع بنود الاتفاق بما فيها البروتوكول الإنساني، وأنه سيتم دخول البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة اليوم إلى القطاع، بعد تعطيل الاحتلال ذلك خلال الأيام الماضية.
تقدم في المفاوضات
وفي الإطار نفسه أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى حدوث تقدم في مسار التفاوض، وذكرت أنه سيتم إطلاق سراح 3 إسرائيليين يوم السبت القادم كما هو متفق عليه، وفي المقابل ستذهب المساعدات التي تحجبها إسرائيل إلى شمال قطاع غزة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بالاتفاق على السماح بإدخال الكرفانات والمعدات الهندسية الثقيلة إلى قطاع غزة فورًا لاستمرار الاتفاق وفق المنصوص عليه.
بالمقابل، أكدت حركة حماس – في بيان لها- الاستمرار بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد.
وأضافت أنها أجرت مباحثات مع الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى خاصة بعد خروق الاحتلال.
ودعت حماس الشعب الفلسطيني ومقاومته إلى مواصلة التصعيد والانتفاض في وجه الاحتلال ومستوطنيه. وقالت إن وفدها عقد اجتماعا بالقاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية، حسن رشاد، وأجرى مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ولفتت إلى أن الاتصالات ركزت على إدخال الخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة.
وأشارت إلى أن المباحثات سادتها روح إيجابية والوسطاء في مصر وقطر، أكدوا المتابعة لإزالة العقبات وسد الثغرات.
وكانت حماس أعلنت – في وقت سابق اليوم- أنها غير معنية بانهيار اتفاق غزة، وأنها حريصة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإلزام الاحتلال به كاملًا.
وشددت على أن لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
المرحلة الثانية
وشددت حماس على ضرورة البدء الفوري لمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وأكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، رفض الحركة أي مماطلة من الاحتلال الإسرائيلي.
وقال النونو، في لقاء مع قناة “الجزيرة” إن مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق لم تبدأ حتى الآن، مشددًا على ضرورة الشروع فيها فورًا، وحمّل الاحتلال مسؤولية أي تأخير فيها.
وأكد التزام حماس بتعهداتها في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفق الجداول الزمنية، مشيرًا إلى أن الحركة تحدثت بوضوح مع الوسطاء بضرورة التزام الاحتلال بما عليه.
ونوه النونو إلى أن دور الوسطاء يتمثل بتذليل العقبات أمام الاتفاق، كاشفا في الوقت نفسه عن وجود لجان في العاصمة المصرية القاهرة لمتابعة تنفيذ الاتفاق من كل جوانبه.
وشدد على أن الجزء الإنساني مرتبط بقضية الأسرى ووقف إطلاق النار، وأضاف “معنيون باتفاق وقف إطلاق النار، ونريد أن يؤدي الاحتلال التزاماته من دون انتقاص”.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وتعتزم إسرائيل إطلاق سراح قرابة 2000 أسير فلسطيني، بينهم 290 من المحكومين بالسجن المؤبد و1687 بأحكام متفاوتة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا محتجزا بقطاع غزة.
وحتى الآن، جرت مراسم تسليم 5 دفعات من الأسرى الإسرائيليين في مختلف مناطق القطاع مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، فيما ينتظر تسلسم الدفعة السادسة يوم السبت المقبل.