أخبار العالم العربيالراديو

إنجازات منظمة Life للإغاثة والتنمية في 2024.. تحديات غزة وآفاق سوريا

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

لقاء هام مع السيد عمر الريدي، المتحدث الرسمي باسم منظمة Life للإغاثة والتنمية والمنسق العام لبرامج الإغاثة في الشرق الأوسط. لتسليط الضوء على جهود المنظمة خلال عام 2024، خاصة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة، حيث لا يزال الوضع الإنساني صعبًا للغاية ويحتاج إلى تعاون مستدام لضمان وصول المساعدات للمحتاجين في ظل ظروف أمنية وإنسانية معقدة

كما ناقشت الحلقة التخفيف الأخير للقيود التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة على عمليات الإغاثة في سوريا، الأمر الذي قد يفتح آفاقًا جديدة لتوسيع الجهود الإنسانية في منطقة تعاني من أزمات مستمرة.

حصاد 2024
* السيد عمر الريدي؛ افتقدناك طيلة الفترة الماضية حيث كنت في جولة طويلة في العالم العربي، ولكن نبل رسالتكم هي التي تجعلنا ندعو لكم، لا سيما وأن الكوارث كثيرة ولا تتوقف.

** وأنا أيضا افتقدت مستمعي راديو صوت العرب من أمريكا ومحبي العمل الإنساني حول العالم، وكما أشرتِ فإن غيابنا لم يكن إلا لسبب إنساني وهو إيصال مساعداتكم وتبرعاتكم إلى مستحقيها حول العالم، وكما يعرف الجميع فإن الكوارث والحروب كانت عديدة في آخر عامين.

* تؤدون رسالة إنسانية كبيرة في منظمة Life؛ كيف تلخص لنا عام 2024م؟، ما هي أبرز المحطات والإنجازات التي حققتموها هذا العام على صعيد العمل الإنساني والإغاثي؟

** أريد أن أؤكد في البداية أنه لولا مشاركات وتبرعات مستمعيكم الكرام ما كان لمنظمة Life أن تحقق ما وصلت إليه، في خلال عام 2024م وصل عدد المستفيدين من كافة برامج Life حول العالم إلى 15500 مليون شخص.

ولكن أهم ما ميّز لايف خلال 2024 هو أن توقعاتنا كانت تشير إلى استمرار الأزمات الإنسانية في غزة وسوريا والسودان وخلافه، وكان التحدي الأكبر هو مواصلة دعم الفقراء والمتعففين حول العالم في كافة البرامج التي اعتادت منظمة لايف من خلال المتبرعين ومكاتبها أن تقوم بها.

ولكن بفضل الله وبفضل مساهمات المتبرعين، تمكننا من مواصلة العمل الإنساني في تلك المناطق، وعلى رأسها غزة، التي لم نتوقف فيها عن تقديم الدعم سوى لأيام محدودة وبسبب ظروف خارجة عن إرادتنا.

في الربع الثاني من 2024م، أدركنا حقيقة استمرار الأزمة في السودان، لذا نظمنا حملة إعلانية بمشاركة راديو صوت العرب من أمريكا والعديد من القنوات والإذاعات، لتسليط الضوء على تلك الأزمة، والتي قد تكون أكبر من غزة، ولكنها منسية في خضم الأحداث المتسارعة، وقد تمكنا من جمع مبلغ كبير من التبرعات، ووجهناه إلى هناك.

أيضا كانت هناك الأزمة الإنسانية في سوريا، والفيضانات الموجودة في سيرلانكا وفي أوغندا وفي نيجيريا، وقد لا يسعنا الوقت من أجل الحديث عن الكوارث الطبيعية التي حدثت في أكثر من منطقة حول العالم، وهذا بخلاف البرامج الخاصة بالتعليم والعودة للمدارس والتي وصل حجم المستفيدين منها حول العالم إلى أكثر من 17 ألف طالب من 21 دولة، وبرامج كفالة الأيتام التي تخدم 13 ألف يتيم في 22 دولة حول العالم.

يُضاف إلى ذلك مشروع الأضاحي، وهنا أودّ أن أكرر الشكر لراديو صوت العرب من أمريكا الذي أتاح لي فرصة شرح مشروع الأضاحي لغزة، وأودّ أن أزف بشرى لكم الآن، وهي أن لحوم الأضاحي التي ذُبِحَت خارج القطاع وتم تعليبها وإرسالها إلى القطاع لا يزال يتم توزيعها حتى الآن ضمن الوجبات الساخنة بشكل يومي.

كما تم تركيب السماعات الطبية لأكثر من 700 مريض حول العالم، بخلاف كافة الشحنات الطبية المرسلة من الولايات المتحدة إلى العديد من الدول الإفريقية مثل السنغال ومالي وساحل العاج والصومال وخلافه، وبخصوص وجبات الإطعام في رمضان فإن تبرعاتكم كانت سببًا في إطعام 2.9 مليون صائم في 31 دولة حول العالم، ولا يزال مشروع الشتاء جاريًا حتى الآن.

استراتيجية العمل في غزة
* وردنا سؤال: مع استمرار الوضع الأمني المعقد، ما هي استراتيجيات المنظمة لضمان استمرار العمل الإغاثي في غزة؟

** نحن نعمل ما كافة الجهات المعنية، وقد وصلتنا طلبات من إدارة الكوارث داخل قطاع غزة لتوفير عدد أكبر من خيام الإيواء، وهو ما بدأت به منظمة Life من خلال مكتبها في الأردن، وبخلاف ذلك فإننا نأمل في وقف إطلاق النار كي نتمكن من إدخال المزيد من المساعدات.

ولكن بالرغم من الظروف الصعبة فإننا لدينا خبرة في العمل الإغاثي تكفينا لكي نواصل الدعم والمساعدة، وبالمناسبة فإننا قد احتفلنا في ديسمبر الماضي بمرور 32 عامًا على نشأة منظمة Life، وقد بدأ عملنا في فلسطين منذ عام 2006م.

الوضع في سوريا
* لو انتقلنا للحديث عن سوريا، في ظل تخفيف الإدارة الأمريكية الحالية للقيود على عمليات الإغاثة هناك، كيف تنظرون إلى الفرص المتاحة لتوسيع جهودكم في سوريا؟

** كانت آخر زياراتي لسوريا إبان افتتاح قرية Life هناك، ولي قريبا إن شاء الله تعالى زيارة أخرى إلى سوريا، ولكن من خلال الرصد الميداني من الداخل السوري فإن سوريا بالكامل بحاجة إلى المساعدات والدعم الإنساني، وهو ما يتطلب مشاركة وتكاتف من العديد من المؤسسات الإغاثية.

وبالفعل خلال ديسمبر الماضي في شيكاغو كان هناك اجتماعًا تنسيقيًا بين المؤسسات المتخصصة في العمل في سوريا من أجل تنسيق العمل فيما بينها هناك، وكان المؤتمر مثمرًا وتم تقسيم المحافظات السورية فيما بين المنظمات.

وقد حظيت لايف ـ إلى جانب مهامها الدائرة بالفعل في الشمال السوري ـ بتوزيع السلال الغذائية في دمشق ومنطقة الساحل. والقرار الأمريكي بتخفيف القيود سيكون له مردودًا كبيرًا على العمل الإنساني في سوريا، ويعدّ مؤشرًا إيجابيًا سنرى نتائجه خلال الأيام المقبلة بإذن الله.

أزمات لبنان
* لو تحدثنا عن لبنان وما شهده خلال الفترة الماضية من دمار كبير، ما هي العمليات التي تقومون بها هناك؟

** المعاناة داخل لبنان مستمرة منذ قديم الأزل، وقد ازدادت خلال السنوات الأخيرة بسبب الوضع الاقتصادي، فكنا نقوم بعدد من المشروعات بناءً على التبرعات المقدمة إلينا، ولكن بعد العمليات العسكرية الأخيرة التي وقعت في الضاحية الجنوبية، فقد كانت هناك العديد من عمليات النزوح والإصابات، وهو ما تطلب جهدًا إضافيًا منا لكي نقوم به.

ولعلنا رأينا جميعًا سيارات إسعاف لايف عبر شاشات التلفاز وهي تقوم بإسعاف بعض المصابين خلال القصف على الجنوب، وهذه السيارات كانت مقدمة منذ 3 سنوات للعمل ضمن القطاع الصحي في لبنان، ونحن خلال هذه الأيام لا نزال نناقش عدة مشروعات إغاثية لتقديمها لأهلنا في لبنان لتدخل حيز التنفيذ خلال أيام بإذن الله.

رسالة للمانحين والداعمين
* كما وعدتنا فإنك ستكون معنا عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا في الأسبوع الثاني من كل شهر، لنتعرف على إنجازات منظمة Life ولنتعرف على المشاريع المستقبلية للمنظمة، ولكن هناك أيضا نقطة هامة أودّ التركيز عليها الآن: ما هي الرسالة التي تودّ توجيهها للمانحين والمشاركين لدعم استجابتكم الإنسانية في كل مكان تعملون فيه؟

** رسالتي للمستمعين والداعمين والمانحين؛ أنا أعرف جيدًا أن الجميع قد عانوا من كثرة السؤال والمطالبات بدعم مشاريع الإغاثة الإنسانية خلال السنة الماضية، سواء بسبب الزلازل أو الفيضانات أو الحروب أو غيرها، وهو ما قد يشكّل عبئًا على البعض، ولكن إذا استشعرنا مردود إغاثة ودعم ومساعدة أسرة نازحة تعيش في خيمة وقد يموت أطفالها من البرد، فإن هذا يدفعنا نحو المزيد من الدعم.

كلٌ منا قد تعب في الحصول على أمواله، وبالتالي عندما يقرر أن يقتطع جزءًا منها ويتبرع به لفعل الخير، فيجب أن يتأكد تماما أنه يتبرع لجهة مسؤولة وموثوقة، وأن يطلب من هذه المنظمة كل ما يثبت أن تبرعه قد وصل للمستحقين من صور وفيديوهات وغيرها من الإثباتات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى