هل سيترشح ترامب لولاية ثالثة؟.. وهل يرى فانس خليفة له؟

أثارت تصريحات الرئيس ترامب وحلفائه تساؤلات حول احتمال سعيه للترشح إلى ولاية ثالثة في منصبه، رغم أن الدستور يمنعه حاليًا من القيام بذلك.
ووفقًا لصحيفة The Hill فقد أشار ترامب في عدة مناسبات، منذ أن أدى اليمين الدستورية لولاية ثانية، إلى أنه لن يترشح مرة أخرى إلا إذا أصر الناس وقرروا “أن يجدوا حلا لذلك”. حتى أن النائب آندي أوجلز (جمهوري من تينيسي) قدم تعديلا دستوريًا من شأنه أن يسمح لترامب على وجه التحديد بالترشح لولاية أخرى، ولا يعطي هذا الحق ليس لأي من أسلافه الذين شغلوا فترتين.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الجهود، سوف تتطلب عددًا من الخطوات التي تجعل من ولاية ترامب الثالثة أمرًا بعيد المنال إلى حد كبير.
سوابق أخرى
اتبع أغلب الرؤساء تقليد جورج واشنطن بعدم الترشح لأكثر من فترتين. وحاول عدد قليل منهم الترشح لفترة ولاية ثالثة، لكن لم يفلح أي منهم في ذلك حتى فاز الرئيس السابق، فرانكلين روزفلت، بأربع فترات في خضم أزمات الكساد الأعظم والحرب العالمية الثانية.
وبعد فوز الجمهوريين بالسيطرة على الكونغرس في عام 1946، قدموا على الفور قرارًا للحد من مدة بقاء الرئيس في منصبه. وقال بريان كالت، أستاذ القانون في جامعة ولاية ميشيغان والذي درس التعديل الثاني والعشرين، إن الديمقراطيين في ذلك الوقت لم يكونوا “راغبين في هذا الأمر”، لكنهم لم يعطلوه وكان العديد منهم يؤيدونه.
وبمجرد التصديق على التعديل، نص على أنه “لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين”. ويمكن للرئيس أيضًا أن يخدم لمدة تصل إلى عامين من الفترة التي انتُخب لها شخص آخر، وأن يُنتخب لفترتين إضافيتين، بإجمالي يصل إلى 10 سنوات في المنصب. لكن التعديل تعرض لبعض الانتقادات منذ التصديق عليه في عام 1951، ودعا البعض إلى إلغائه.
وأثار كل من ريغان والرئيس السابق كلينتون فكرة تغيير التعديل، حيث قال كلينتون إن الحد الأقصى ينبغي أن يكون فترتين متتاليتين، لكن كل منهما كان يتحدث بشكل عام عن المستقبل، ولم يكن يشير إلى نفسه.
وقال كالت إن الرئيس السابق أيزنهاور كان يتمتع بشعبية كبيرة لدرجة أن البعض طالبوا بتمكينه من الخدمة لفترة ولاية ثالثة، لكن أيزنهاور لم يكن مهتمًا.
وفي عام 1986، دعا النائب جاي فاندر جاغت (جمهوري من ميشيغان) آنذاك إلى تعديل الدستور للسماح للرئيس ريغان آنذاك بالخدمة لفترة ولاية ثالثة. وكتب في ذلك الوقت: “رونالد ريغان هو أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين على مر العصور، وأريد أن يبقى في منصبه”.
ترامب مختلف
ورغم أن مقترحات الترشح لفترة ولاية ثالثة ليست جديدة، فإن ترامب أخذها إلى مستوى جديد فيما يتصل بمستقبله السياسي، ولن يتخلى عنها.
وقال كالت: “الشيء المختلف في ترامب هو أنه في الماضي، كان الرئيس دائمًا ما يكون خجولًا جدًا بشأن هذا الأمر”، وأضاف: “لقد اتخذوا نوعًا من النهج المتمثل في السماح للآخرين بقول ذلك، وإبقاء أنفسهم بعيدين عن هذا الأمر.
لكن هذا ليس أسلوب ترامب، ومن الواضح أن هذه ليست النبرة التي انتهجها في تصريحاته الأخيرة. فقد ناقش ترامب إمكانية الترشح لولاية ثالثة عدة مرات قبل وبعد أداء اليمين الدستورية الشهر الماضي. ففي نوفمبر الماضي قال في تصريحات أمام الجمهوريين في مجلس النواب: “أظن أنني لن أترشح مرة أخرى، ما لم تفعلوا شيئًا. ما لم تقولوا: “إنه جيد للغاية، علينا فقط أن نكتشف ذلك”. وقال العديد من الجمهوريين إن ترامب كان يمزح.
كرر ترامب ذلك مرة أخرى بعد أسبوع من توليه منصبه قائلاً إنه غير متأكد مما إذا كان مسموحًا له بالترشح مرة أخرى، وسأل رئيس مجلس النواب مايك جونسون، عما إذا كان بإمكانه ذلك. وقال البعض مرة أخرى إنه كان يمزح، لكن أوجلز كان قد قدم قرارًا لتعديل الدستور قبل أيام.
وسيسمح التعديل المقترح لترامب بالترشح مرة أخرى لأنه انتُخب لفترات غير متتالية، لكنه سيمنع أي شخص من الترشح لأكثر من ثلاث فترات إجمالية أو فترتين متتاليتين.
وقال أوجلز “لقد أثبت ترامب أنه الشخصية الوحيدة في التاريخ الحديث القادرة على عكس مسار تدهور أمتنا واستعادة عظمة أمريكا، ويجب منحه الوقت اللازم لتحقيق هذا الهدف”.
عملية معقدة
ورغم أن التعديل الثاني والعشرين يمنع الترشح لولاية ثالثة، إلا أن هناك بعض الثغرات القابلة للنقاش، وإن كانت غير محتملة، كما قال كالت.
فالتعديل يمنع بشكل واضح انتخاب شخص ما للمرة الثالثة، لكنه لا ينص على أنه لا يمكن لشخص ما أن يصبح رئيسًا للمرة الثالثة، رغم أن هذا لا يعني أنه مسموح بذلك.
وأضاف: “إن هذا الأمر يتعلق بكيفية تفسير الدستور لأن الثغرة لا تظهر إلا إذا كنت تقيد نفسك حقًا بالنص، إذا كنت تقول، حسنًا، ما الهدف من التعديل الثاني والعشرين؟ ما الذي يحاول تحقيقه؟ ما يحاول تحقيقه هو أنه إذا كان لديك فترتين، فإنك تغادر وهذا كل شيء”.
ولكن ما يثير الشكوك هو ما إذا كان من الممكن انتخاب شخص خدم فترتين نائباً للرئيس، أو منصباً أدنى في ترتيب خلافة الرئيس، ثم الصعود إلى الرئاسة. وينص التعديل الثاني عشر على أنه لا يجوز لأي شخص غير مؤهل لتولي منصب الرئيس أن يشغل منصب نائب الرئيس، ولكن من الممكن أن نناقش ما إذا كان هذا ينطبق على حدود الفترات، التي تم سنها في وقت لاحق، أو على المؤهلات الدستورية الأخرى فقط مثل السن.
وقالت فيكتوريا نورس، أستاذة القانون في جامعة جورج تاون والتي عملت في البيت الأبيض ووزارة العدل، عن السعي للحصول على فترة ولاية ثالثة: “الأمر الوحيد هو أن أحداً لم يحاول فعل هذا على الإطلاق… لأنه كان جزءاً من معاييرنا الدستورية”. وأضافت: “إنهم يشككون في كل أنواع الأشياء التي لم ينتبه إليها أحد لفترة طويلة جدًا”.
عوائق وعقبات
لكن وفقًا للصحيفة فإن العائق أمام تمرير التعديل الدستوري الذي طرحه آندي أوجلز مرتفع، وإذا كان أوجلز جاداً في طرحه واكتسب تعديله بعض الزخم، فإن فرص تمرير هذا التعديل المثير للجدل إلى حد كبير، أو حتى التعديلات الأقل إثارة للجدل، تبدو ضئيلة إلى معدومة.
إن الدستور يفرض شروطاً صعبة لتمرير أي تعديل، ويبدو الأمر أكثر صعوبة في هذه الأوقات شديدة الاستقطاب. إذ يتعين أولاً أن يتم تمرير أي قرار بأغلبية ثلثي الأصوات في مجلسي الكونغرس، ثم يتعين على ثلاثة أرباع الهيئات التشريعية للولايات، أي ما يعادل 38 ولاية، أن تصدق عليه.
وفي الشهر الماضي، أشار منشور من مركز الدستور إلى مدى صعوبة وندرة تمرير أي تعديل، عمداً. فمنذ التصديق على التعديل السابع والعشرين في عام 1992، تم اقتراح أكثر من 1400 تعديل في الكونغرس، لكن لم يحصل أي منها على تصويت الثلثين اللازمين للإحالة إلى الولايات، حسبما ذكر المنشور.
لكن نورس زعمت أن كلمات ترامب يجب أن تؤخذ على محمل الجد بغض النظر عن ضعف فرص تحقيق ذلك. وقالت “ما يحدث هو أن الأمر يتحول من الجنون خارج الجدار إلى الجنون على الجدار”.
خليفة ترامب
ولأن الجمهوريين جادين في إكمال مشروع ترامب، فإنهم بدأوا يتحدثون عن من يمكن ان يخلفه في نصب الرئيس إذا لم تفلح جهود ترشحه لفترة ثالثة، وفي هذا الإطار يتساءل كثيرون عما إذا كان نائب الرئيس جي دي فانس يمكن أن يكون خليفة ترامب المقبل.
لكن ترامب نفسه قال إنه من السابق لأوانه تسمية فانس خلفا له في انتخابات عام 2028، مشيرًا إلى أنه نائبه ماهر، لكن هناك عددًا من الأشخاص الآخرين الذين يمكن أن يكونوا قادة المستقبل للحزب الجمهوري، وهم ماهرون أيضًا.
وفي مقابلة مع بريت باير من قناة فوكس نيوز، سُئل ترامب عما إذا كان ينظر إلى فانس باعتباره خليفته والمرشح الجمهوري في عام 2028، فأجاب: “لا، لكنه قادر للغاية”.
وأضاف ترامب “أعتقد أن لديكم الكثير من الأشخاص الأكفاء للغاية. حتى الآن، أعتقد أنه يقوم بعمل رائع للغاية. لكن من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، نحن في البداية فقط”.
وعندما أشار باير إلى أنه بحلول الوقت الذي تبدأ فيه دورة الانتخابات النصفية لعام 2026، قد يكون فانس يبحث عن تأييد، تحول ترامب إلى الإشادة بعمل فانس حتى الآن في البيت الأبيض.
وقال “لقد قال كثير من الناس إن هذه كانت أعظم بداية، منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، في تاريخ الرئاسة”.
ووفقًا لصحيفة The Hill يُنظر إلى فانس باعتباره القائد المستقبلي المحتمل لحركة MAGA في الحزب الجمهوري، وسرعان ما أصبح وسيط ترامب في مجلس الشيوخ في الأسابيع الأولى للإدارة.
وقد نُسب إلى نائب الرئيس الفضل في جعل أصوات الجمهوريين المتأرجحة تدعم بعض مرشحي الرئيس الأكثر إثارة للجدل، بما في ذلك مرشحة منصب مدير الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد ومرشح وزارة الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي جونيور.
ويتواجد فانس هذا الأسبوع في أوروبا لحضور قمة الذكاء الاصطناعي في باريس ومؤتمر ميونيخ للأمن. كما تم تكليفه بالإشراف على صفقة تيك توك وجهود التعافي من الأعاصير في الولايات المتحدة.