طبيب نفسي يحذر.. الآباء الذين يرتكبون هذا الخطأ يربون “أطفالًا غير أسوياء عقليًا ونفسيًا”!
ترجمة: فرح صفي الدين – كشف الطبيب النفسي والمؤلف الأمريكي دانييل أمين Daniel Amen، عن خطأ يرتكبه الآباء والأمهات في التعامل مع أبنائهم مما يؤدي لتنشئة “أطفال غير أصحاء عقليًا ونفسيًا”، ألا وهو الانخراط معهم في مشكلاتهم وبشكل مفرط. ولإصلاح هذا القصور دعاهم بدلاً من ذلك، لترك الأطفال يبدأون في إدراك مشاكلهم بمفردهم ومعرفة الحلول.
فحسبما نقلت شبكة CNBC، يرى السيد أمين أننا نحتاج في بعض الأحيان، للسماح للأطفال باكتشاف كيفية حل المشكلات بأنفسهم، أو تحمل عواقب قراراتهم. فيما حذر خلال حلقة من بودكاست Built Different من “المبالغة” في حمايتهم.
وأوضح أن بعض السلوكيات الُمبالَغ فيها، مثل القيام بمشروع الفصل الدراسي نيابة عن طفلك لمساعدته على الحصول على درجة أفضل، أو منحه ما يريده فقط لوقف نوبة غضب قادمة، إنما تحد من المرونة العقلية للأطفال ومن شعورهم بالاستقلال. وبالوقت نفسه، أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يتمتعون بقدر كبير من المرونة هم الأكثر ميلًا لأن يكونوا سعداء وناجحين عند الكِبر.
كما ضرب مثال آخر لمساعدة الأبناء على النمو العقلي السليم، قائلًا: “من المهم جدًا عندما يقول الطفل أنا أشعر بالملل، ألا تقوم بإصلاح الوضع له” وإنما ينبغي عليك أن تسأله فقط “وماذا ستفعل حيال ذلك من وجهة نظرك”.
وتابع أنه إذا فعلت الكثير من أجل أولادك، “فإنك تزيد من احترامك لذاتك لكن من خلال سرقة احترامهم لذاتهم”. وأضاف: “إنما يطور البشر قواهم العقلية من خلال حل المشكلات”.
وكانت عالمة نفس الأطفال بكلية Barnard College في نيويورك، توفاه كلاين، قد أفادت العام الماضي بأن بناء المرونة العقلية للطفل لا يتطلب نهجًا أبويًا “قاسيًا” ولا عقاب. ونبهت إلى أن محاولة حماية الأطفال من خيبة الأمل لن تساعدهم أيضًا في بناء تلك المرونة.
وبدلاً من ذلك، يمكنك تركهم ليُجربوا النكسات، والأخطاء واللحظات الصعبة الأخرى مع إخبارهم بأنك لا تزال إلى جانبهم تدعمهم وتحبهم. إنها وفقًا لكلاين، رسالة مفادها: “أثق في قدارتك على تجاوز هذا الأمر العصيب، وسأكون هنا بغض النظر عن كيفية سير الأمور. فسواء فزت، أو خسرت أو حتى كنت بالمنتصف، سأظل هنا من أجلك”.
وبالمثل، كلما شجعت الأطفال على مساعدة من حولهم، كلما أصبحوا أكثر تمكينًا وشعورًا بالمسؤولية التي يحتاجون إليها لمعالجة تحدياتهم الخاصة بكل ثقة، وفقًا لبحث جمعية علم النفس الأمريكية المنشور بمدونة عام 2012.
