ما هو سر اللون الوردي الذي يكسو معظم مناطق لوس أنجلوس؟

في مشهد أثار الدهشة وأضفى طابعًا فريدًا على مدينة لوس أنجلوس، تحول جزء كبير من معالمها إلى اللون الوردي، حيث غطت مادة غريبة أسطح المنازل، السيارات، والشوارع.
هذه المادة ليست إلا “فوس تشيك” (Phos-Chek)، المثبط الأكثر استخدامًا في العالم لمكافحة حرائق الغابات. مع تصاعد وتيرة الحرائق في ولاية كاليفورنيا، أصبحت هذه المادة الكيميائية أداة أساسية في جهود الإطفاء، خاصة في مواجهة الحرائق المدمرة التي اندلعت مؤخرًا، وفقًا لما نشرته شبكة “CBS News“.
تم تطوير “فوس تشيك” في الولايات المتحدة منذ عام 1963، وهي مادة مثبطة للنيران تُرش بشكل استباقي لتغطية النباتات والأسطح القابلة للاشتعال. الهدف الرئيسي منها هو منع الأكسجين من تغذية النيران، وبالتالي إبطاء انتشارها وخلق حاجز يمنع اشتعال المزيد من المناطق.
يضاف اللون الوردي إلى المادة ليساعد الطيارين ورجال الإطفاء في تحديد المناطق التي تم رشها بدقة، مما يعزز كفاءة عمليات مكافحة الحرائق الجوية.
على الرغم من فعاليتها العالية، أثارت المادة جدلاً واسعًا بين العلماء والخبراء البيئيين. تحتوي “فوس تشيك” على مكونات كيميائية قد تكون سامة، مثل بولي فوسفات الأمونيوم وبعض المعادن الثقيلة. هذا الخليط الكيميائي الذي يمنحها قدرة استثنائية على التحمل لفترات أطول من الماء قد يسبب أضرارًا بيئية بالغة إذا لم يُستخدم بحذر. المواد الكيميائية قد تتسرب إلى التربة والممرات المائية، مما يهدد النظم البيئية المحيطة ويؤثر على الحياة البرية.
تشير التقارير العلمية إلى أن استخدام هذه المادة قد يؤدي إلى تلويث مصادر المياه العذبة، مما يشكل خطرًا طويل الأمد على النظام البيئي المائي.
في الوقت ذاته، حذر الخبراء من أن تعرض البشر لهذه المادة بشكل مباشر قد يسبب تهيج الجلد والعينين، خاصة في حال عدم تنظيفها بسرعة من الأسطح التي تتراكم عليها.
تشكل الرياح القوية في جنوب كاليفورنيا تحديًا إضافيًا لجهود الإطفاء، حيث تصل سرعتها في بعض الأحيان إلى 112 كيلومترًا في الساعة. هذه الرياح تعرقل عمليات الطيران لرش “فوس تشيك”، وقد تؤدي إلى تبديد المادة قبل وصولها إلى الهدف. ومع ذلك، تستمر فرق الإطفاء في مواجهة هذه التحديات باستخدام استراتيجيات مبتكرة لتقليل الخسائر.
في ظل هذه الظروف، تعمل الجهات المعنية على استيراد المزيد من المعدات وتعزيز التعاون الدولي. شاركت فرق إطفاء من كندا والمكسيك، إضافة إلى مئات رجال الإطفاء المحليين، في الجهود الجارية. كما تم تجهيز عشرات شاحنات المياه لتجديد الإمدادات في المناطق المتضررة، حيث جفت صنابير المياه بسبب الضغط الكبير الذي فرضته الحرائق.
يشير الخبراء إلى أن الحرائق الحالية هي نتيجة مباشرة لتغير المناخ، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر إلى تفاقم خطر اشتعال الحرائق. هذا الواقع يعزز الحاجة إلى تطوير حلول مستدامة للتعامل مع الكوارث الطبيعية، بما في ذلك تحسين تقنيات مكافحة الحرائق وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية ذات التأثير السلبي على البيئة.