أخبارأخبار العالم العربي

العدوان الإسرائيلي يتواصل على الضفة والمساعدات تتدفق على غزة

في اليوم الخامس من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلنت الأمم المتحدة دخول أكثر من 3250 شاحنة مساعدات تحمل مختلف أنواع السلع والبضائع والمواد الإغاثية لسكان القطاع، الذي شهد أكبر كارثة إنسانية بسبب حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة على مدى أكثر من 15 شهرًا.

وتم تسجيل حركة نشطة لدخول الشاحنات على معبر كرم أبو سالم، وتخضع هذه الشاحنات لتفتيش دقيق من الجانب الإسرائيلي قبل عبورها إلى داخل القطاع.

من جانبها، تحدثت صحيفة “هآرتس” عن مخططات إسرائيلية جديدة للاستيطان تشمل بناء 9 آلاف وحدة سكنية في عطاروت عند جدار الفصل وقرب قرية كفر عقب الفلسطينية.

وتقضي المخططات الجديدة بإقامة حي يضم 1100 وحدة سكنية للمستوطنين قرب قرية شرفات الفلسطينية جنوبي القدس الشرقية.

عدوان على الضفة

في الوقت نفسه يتواصل الهجوم الإسرائيلي على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الثالث على التوالي.

وبعد يومين فقط من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بدأت إسرائيل من جنين حملة عسكرية جديدة في الضفة الغربية، أطلقت عليها اسم “السور الحديدي” وشارك فيها مئات العناصر من الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

وتوغلت هذه القوات في جنين مدعومة بآليات مدرعة وجرافات وطائرات مسيرة. ولم تحدد تل أبيب سقفا زمنيا محددا للعملية، لكن بعض المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنها ستتواصل وقد تستغرق أشهرا.

مناطق الاشتباكات

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يتركز الهجوم الإسرائيلي حتى الآن في محافظة جنين شمالي الضفة. وبالإضافة إلى مخيم جنين الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات المتوغلة ومقاومين، اقتحم الجيش الإسرائيلي بلدات قريبة بينها برقين وقباطية وعرابة وفحمة.

وبالتوازي مع العمية العسكرية، مزّقت قوات الاحتلال أوصال الضفة الغربية من خلال إقامة حواجز عسكرية جديدة، وتشديد القيود على تنقل الفلسطينيين.

وحتى اليوم الخميس، قتل 12 فلسطينيا وأصيب أكثر من 50 في العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية، ومعظم الضحايا من مخيم جنين. كما اعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين في مخيم جنين وأجبرت مئات على النزوح من منازلهم.

دلالات التوقيت والأهداف

وتأتي هذه الحملة العسكرية بينما يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا من قبل اليمين المتطرف بعد أن توصلت حكومته وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي هذا الإطار حوّلت إسرائيل تركيزها إلى الضفة بعد أن كانت تعتبرها جبهة ثانوية طوال حربها على قطاع غزة ولبنان.

وربط خبراء بين توقيت العملية العسكرية في جنين وإحباط المسؤولين من أقصى اليمين الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، مشيرة إلى أن هؤلاء يدفعون باتجاه التصعيد العسكري في الضفة.

وقال نتنياهو تعليقا إن إسرائيل تواصل التحرك ضد محور إيران وأذرعه في غزة وسوريا ولبنان واليمن وما سماها يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بحسب تعبيره.

كما قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن الهجوم على جنين سيكون مقدمة لحملة قوية ومتواصلة لحماية المستوطنين والمستوطنات التي يعيش فيها 700 ألف مستوطن.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الجيش يطبق حاليا في الضفة الدروس التي تعلمها في غزة، مضيفا أنه “يجري العمل على ضمان عدم عودة ما سماه الإرهاب إلى مخيم جنين، ومنع إقامة “جبهة إرهاب” ضد إسرائيل من الشرق.

الموقف الفلسطيني

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بما وصفته بالعدوان على جنين، وحذرت من مخططات إسرائيلية لضم الضفة. وكانت السلطة الفلسطينية قد سحبت قواتها الأمنية من مخيم جنين مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، وبررت ذلك بتجنب الصدام مع القوات المهاجمة، ولكن الأجهزة الأمنية واصلت رغم ذلك استهداف المقاومين واعتقالهم داخل المخيم وخارجه.

ووصفت حركة حماس مشاركة أجهزة السلطة في هجوم الاحتلال على مخيم جنين، بأنه جريمة في حق الشعب الفلسطيني، وتنكر لدم الشهداء.

كما حمّلت حركة الجهاد الإسلامي السلطة وأجهزتها الأمنية ما سمتها مسؤولية المشاركة والتواطؤ في هذا العدوان بعدما قدمته للاحتلال من خدمات من خلال محاصرة مخيم جنين لأكثر من 40 يومًا، وفق ما جاء في بيان للحركة.

التداعيات المتوقعة

وقال خبراء إن العملية العسكرية في جنين ومناطق أخرى بالضفة محاولة لتدمير البنية التحتية للمقاومة، مرجحين أن يشمل الهجوم لاحقا مخيمات أخرى ينشط فيها مقاومون.

وأشاروا إلى أن هذه الحملة العسكرية الإسرائيلية قد تعزز الاستيطان وتمهد لتنفيذ مخطط الضم الذي يدعو إليه وزراء في حكومة نتنياهو.

وأكد الخبراء أن ما يجري في الضفة قد يضر باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد تأتي العملية أيضا بنتائج عكسية، إذ تقول إسرائيل إن هناك احتمالا لحدوث هجمات كبيرة في الفترة المقبلة انطلاقا من الضفة.

وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى