أخبار أميركاتقارير

بايدن أم ترامب.. من صاحب الفضل في اتفاق وقف الحرب على غزة؟

منذ الإعلان عن التوصل رسميًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس سارع كل من الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب لنسب الفضل لنفسه في دفع الجهود لإبرام هذا الاتفاق، وتطور الجدل بينهما حول هذا الأمر إلى الانتقاد العلني وسخرية كل طرف من الآخر.

حيث جدد ترامب الادعاء بأنه لو لم يفز بالانتخابات الرئاسية لما كان من الممكن إتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قائلًا إنه أبلغ جميع الأطراف أنه من الأفضل أن تتم الصفقة قبل أن يقسم اليمين.

وأضاف ترامب، في تصريحات إعلامية: “أنا لا أبحث عن الفضل، أريد إخراج هؤلاء الأشخاص، لقد عاشوا كأنهم في الجحيم. وعلينا إخراجهم، وسيكون الأمر رائعًا عندما نفعل ذلك”.

تلاسن بين الرئيسين

ووصل الحد إلى التلاسن بين بايدن وترامب بشأن دور كل منهم في إبرام الاتفاق، حيث وصف ترامب الرئيس بايدن بأنه “غير مهذب”، وذلك تعليقا على إجابة بايدن بعد أن سأله أحد الصحفيين، عما إذا كان ترامب يستحق الفضل في هذه الصفقة، فرد بايدن “هل هذه مزحة؟”.

وقال ترامب: “كان من غير المهذب أن يقول بايدن عني أنني لم أفعل أي شيء. إذا لم أفعل هذا، إذا لم نتدخل، فلم يكن ليتم إطلاق سراح المحتجزين أبدا. لن يخرجوا أبدا”.

وشدد الرئيس المنتخب على أن إطلاق سراح الأسرى ظل غير ممكن لفترة طويلة حتى تدخل وغيّر مسار المفاوضات بسرعة، واتهم بايدن بأنه “لم يفعل شيئا”.

من جانبه قال بايدن إن الطريق نحو اتفاق وقف إطلاق النار في غزة “لم يكن سهلا”، مشيرًا إلى أن إدارته واصلت الضغط على حماس من أجل التوصل للاتفاق.

وفي محاولة للتقليل من دور ترامب في إتمام الصفقة، قال بايدن: “عرضت قبل 8 أشهر مكونات الاتفاق الذي تم التوصل إليه والذي ساندته دول العالم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.

تسابق بايدن وترامب

وكان كل من بايدن وترامب قد تسابق لنسب الفضل لنفسه فو إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقًا لوكالة “رويترز“.

وفي إعلانه عن الاتفاق، أشار بايدن إلى أن التوصل إليه يعكس إلى حد كبير إطار الاقتراح الذي طرحه في مايو الماضي. وعندما سأله أحد الصحفيين عمن يُنسب الفضل لبايدن في إعلان الاتفاق، أجاب ساخرا: “هل هذه مزحة؟”، في إشارة إلى أنه هو صاحب الفضل.

وقال بايدن، في خطاب الوداع الذي ألقاه مساء الأربعاء من مكتبه في البيت الأبيض، إن “فريقي طوّر هذه الخطة وتفاوض عليها، وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، لهذا السبب طلبت من فريقي إبقاء الإدارة القادمة على اطلاع كامل”.

تحذير وضغوط ترامب

في المقابل، سارع ترامب، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، بالإعلان عن أنه هو صاحب الفضل في الانفراجة التي ساهمت في التوصل إلى اتفاق بعد أشهر من المفاوضات. وكان ترامب قد حذر مرارا من “جحيم” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل تنصيبه المقرر الاثنين المقبل.

وقال ترامب “هذا الاتفاق الملحمي ما كان ليتم لولا انتصارنا التاريخي في نوفمبر، إذ أشار ذلك للعالم أجمع إلى أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على الصفقات لضمان سلامة جميع الأميركيين وحلفائنا”.

وطالب ترامب بإبرام الاتفاق قبل تنصيبه في 20 يناير، وضغط على جميع الأطراف من أجل التوصل إلى صفقة محذرًا من جحيم في الشرق الأوسط إذا لم يتم الاتفاق، كما أرسل ترامب مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمشاركة في المحادثات في الدوحة، حيث ظل هناك خلال آخر 96 ساعة من المفاوضات التي أفضت إلى إعلان الاتفاق ومارس ضغوطًا كبيرة على الجانب الإسرائيلي.

تعاون ثنائي

وفي إفادة للصحفيين، أشاد مسؤول كبير في إدارة بايدن بمبعوث ترامب لمساعدته في التوصل إلى الاتفاق، مشيرا إلى أنه عمل جنبا إلى جنب مع بريت ماكغورك مبعوث بايدن، علما بأن ماكغورك كان في الدوحة منذ الخامس من يناير الماضي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين إن بايدن أراد مشاركة فريق ترامب، لأن الرئيس المنتخب هو من سيتولى مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقال بايدن: “خلال الأيام القليلة الماضية، كنا نتحدث كفريق واحد”.

ولم يقدم بايدن تفاصيل خارج الخطوط العريضة المعروفة للاتفاق، لكنه رجح أنه قد يمهد الطريق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال: “بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني، مسار موثوق به لدولة خاصة بهم. وبالنسبة إلى المنطقة، مستقبل من التطبيع والتكامل بين إسرائيل وجميع جيرانها العرب، ومنهم السعودية”.

انتصار مر وتأثير واضح

ورأى محللون أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصارًا بطعم المرارة لبايدن قبل أيام من انتهاء ولايته، وتنصيب خصمه السياسي ترامب الذي سارع إلى إضافة الفضل لنفسه في هذا الإنجاز.

ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية فإن الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته أوضح أنه عمل “كفريق” مع ترامب -الذي سيتولى رسميا مهامه الاثنين المقبل- بينما “شكر” رئيسُ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب وبايدن لمساهمتهما في الجهود من أجل “إطلاق سراح الرهائن” المحتجزين في غزة.

ويعتمد الاتفاق على المبادئ والأفكار التي طرحها بايدن نهاية مايو الماضي، لكن الوصول للاتفاق لم يتم إلا بعد 8 شهور من الجهود الدبلوماسية.

وسارع ترامب بالتفاخر على منصته “تروث سوشيال” وقال “لدينا اتفاق رهائن” وإن الاتفاق “لم يكن ليرى النور لولا فوزنا التاريخي في نوفمبر”. في حين ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير بأن “الرئيس بايدن فعل ما يجب القيام به”.

بين ترامب وبايدن

وذكرت الوكالة أن المفاوضات في قطر جمعت كلا من بريت ماكغورك مبعوث بايدن للشرق الأوسط وخلفه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب، في مساع مشتركة للتوصل إلى الاتفاق.

وقال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في بيان له إنه يشكر الرئيسَ المنتخب على ممارسة الضغط على جميع الأطراف، بمن فيهم نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق. وأدان المجلس الرئيسَ بايدن لعدم توظيفه النفوذ الأميركي للوصول لاتفاق منذ أشهر مما “تسبب في آلاف القتلى من دون سبب”.

ودعت المجلس إدارة ترامب القادمة إلى دعم السلام العادل والدائم من خلال ضمان امتثال إسرائيل للاتفاق والسعي إلى إنهاء الاحتلال غير القانوني والقمع للشعب الفلسطيني.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة فرع لمنظمة حقوقية أميركية بالشرق الأوسط، إنه في بلد يضم أكبر عدد من اليهود في العالم (حوالي 6 ملايين) “كانت إدارة بايدن خائفة من التكلفة السياسية للضغط على إسرائيل”.

وتقدر ويتسن أن ترامب -الذي كان مؤيدا لإسرائيل بشكل خاص خلال فترة ولايته الأولى- أكد بوضوح لنتنياهو أنه لا يريد أن يرث الصراع في غزة.

من جهته، لم يعتبر بريان كاتوليس المحلل بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن “تهديدات ترامب لعبت دورا كبيرا لدى أي من الجانبين”. وقال: “قد تكون الأسئلة الكبيرة حول ما سيحدث” خلال رئاسة ترامب هي التي “حفزت أولئك الذين كانوا يرفضون” أي اتفاق.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى