أخبارأخبار أميركا

ترامب يتراجع خطوة بعد انتقادات جمهوريين لمقترحه بشأن غزة.. وديمقراطيون يدعون لعزله

فيما وصف بأنه خطوة للوراء، قال الرئيس دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه ليس مستعجلا في تنفيذ مقترحه بشأن تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة وإخلائه من سكانه لتطوير مشاريع عقارية فيه.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد أكد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أثناء استقباله رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، إنه “لا داعي للعجلة على الإطلاق” في تنفيذ المقترح.

وكان ترامب اقترح أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة من إسرائيل وتنشئ “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى منها مصر والأردن، وهي فكرة قوبلت بالرفض من جانب الدول العربية والفلسطينيين.

انقسام جمهوري

لوم يقتصر الرفض لمقترح ترامب على الفلسطينيين والعرب والعديد من دول العالم، وإنما امتد للداخل الأمريكي، ووصل إلى حزبه الجمهوري، حيث تسبب الاقتراح في انقسام بين الجمهوريين، وأثار ارتباكا وتشككا لدى بعضهم، في حين أيد آخرون فكرته التي وصفوها بـ”الجريئة والحاسمة”، وفقًا لوكالة “رويترز“.

وعارض بعض الجمهوريين في الكونغرس اقتراح ترامب، مثلما عارضوا عددًا من مبادرات ترامب الأخيرة مثل إيقاف المساعدات الخارجية وإلغاء خدمات آلاف العمال الفيدراليين.

وقال مشرعون جمهوريون إنهم ما زالوا يفضلون حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين، والذي كان منذ فترة طويلة أساسًا للدبلوماسية الأمريكية. كما رفض البعض فكرة إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين في غزة، أو إرسال قوات أمريكية إلى منطقة دمرتها الحرب على مدى 15 شهرًا.

وقال السيناتور كريس فان هولن إن اقتراح ترامب “تطهير عرقي باسم آخر”. فيما قال السيناتور الجمهوري راند بول: “اعتقدنا أننا صوتنا لأمريكا أولاً. وليس للتفكير في احتلال آخرين”.

ودعا بول الرئيس ترامب إلى التعقل قائلاً: “لا ينبغي لنا أن نفكر في احتلال آخر من شأنه أن يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا”.

وقال السيناتور الجمهوري جيري موران إن فكرة حل الدولتين لا يمكن رفضها ببساطة. وأضاف: “إنها ليست شيئا يمكن اتخاذ قرار بشأنه من جانب واحد”.

فيما قالت السناتور ليزا موركوفسكي إنها لن تؤيد أي اقتراح محتمل لإرسال قوات أمريكية إلى منطقة “شهدت ما يكفي من الاضطرابات”. وقالت “لا أريد حتى أن أطرح هذا السؤال، لأنني أعتقد أنه مخيف للغاية”.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، إنه يؤيد “إحلال السلام والاستقرار والأمن في تلك المنطقة”، لكن كل فكرة يجب أن تخضع للتدقيق”.

فيما قال السيناتور الجمهوري جوش هاولي المعروف بمواقفه المتشددة في دعم إسرائيل “لا أعتقد أن إرسال قوات أمريكية إلى غزة هو الحل المناسب”.

وكان ترامب قد خاض حملته الانتخابية على أساس تعهدات بتجنب التورط في صراعات خارجية جديدة و”الحروب الأبدية”، وتظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها وكالة رويترز إقبالا محدودا على أجندته التوسعية الجديدة، حتى بين الناخبين الجمهوريين.

دعوة لعزل ترامب

من جانبهم دعا نواب ديمقراطيون إلى اللجوء إلى الدستور لعزل ترامب ومسائلته بشأن التشجيع على “التطهير العرقي” بحق الفلسطينيين من خلال مخططه الرامي إلى تهجير فلسطيني غزة والسيطرة الأمريكية على القطاع.

وقال عدد من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين أنهم بصدد إعداد لائحة اتهام ضد الرئيس ترامب بسبب أفعاله ومقترحاته.

واتهم النائب الديمقراطي آل غرين الرئيس ترامب “بالتطهير العرقي” بحق الفلسطينيين في غزة، ووصف تصريحات ومقترحاته بأنها “شنيعة”.

وفي مقطع فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، قال غرين إنه بصدد إعداد مذكرة يدعمها الدستور الأمريكي للمطالبة بعزل الرئيس ترامب وإحالته إلى المسائلة القانونية.

وأضاف: “التطهير العرقي ليس مزحة، خصوصًا عندما يأتي من رئيس الولايات المتحدة أقوى شخص في العالم والذي لديه قدرة على تنفيذ ما يقوله، ويجب أن يخجل نتنياهو من الوقوف هناك والسماح بهذه التصريحات. فقد كان التطهير العرقي عبر التاريخ جريمة ضد الإنسانية”.

من جهته، كتب النائب الديمقراطي، بيرني ساندرز، منشوراً على صفحته الرسمية على منصة X انتقد فيه اقتراح ترامب. وقال بأسلوب تهكمي: “يريد مرشح السلام ترامب إجبار مليوني فلسطيني على النزوح من منازلهم، وإعطاء نتنياهو أسلحة أخرى بقيمة مليار دولار، وتنفيذ “خطة” لتحويل قطاع غزة المدمر إلى ريفييرا للمليارديرات. وأضاف: إذا كانت هذه هي سياسته “السلامية”، فأنا أكره أن أرى سياسته الحربية.

وضم العديد من النواب الديمقراطيون أصواتهم إلى مبدأ المسائلة الواجب إقراره على الرئيس ترامب، بينهم السيناتور كريس فان هولن. فيما وصف السيناتور كريس كونز ترامب ومقترحاته “بالجنون المتهور”.

وأدان عضو مجلس النواب جيك أوشبنكلوش تصريحات ترامب ورأي بأنها قد تفضي إلى عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وأن ترامب يدلي بها لاعتبارات ومصالح شخصية.

ولم تتوان النائبة رشيدة طليب أيضاً عن مهاجمة ترامب ومقترحاته مؤكدة بأن “الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان خارج أرضهم”، واتهمت الرئيس ترامب بتمويل “الإبادة الجماعية” بحق فلسطيني القطاع.

مؤيدون لترامب

في المقابل أشاد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بخطة ترامب، ووصفها بأنها “عمل جريء وحاسم لمحاولة تأمين السلام في تلك المنطقة”.

وقال جونسون في مؤتمر صحفي: “أعتقد أن الناس يدركون ضرورة ذلك، وسنقف إلى جانب إسرائيل في عملها نحو تحقيق هذا الهدف. وسنقف إلى جانب الرئيس في مبادرته”.

وقال النائب تيم بورشيت، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إنه يؤيد اقتراح ترامب بأن تقوم الولايات المتحدة بتطوير ممتلكات قيمة على الواجهة البحرية لقطاع غزة.

وقال لرويترز “أعتقد أن الأميركيين والرأسمالية لديهما فرصة حقيقية لإحداث تغيير حقيقي في العالم، وسيكون هذا مثالا مثاليا على ذلك”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى