ترامب يبدأ ولايته الثانية بسلسلة أوامر تنفيذية.. ما أبرزها؟

في اليوم الأول لولايته الثانية وقع جلس الرئيس دونالد ترامب سلسة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات، يتعلق معظمها بالهجرة والعفو الجنائي ومجتمع “الميم” والانسحاب من اتفاقيات دولية والتراجع عن قرارات سابقة لبايدن.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد جاء توقيع هذه الأوامر بعد تنصيب ترامب بوقت قصير، في إشارة إلى بدء عهد مختلف تمامًا عن سلفه جو بايدن. وكان ترامب قد قال في خطاب التنصيب إن الولايات المتحدة بدأت “عصرًا ذهبيًا”، متعهدًا باتخاذ العديد من الإجراءات التي ستساعد البلاد على “الازدهار”.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر التنفيذي يصدره الرئيس بشكل فردي، وله قوة القانون، وبمجرد أن يتم توقيعه يمكن أن يدخل حيز التنفيذ فورًا أو بعد أشهر، اعتمادًا على ما إذا كان يتطلب إجراءً رسميًا من وكالة فيدرالية.
ومن المتوقع أن يواجه ترامب طعونًا على عدد من الأوامر التنفيذية أمام المحكمة، مما قد يشكل عائقا يبطئ أو يوقف تمامًا تنفيذها.
إلغاء قرارات بايدن
تضمن أول إجراء تنفيذي لترامب إلغاء 78 إجراءً تنفيذيًا نفذتها إدارة بايدن، من بينها إجراءات تعزيز المساواة العرقية ومكافحة التمييز بين الجنسين وتعبئة الاستجابة الفيدرالية لجائحة كورونا.
كما ألغى عقوبات تم فرضها على مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومن بين الأوامر الملغية التي وقعها بايدن، هناك ما لا يقل عن 12 تدعم المساواة العرقية ومكافحة التمييز ضد مجتمع الميم.
وألغى ترامبأيضًا مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن، تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي. وقال إن الحكومة يجب أن تشجع استكشاف الطاقة وإنتاجها على الأراضي والمياه الاتحادية. كما ألغى تفويضا بخصوص المركبات الكهربائية.
حالة طوارئ على الحدود
وقع ترامب على أوامر تنفيذية سيتم بموجبها فرض “حالة طوارئ وطنية” على الحدود الأميركية المكسيكية. وتصنف هذه الأوامر، العصابات الإجرامية “منظمات إرهابية”.
وجاء في نص أمر ترامب بشأن المهاجرين: “الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين”.
إنهاء حق الجنسية بالولادة
أصدر ترامب أمرًا تنفيذيا يلغي حق منح الجنسية الأميركية بالولادة لأطفال المهاجرين الموجودين على أراضي الولايات المتحدة بشكل قانوني.
وبحسب نص الأمر التنفيذي فإنه حتى لو كانت الأم موجودة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، فلن يُمنح طفلها الجنسية الأميركية (إذا كان وجودها قانونيا لكن بشكل مؤقت).
وينطبق الأمر على من يحملن إعفاء من التأشيرة أو تأشيرات سياحية أو طلابية، ما لم يكن الأب مواطنا أميركيا أو حاملا للبطاقة الخضراء.
العفو عن مقتحمي الكونغرس
أصدر ترامب عفوا عن نحو 1500 شخص من مقتحمي مبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021، وقال: “نأمل بأن يخرجوا الليلة، ونتوقع ذلك”.
ويخفف الأمر التنفيذي أحكامًا صدرت ضد 14 عضوا من منظمتي “براود بويز” و”أوث كيبرز” اليمنيتين المتطرفتين، من بينهم أشخاص أدينوا بالتآمر في التحريض على العنف. كما وجّه الأمر وزير العدل الأميركي بإسقاط القضايا المعلقة، المتعلقة بالشغب.
تأخير حظر تيك توك
وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يسمح بتأخير حظر تطبيق تيك توك لمدة 75 يومًا، بعدما كان من المقرر إغلاقه في 19 يناير.ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون، “للسماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب فيما يتعلق بتيك توك”.
وكان ترامب قد صرح قبل حفل التنصيب بأنه “سيكون من حق أميركا نصف قيمة تيك توك، إذا توصلنا إلى اتفاق بشأنه”.
تجميد التوظيف
وقّع ترامب على أوامر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الفدرالية الجديدة، بالإضافة إلى أمر يلزم العاملين الفدراليين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي.
وتجبر هذه الخطوة أعدادا كبيرة من موظفي الحكومة على التخلي عن ترتيبات العمل عن بُعد، في تحوّل عن اتجاه بدأ في المراحل المبكرة من جائحة كوفيد-19.
الانسحاب من اتفاقيات دولية
وقّع ترامب على أمر تنفيذي يوجه الولايات المتحدة للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي طالما انتقدها في السابق بسبب معارضته طريقة استجابتها لوباء كوفيد.
وقال إن أمريكا تدفع لمنظمة الأمم المتحدة “أكثر بكثير” مما تدفعه الصين، متهمًا المنظمة بالاحتيال على الولايات المتحدة
ومن المتوقع أن يؤدي الانسحاب الأمريكي لدفع المنظمة لإجراء إعادة هيكلة، وقد يؤدي إلى مزيد من التعطيل للمبادرات الصحية العالمية.
كما وقّع ترامب أيضًا أمرا تنفيذيًا يقضي بالانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، وبعث برسالة إلى الأمم المتحدة تشرح أسباب الانسحاب.
ويهدد هذا الانسحاب الهدف الرئيسي للاتفاقية بتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
ويقول الأمر التنفيذي: “سياسة إدارتي هي وضع مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي في المقام الأول”.
تحقيق بأنشطة الحكومة
وقع ترامب على وثيقة لإنهاء ما وصفه بأنه “تسليح” الحكومة و”استغلال مواردها” ضد المعارضين السياسيين.
ويوجه الأمر وزير العدل بالتحقيق في أنشطة الحكومة الفدرالية على مدى السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك في وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية خلال الإدارة السابقة.
ويوجه الأمر الحكومة بأن “تحدد وتتخذ الإجراء المناسب لتصحيح التصرفات الخاطئة التي أقدمت عليها الحكومة الفدرالية، فيما يتعلق بتسليح مسؤولي إنفاذ القانون وتسليح مجتمع المخابرات”.
الطاقة
أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية للطاقة، ووعد بملء الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط وتصدير الطاقة الأميركية في جميع أنحاء العالم.
ووضع خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك إعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة وإزالة اللوائح التنظيمية الزائدة، وانسحاب الولايات المتحدة من ميثاق دولي لمكافحة تغير المناخ.
كما وقّع على أوامر تهدف إلى تعزيز تطوير النفط والغاز في ألاسكا، وألغى جهود بايدن لحماية أراضي القطب الشمالي ومياهه من التنقيب. وقال موقع البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستنهي أيضا تأجير مزارع الرياح للأراضي.
وتشير هذه التحركات إلى تحول كبير في سياسة الطاقة في واشنطن، بعد أن سعى بايدن إلى تشجيع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، وترسيخ ريادة البلاد في مكافحة الاحتباس الحراري.