ترامب سيلتقي بوتين في السعودية وتوقعات ببدء مفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه قد يلتقي قريبًا نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، مشيرًا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأن هذا اللقاء.
ووفقًا لشبكة CNN فقد قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، بعد ساعات من اتصال هاتفي بينه وبين بوتين : “نعتقد أننا سنلتقي في السعودية، حيث سنعقد الاجتماع الأول”. وأكد أن موعد هذا الاجتماع لم يتم تحديده بعد، لكنه أشار إلى أنه قد يكون “في المستقبل غير البعيد”.
وعندما سُئل عن مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال ترامب إنه لن يكون حاضراً الاجتماع، وأضاف: “ربما نعقد اجتماعاً أول ثم سنرى ما يمكننا فعله بشأن الاجتماع الثاني”، وتابع: “سأفكر في الذهاب إلى أوكرانيا، سأفكر في الأمر لا مشكلة”.
وأشار ترامب إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلعب دورًا في المناقشات المحتملة التي ستجري بينه وبين بوتين.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد قال إن ولي العهد السعودي كان له دور فعال في إطلاق سراح الأمريكي مارك فوجل الذي كان محتجزًا في روسيا وأطلق سراحه مؤخرًا.
ونقلت شبكة CNN عن مصدر قوله إنه من المتوقع أن يحضر ترامب اجتماعًا يستضيفه صندوق الثروة السيادي السعودي في ميامي الأسبوع المقبل.
مفاوضات إنهاء الحرب
وكان ترامب قد قال أمس إن المفاوضات لإنهاء الحرب على أوكرانيا ستبدأ “على الفور”، مشيرًا إلى أنه أجرى مكالمة هاتفية “طويلة ومثمرة للغاية” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقًا لشبكة CNN فقد جاءت المكالمة، التي تعد أول محادثة معروفة بين الرئيسين منذ تولي ترامب منصبه الشهر الماضي، في الوقت الذي أوضح فيه ترامب لمستشاريه أنه يريد إنهاء الصراع في أوكرانيا بسرعة.
ولم يتحدث سلفه، جو بايدن، إلى بوتين منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، معتقدًا أنه لا يوجد الكثير مما يمكن التوصل إليه من التحدث إلى زعيم اعتبره مجرم حرب.
وكان آخر رئيس أمريكي زار روسيا هو باراك أوباما في عام 2013، عندما حضر قمة مجموعة العشرين. بينما زار بوتين الولايات المتحدة آخر مرة في عام 2015 لحضور اجتماعات الأمم المتحدة.
ملامح تسوية
ومع استئناف الزعيمين ترامب وبوتين بعد فترة طويلة من الصمت بين البيت الأبيض والكرملين، أصبحت ملامح خطة تسوية الأزمة أكثر وضوحًا.
وأشارت كل من واشنطن وموسكو، إن ترامب وبوتين انتهجا لهجة تصالحية خلال المكالمة. وقال الكرملين إن ترامب وبوتين تحدثا لمدة 90 دقيقة تقريبًا.
وكان ترامب يشير منذ أسابيع إلى رغبته في التحدث مع بوتين بينما يعمل على حل الصراع في أوكرانيا. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يأملون أن ينذر “تبادل” الأسرى، الذي تم الثلاثاء، بجهود متجددة لإنهاء الحرب، التي توشك على دخول عامها الرابع.
وحول محتوى المكالمة مع بوتين قال ترامب في منشور على موقع تروث سوشيال: “ناقشنا الأوضاع في أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار ومواضيع أخرى مختلفة”.
وأضاف: “اتفقنا على العمل معًا، بشكل وثيق للغاية، بما في ذلك زيارة دول بعضنا البعض. اتفقنا أيضًا على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس زيلينسكي، من أوكرانيا، لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله الآن”. وبالفعل تحدث ترامب مع زيلينسكي بعد وقت قصير من إنهاء المكالمة الهاتفية مع بوتين.
موقف واضح
وبدأت الولايات المتحدة في إعلان مواقف أكثر وضوحًا بشأن الكيفية التي قد تبدو عليها صفقة إنهاء حرب أوكرانيا. وفي مؤتمر عقد في بروكسل، قال وزير الدفاع، بيت هيغسيث، إن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمر غير واقعي، وأن الولايات المتحدة لن تعطي الأولوية للأمن الأوروبي والأوكراني بعد الآن مع تحول إدارة ترامب انتباهها إلى تأمين حدود الولايات المتحدة والخلاف مع الصين.
فيما تحدث ترامب نفسه عن إبرام صفقة مع زيلينسكي في أوكرانيا للحصول على المعادن الأرضية النادرة في البلاد كمقابل لاستمرار المساعدة الأمريكية.
وقال مصدران مطلعان لشبكة CNN إن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، التقى بوتين على انفراد أثناء وجوده في موسكو، الثلاثاء الماضي.
وأشار ويتكوف، الذي سيكون من بين كبار المفاوضين لدى ترامب بشأن الصراع في أوكرانيا، إلى إطلاق سراح الأمريكي مارك فوغل المحتجز لدى روسيا، باعتباره “مؤشرًا على الاحتمالات” لإنهاء حرب أوكرانيا.
وقال: “أعتقد أن هذا ربما يكون علامة على كيفية تطور العلاقة العملية بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين في المستقبل، وما قد ينبئ به ذلك للعالم بأسره. أعتقد أن لديهما صداقة عظيمة، وأعتقد أنها ستستمر الآن، وهذا أمر جيد حقًا للعالم”.