سوريا تشير لإمكانية بقاء القواعد الروسية على أرضها.. ولكن بشرط!

أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن سوريا منفتحة على استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية على أراضيها، بشرط أن تصب أي اتفاقيات جديدة مع موسكو في مصلحة البلاد.
وجاءت تصريحاته في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست“، حيث أشار إلى أن الموقف الروسي تجاه الحكومة السورية الجديدة شهد تحسنًا ملحوظًا منذ سقوط بشار الأسد، مشيرًا إلى أن دمشق تدرس المطالب الروسية بجدية.
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، الأولى قاعدة طرطوس البحرية، التي تُعد المرفأ البحري الوحيد لموسكو في البحر الأبيض المتوسط، والثانية قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، والتي عززت النفوذ العسكري الروسي في المنطقة منذ بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب السورية عام 2015.
خلال عهد الأسد، لعبت موسكو دورًا حاسمًا في دعم الجيش السوري، حيث وفّرت غطاءً جويًا مكثفًا وساهمت في استعادة السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية. كما عززت وجودها عبر اتفاقيات طويلة الأمد ضمنت لها حق استخدام القواعد السورية لعقود، وسط انتقادات من المعارضة السورية التي رأت في ذلك انتقاصًا من السيادة الوطنية.
وفيما يتعلق بمصير القاعدتين الروسيتين، أوضح أبو قصرة أن الحكومة الجديدة تدرس إمكانية إبقائهما، لكنه شدد على أن أي اتفاق مع روسيا يجب أن يكون متوازنًا ويحقق مكاسب واضحة لسوريا. كما كشف عن وجود مفاوضات جارية مع عدة دول بشأن اتفاقيات دفاعية، من بينها محادثات حساسة مع الولايات المتحدة وتركيا حول مستقبل وجود قواتهما داخل الأراضي السورية.
ورفض وزير الدفاع تأكيد التقارير التي تحدثت عن طلب الرئيس السوري، أحمد الشرع، من المسؤولين الروس تسليم الأسد، لكنه أقر بأن هذه المسألة نوقشت خلال اجتماع بين الطرفين. وأضاف أن دمشق تسعى إلى إعادة صياغة علاقاتها مع موسكو بطريقة تخدم المصالح السورية أولًا، دون أن تكون علاقة تبعية كما كانت خلال حكم الأسد.
وفيما يخص القوات التركية، أشار أبو قصرة إلى أن المفاوضات مع أنقرة تشمل احتمال إعادة توزيع القوات التركية في سوريا، وسط محاولات للوصول إلى تفاهمات جديدة قد تشمل تقليص الوجود العسكري التركي في بعض المناطق.
أما بالنسبة للقوات الأمريكية المنتشرة في شمال شرقي سوريا، فقد أوضح أن مستقبلها لا يزال قيد التفاوض، مضيفًا أن الموقف الأمريكي قد يتأثر بتوجهات إدارة ترامب، والتي لا تزال في مرحلة تقييم الوضع في سوريا.
وأكد أبو قصرة أن سوريا تمر بمرحلة حساسة تتطلب إعادة النظر في كافة الاتفاقيات العسكرية، مشددًا على أن الأولوية للحفاظ على الاستقرار واستعادة السيادة الوطنية على كامل الأراضي السورية، في ظل إعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني بعد سنوات من الصراع.