أخبارأخبار أميركاأخبار العالم العربي

خلال لقائه نتنياهو.. ترامب يقترح تهجيرًا دائمًا لسكان غزة ويدعو مصر والأردن ودول أخرى لاستقبالهم

اقترح الرئيس دونالد ترامب إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة المدمر بسبب الحرب بشكل دائم في الدول المجاورة، ووصف القطاع بأنه “موقع هدم”. جاء ذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء.

وبعد أسبوعين فقط من بدء ولايته الثانية، استضاف ترامب نتنياهو في البيت الأبيض لمناقشة مستقبل وقف إطلاق النار الهش في غزة، واستراتيجيات مواجهة إيران، والآمال في تجديد الدفع نحو اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

دعوة للتهجير

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد كرر ترامب خلال اللقاء دعوته للأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال سكان غزة، قائلا إن الفلسطينيين هناك ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع الساحلي الذي يجب إعادة بنائه بعد ما يقرب من 16 شهرًا من الحرب المدمرة بين إسرائيل ومقاتلي حماس.

لكن هذه المرة قال ترامب إنه سيدعم إعادة توطين الفلسطينيين “بشكل دائم”، معتبرًا أنهم “سيودون بشدة” مغادرة القطاع المحاصر للعيش في أي مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة، وقال إنه يظن “أنهم سيكونون سعداء للغاية بذلك”. وأضاف: “لا أدري كيف يريدون البقاء. إنه موقع هدم خالص.

وعندما سئل عن رد فعل الزعماء والعرب على اقتراحه أشار ترامب إلى أن الأردن ومصر رفضا بالفعل استقبال سكان من غزة، لكنه قال “هناك من يرفض أمورًا ثم يعود للموافقة عليها”، وقال إنه يرغب في رؤيتهما يستقبلان فلسطينيين من غزة.

واعتبر أن لدى “الشرق الأوسط المال لبناء أماكن ينتقل إليها سكان غزة”، كما قال إن لدى الشرق الأوسط الأموال الكافية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وقال “إذا تمكنا من العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو قطع عديدة من الأرض، وبنينا عليها بعض المساكن الجميلة، فهناك كثير من المال في المنطقة بالتأكيد، وأعتقد أن هذا سيكون أفضل بكثير من العودة إلى غزة”.

وأضاف: “اقترح أن يغادر الفلسطينيون غزة إلى الأبد، وأن يسكنوا في منازل جميلة، حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء وليس أن يُطلق عليهم الرصاص أو يُقتلوا”.

واعتبر أن “غزة لم تشهد سوى عقود وعقود من الموت”، وأن مباني القطاع تنهار “وإطلاق النيران في كل مكان والقطاع ليس مكانا يمكن العيش فيه”، وأضاف أنه “لا توجد أهداف كثيرة متبقية في قطاع غزة والمكان غير آمن وغير صحي”، وأن هناك مخاطر متعددة في القطاع ولا يمكن لسكانه العيش في هذه الظروف، على حد تعبيره.

تطهير عرقي

وتتوافق مقترحات ترامب مع رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل، وتتناقض مع التزام الرئيس السابق جو بايدن ضد النزوح الجماعي للفلسطينيين.

وقد شبه بعض المدافعين عن حقوق الإنسان مقترح ترامب بشأن إعادة التوطين بالتطهير العرقي. وأكد ترامب أنه لا يدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في غزة، كما أنه لا يرغب في وصف ترحيل الفلسطينيين عن القطاع بأنه “تطهير”، معتبرًا أنه يريد “فقط تنظيف القطاع وتحويله إلى شيء ما”.

من جهتها، اعتبرت حركة حماس أن تصريحات ترامب بشأن مستقبل قطاع غزة “وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر” في الشرق الأوسط.

وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري – في بيان – “نرفض تصريحات ترامب التي قال فيها إنه لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته، ونعتبرها وصفة لخلق الفوضى والتوتر في المنطقة لأن أهل غزة لن يسمحوا بتمرير مثل هذه المخططات والسماح لأي أحد بطردهم من أرضهم”.

خطة ترامب

ووفقًا لخبراء فإن ترامب يبدو عازمًا على مواصلة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكنه يبدو أيضا عازمًا على تهجير الفلسطينيين وتسهيل ضم الضفة الغربية لإسرائيل.

وتواصل الإدارة الأمريكية التأكيد على مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مراحله، لكنها لا تتوقف عن مطالبة مصر والأردن باستقبال بعض الفلسطينيين.

ويعكس هذا الموقف إصرار ترامب على المضي قدما في تنفيد اتفاقات أبراهام التي بدأها خلال ولايته السابقة والتي تتبنى تصفية القضية الفلسطينية، وفقًا للمحلل السياسي عماد أبو الحسن.

وقال أبو الحسن لموقع “الجزيرة نت” إن حديث ترامب عن صغر حجم إسرائيل يشي بنيته توسيعها على حساب الفلسطينيين، وهو “فشل أخلاقي وإرهاب، لأنه يمنح أرض شعب لشعب آخر من دون وجه حق”.

ويعتقد أبو الحسن أن نتنياهو سيحصل على ضوء أمريكي أخضر بضم الضفة جزئيًا، بحيث يتم ضم المنطقة “C” بالضفة الغربية وتهجير سكانها إلى مناطق مجاورة تمهيدًا لتهجير الجميع مستقبلا من خلال التنغيص والتضييق عليهم.

وأكد أبو الحسن أن ترامب يستند في هذا الموقف المتطرف إلى ضعف الموقف العربي، ويعتقد أنه يمكنه أن “يفعل ما يريد بالمنطقة ولا أحد يمكنه مخالفته”.

واعتبر الخبراء أن مخطط تهجير أهالي غزة قد يكون مخرجًا مقنعًا لنتنياهو الذي يحاول العودة من الولايات المتحدة بضوء أخضر لتحقيق انتصار سياسي أو عسكري.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى